«الصقور» يهبط في الجولة الأخيـرة برصاصة من «الجزيرة»

أنهت الجولة الاخيرة من مسابقة دوري المحترفين الجدل الذي استمر منذ انطلاق المسابقة قبل ثمانية شهور، وأكدت بقاء فريق دبي في دوري المحترفين، بعدما فاز على الجزيرة «حامل اللقب» بهدفين نظيفين، قاطعاً الطريق على منافسه الوحيد الإمارات الذي كان بدوره يمنّي النفس بخسارة دبي مقابل فوزه على الوحدة في رأس الخيمة.

وحدث السيناريو الأسوأ لفريق الإمارات، إذ فعل ما عليه وتغلب على الوحدة 2-،1 لكن الرصاصة القاتلة جاءت من الجزيرة الذي خسر من دبي، وبخر آمال «الصقور» في البقاء لمصلحة أسود العوير.

وكشفت المحطة الأخيرة عن عودة النصر إلى سابق أمجاده، بعد أن تمكن الفريق من الحصول على لقب الوصيف، وهو إنجاز لم يحققه العميد منذ نحو 20 عاماً.

وحسم النصر الصراع الملتهب بينه وبين فريق الشباب، وحصل على المركز الثاني عن جدارة واستحقاق بفارق ثلاث نقاط عن منافسه الشباب، بعد انتهاء المواجهة التي جمعتهما بالتعادل 2-.2

وفي الجولة نفسها أيضاً برهن فريق العين على زعامته التي يستحقها وواصل انتصاراته وعروضه القوية، على الرغم من انه حسم فوزه بدرع الدوري قبل اربع جولات من انتهاء المسابقة، لكنه رفض التنازل عن الانتصارات التي لا يعرف سواها وحقق فوزه السابع عشر من اصل 22 مباراة خاضها في مسابقة الدوري لم يخسر فيها سوى مرة واحدة وتعادل في اربع، ورفع رصيده الى النقطة .55

كما واصل فريق الوصل عروضه المخيبة للامال وخسر بنتيجة 6/2 امام فريق دبي، ولم يشفع للفهود في الموسم المنتهي وجود الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا على رأس الجهاز الفني، وواصل الفريق اخفاقاته وقبع في المركز الثامن برصيد 26 نقطة.

وشهدت مباريات الجولة 22 التي اقيمت يومي السبت والاحد فوز الامارات على الوحدة 2-،1 وتعادل الشباب والنصر 2-،2 وتعادل بني ياس والشارقة 2-،2 وفوز دبي على الجزيرة 2-صفر في عقر دار الاخير، وفوز العين على عجمان 4-،0 وفوز الاهلي على الوصل 6-.2

وشهدت الجولة 25 هدفاً مقابل 37 هدفا في الجولة 21 التي سجلت رقماً قياسياً في الموسم المنتهي، وكانت اكبر نتيجة في الجولة 22 فوز الاهلي على الوصل 6-،2 واقل عدد من الأهداف شهدته هذه الجولة كان في مباراة الجزيرة ودبي التي فاز بها الاخير بهدفين دون رد.

وغابت الجماهير عن المدرجات، إذ حضر المباريات الست 15318 متفرجا فقط، وكانت مباريات العين اكثر المواجهات التي شهدت حضورا جماهيريا، حيث شاهدها 10432 متفرجا، في حين شهد مباراة بني ياس والشارقة 197 متفرجا فقط، وهي اقل نسبة في عدد الحضور الجماهيري منذ بداية مسابقة الدوري.

دبي يبقى بين الكبار

برهن فريق دبي على انه قادر على البقاء بين الفرق الكبيرة والاستمرار في دوري المحترفين، بعد ان خدم نفسه بنفسه وحقق فوزا غاليا ومهماً ومستحقا على أرض الجزيرة في الجولة الاخيرة من دوري المحترفين بهدفين دون رد، ورفع رصيده الى 20 نقطة، مؤكدا بقاءه في دوري المحترفين.

ورغم أن بقاء دبي في دوري المحترفين لم يتم حسمه سوى في الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري، الا ان الفريق قدم عروضا قوية منذ بداية المسابقة، ونجح مدربه المصري ايمن الرمادي في قيادة الفريق الى تقديم عروض قوية، ويكفيه انه حقق الفوز على فريق الوصل في كل المواجهات التي جمعتهما في كل المسابقات المحلية.

وكشف فريق دبي عن قدراته الكبيرة وحسن اعتماده على ابنائه المنتمين الى قطاع الناشئين في النادي، وهو الامر الذي يؤكد ان الفريق يسير في الطريق الصحيح، وانه سيكون له شان مختلف في السنوات القليلة المقبلة.

واستحق اسود العوير التحية والاعجاب، بعد ان تحلوا بالثقة ورفض الاستسلام واليأس، واستمروا في نضالهم من أجل البقاء في دوري المحترفين، وعدم الهبوط الى دوري الهواة الذي ودعوه قبل اربع سنوات ويرفضون العودة اليه مرة اخرى.

