أكدوا أن غياب الرقابة شجعهم على التمادي في إزعاج المشاهدين

خبراء: معلقون يسيئون إلى الــمهنة في الإمارات

انتقد خبراء إماراتيون في التعليق على المباريات، زملاء حاليين لهم بأنهم «يسيئون إلى تاريخ المهنة المشرف في الامارات بأسلوبهم البعيد عن الأسس والفارغ من الثقافة والمعلومات التي من المفروض ان تكون مرتكزاً لهم، فضلاً عن غياب الاسلوب المتفرد لهم، اذ يستخدمون الفاظاً وعبارات مقلدة لمعلقين معروفين». وقالوا «التعليق الإماراتي قد انحدر بصورة كبيرة نتيجة ظهور أشخاص يعتمدون في اسلوبهم على التقليد والصراخ العالي واستخدام الشعر والغزل، بطريقة ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بمباريات كرة القدم». مؤكدين أن «الرقابة الغائبة من جانب المحطات التلفزيونية شجعت الأغلبية من المعلقين على التمادي في تجاوزاتهم، ما أساء بصورة بالغة إلى التعليق الاماراتي، وجعله ينحدر بصورة لم يشهدها من قبل». وأشاروا «لم يشهد التعليق في السنوات الخمس الاخيرة أسماء برزت على الساحة، والأغلبية منهم تؤدي بنبرة الصوت نفسها وعبارات معلقين آخرين، وهذا ما اعتبروه (آفة ستنخر في عظم التعليق الإماراتي)» على حد وصفهم.

بلا شخصية

سلبيات التعليق

1 - الصراخ

2 - التقليد

3 - غياب الرقابة

4 - استخدام الشعر والغزل

5 - قلة الثقافة والمعرفة

6- غياب الإبداع والابتكار

7- انعدام الموهبة

8- ضعف المؤهل

9-ا لانحياز للفرق

قال شيخ المعلقين الإماراتيين علي حميد، إن «التعليق انحدر إلى أدنى مستوياته قياساً بما كان عليه في السابق، بسبب انعدام المواهب واعتماد الأغلبية الموجودة على الساحة حالياً على التقليد والصراخ العالي بشكل بات يمثل استفزازاً لكل من يشاهد المباريات أمام شاشات التلفزيون». وأضاف «للأسف هناك بعض المعلقين يسهبون في استخدام الشعر والغزل أثناء المباريات بصورة لا أكاد أراها سوى في الدوري الاماراتي، فهم يستخدمون ألفاظاً وعبارات لا علاقة لها بكرة القدم، وتبرهن على أن هذه النوعية من المعلقين ليست مؤهلة على النحو الذي يجعله جديرة بتولي تلك المسؤولية». وواصل «ليس هناك رقابة من المحطات التلفزيونية على هذه النوعية من المعلقين، والملاحظ أن الرقابة الذاتية غائبة عنهم فاستباحوا لأنفسهم أن يختاروا الفاظا أقل ما يقال في حقها إنها دون المستوى، ولو كانت هناك رقابة حقيقية ما تجرأ أحد على أن يسيء إلى التعليق الاماراتي، الذي كان في يوم من الايام من العلامات المميزة ليس في منطقة الخليج فقط، لكن في الوطن العربي بأكمله». وتابع «هذه المجموعة أساءت للمجموعة الجيدة الموجودة من المعلقين من أمثال علي سعيد الكعبي وعدنان حمد، وهبط التعليق الاماراتي لأدنى مستوياته، ولن تنصلح الحال الا اذا أعدنا النظر في المجموعة الحالية الموجودة على الساحة والبحث عن مواهب جديدة تتواكب مع نهج الاحتراف لكرة القدم، لأن المعلق في الاساس، شخص يقدم المعلومة ويشرح للمشاهدين ما يحدث على أرض الميدان من أمور فنية قد تكون غائبة عنه». وبين «ما يحزنني وأنا استمع إلى بعض المعلقين أنهم يتحدثون في أمور بعيدة تماماً عن كرة القدم وبعضهم يزعج المشاهد بالصوت العالي أو بالحديث في أمور ليس لها علاقة بالمباراة، ما قد يدفع المشاهد إلى الانصراف عن متابعة المباراة». وأكد علي حميد «الظاهرة المؤسفة استخدام بعض المعلقين وسائل الاتصال الحديث بشكل مهين لزملاء لهم، فنجد أن بعضهم يسيء لزميل له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي سواء في (تويتر)، أو