الصقور ترافق الملك

في المقابل، فإن فريق الامارات عاد الى دوري الهواة بعد موسم واحد فقط في دوري المحترفين، ولم يستفد الفريق من الفوز الذي حققه في الجولة الاخيرة على فريق الوحدة بهدفين لهدف بسبب فوز دبي على الجزيرة، واستمر الفارق بين دبي وبين الامارات عند ثلاث نقاط، ليغادر صقور الامارات دوري المحترفين.

ولم يقدم فريق الامارات طوال مسابقة الدوري ما يؤكد أحقيته في البقاء، إذ بدأ مسابقة الدوري متهالكاً وتعرض لهزائم كثيرة، وجمع 17 نقطة فقط من 22 مباراة خاضها في مسابقة الدوري، وخسر صقور الامارات في 15 مباراة وفازوا في خمس وتعادلوا في مباراتين فقط، لذلك فقد استحقوا الهبوط بصحبة فريق الشارقة الذي رفع الراية البيضاء مبكراً، ولم يتمكن من الاستمرار في المنافسة على البقاء، مثل الامارات ودبي، وغادر دوري المحترفين وهبط رسمياً الى دوري الهواة للمرة الثانية في تاريخه.

وتؤكد الأرقام أن فريق الشارقة يستحق الهبوط إلى دوري الهواة، بعد ان تخلى عن عروضه القوية وانتصاراته الدائمة التي اعتاد تحقيقها في السنوات الماضية، وخلال 22 مواجهة خاضها الملك الشرقاوي لم يجمع سوى 11 نقطة فقط، اي بواقع نصف نقطة في كل مباراة، وخسر في 15 مواجهة وحقق الفوز طوال مسابقة الدوري في مباراتين فقط، وتعادل في خمس، وهذه النتائج هي الاضعف للملك الشرقاوي طوال تاريخه الطويل والمملوء بالبطولات والانتصارات.

زينغا يعيد أمجاد العميد

إذا كانت مسابقة دوري المحترفين المنتهية قد عبست في وجه الشارقة والامارات، فإنها ابتسمت كثيرا لفريق النصر الذي حقق افضل الانتصارات، وحصل على المركز الثاني ولقب الوصيف عن جدارة واستحقاق، بعد موسم رائع للعميد بقيادة المدرب الايطالي والتر زنغا الذي عرف كيف يعيد امجاد وانتصارات عميد الاندية الاماراتية، الذي عانى طوال السنوات الماضية من سوء النتائج وتراجع الترتيب وغياب جماهيره عنه، بسبب ضعف العروض التي كان يقدمها.

وجاء التعادل بنتيجة 2-2 بين النصر والشباب في الجولة الاخيرة ليتوج الفريق ويمنحه المركز الثاني، وهو افضل مركز يحصل عليه العميد خلال الـ20 عاما الاخيرة، ويحسب هذا الانجاز للجهاز الفني واللاعبين وإدارة النادي التي وفرت كل الأجواء الملائمة امام الفريق.

ورفع النصر رصيده الى النقطة ،41 وهو الرقم الذي لم يصله الفريق طوال تاريخه حتى في السنوات التي كان يفوز بها بمسابقة الدوري، إذ لم يصل الى هذا الرقم من النقاط، لان عدد النقاط التي كانت تمنح للفريق الفائز في ذلك الوقت نقطتين فقط وليس ثلاثاً كما هو الحال الان.

وحقق العميد الفوز في 11 مباراة وتعادل في ثماني، وخسر ثلاث مباريات فقط، وتؤكد هذه الارقام ان المدرب الايطالي والتر زينغا حقق الكثير مع العميد، وغيّر الكثير من الفكر الكروي والطموح عند لاعبي النصر.

وسيشارك فريق النصر خلال العام المقبل للمرة الثانية على التوالي في دوري ابطال اسيا، وسيكون هدف الفريق في الموسم المقبل هو المنافسة القوية على الفوز بدرع الدوري، بعد ان حصل على المركز الثالث في الموسم الماضي وعلى المركز الثاني في الموسم الجاري، وهو ما يعني ان الفريق يتقدم من عام الى اخر ويسير نحو الفوز باللقب.

احتفالات العين

بحضور أكثر من 10 آلاف متفرج احتفل الزعيم العيناوي فريق العين على مسابقة الدوري.

وعلى الرغم من ان نتيجة مواجهته امام عجمان في الجولة الاخيرة لم يكن لها اي تاثير في فوزه بدرع الدوري، الا ان فريق العين استمر في تحقيق الانتصارات وفاز على فريق عجمان برباعية نظيفة، وادخل الفرحة في قلوب جماهيره العاشقة والمخلصة له.

وكانت الفرحة طاغية في استاد طحنون بن محمد في العين، بعد انتهاء المباراة وحصول الفريق على درع الدوري بشكل رسمي.

وحقق العين 17 انتصارا في مسابقة الدوري مقابل خسارة واحدة وتعادل في اربع مواجهات، وسجل 52 هدفا ودخل مرماه 16 هدفا وجمع 55 نقطة، وهي ارقام تؤكد احقية الزعيم في الفوز بدرع الدوري دون منافسة قوية من بقية الفرق، خصوصا ان فارق النقاط بينه وبين فريق النصر صاحـب المركز الثاني كان 14 نقـطة.

الوصل يترنّح أمام الأهلي

واصل فريق الوصل ترنحه وظهوره في مستوى مخيب لامال كل محبيه وعشاقه، وخسر امام الاهلي بنتيجة كبيرة وقاسية على كل جماهير الفهود 6-،2 ورغم أن الوصل خاض المباراة بالصف الثاني، بعد ان فضل الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا المدير الفني للوصل منح اللاعبين الاساسيين الراحة قبـل مواجهة فريق الخور القطـري في بطـولة الانـديـة الخليجية، الا أن من شارك في المباراة هو فريق الوصل، والتاريخ سيتذكر النتيجة فقط وسيقول ان الجولة الاخيرة من مسابقة الدوري شهدت فوزاً كبيرا للأهلي على الوصل بنتيجة 6-.2

وفشل دييغو مارادونا في تحقيق ما وعد به في بداية الموسم، عندما اكد ان هدفه هو المنافسة على كل البطولات التي سيشارك فيها، وتراجع الفريق الى المركز الثامن، وهو أسوأ مركز يحصل عليه الوصل في السنوات الاخيرة، ولم يتمكن الفريق سوى من جمع 26 نقطة فقط، وفاز الوصل في سبع مباريات وتعادل في خمس وخسر 10 مواجهات.

في المقابل، فإن فريق الاهلي استفاق من غفوته التي صاحبته في بداية الموسم، وتمكن بقيادة الاسباني كيكي فلوريس من استعادة الانتصارات والعروض القوية، ولم يخسر الفرسان في المواجهات الثماني الأخيرة، كما ان الفريق تمكن في الاسبوع الماضي من الفوز بكأس المحترفين، وانهى مسابقة الدوري وهو في المركز الخامس برصيد 34 نقطة، وهو ما يعني ان الاهلي سيكون له شأن مختلف في الموسم المقبل حال استمرار فلورانس كيكي على رأس الجهاز الفني للفريق.

نبض الجمهور

زعامة.. 10 من 10

جمهور العين يحتفل باللقب.    تصوير: باتريك كاستيلو

لم تتوقف الحناجر العيناوية عن ترديد الأناشيد المعبرة عن فرحة الجمهور باللقب العاشر أثناء مباراة العين وعجمان، أخيراً، في المرحلة الـ22 الأخيرة من دوري المحترفين لكرة القدم، إلى جانب ترديد اسماء اللاعبين والمدرب كوزمين.

وردد نحو 10 آلاف مشجع مع رئيس جمعية الجماهير العيناوية محمد راشد «العمدة» تحية التقدير لسموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، النائب الأول لرئيس نادي العين وهيئة الشرف، بعد وصوله إلى ملعب القطارة.

كما تم بث النشيد الجديد «عشرة على عشرة زعامة» عبر مضخم الصوت بصوت الفنان السعودي محمد عبدو، فيما تم تقديم الأهازيج التراثية بواسطة الفرقة الموسيقية التي كانت حاضرة في ملعب القطارة ضمن فقرات الحفل الختامي الذي جاء معبراً عن المناسبة الكبيرة بمناسبة اللقب العاشر في تاريخ النادي.

جمهور الوصل يغيب عن «قمّة دبي»

لم يحضر مباراة الوصل والاهلي التي اقيمت على استاد آل مكتوم بنادي النصر سوى 508 متفرجين فقط، وكانت هذه المواجهة من أقل المباريات التي يحضر فيها جمهور الوصل العاشق لفريقه والزاحف خلفه في كل المباريات، سواء التي تقام على ملعبه أو خارجه.

ويعود غياب جمهور الوصل عن الحضور الى الكثير من الاسباب، من بينها ضعف نتائج فريقهم وتواضع عروضه وابتعاده عن المنافسة، إذ لم يكن لنتيجة المباراة اي تاثير في ترتيب فريق الوصل، بجانب حالة الاحباط والغضب التي سيطرت على كل انصار ومحبي الوصل بسبب العقوبات المتكررة على فريقهم الخاصة بنقل مباريات للفريق الى خارج ملعبه في زعبيل.

أنصار دبي الأكثر سعادة

آزر أنصار فريق دبي فريقهم أمام الجزيرة «حامل اللقب»، وزحفوا خلفه رغم تخوفهم من سيناريو الهبوط، ولكنهم عادوا إلى العوير بموكب فرح كبير، منتشين بالبقاء موسماً آخر بين الكبار في دوري المحترفين.

وشكر المشجعون لاعبيهم على العرض الذي قدموه أمام الجزيرة وأدى إلى فوز الأسود بهدفين نظيفين كانا كفيلين بهبوط خصمهم المباشر فريق الإمارات إلى مصاف أندية الهواة.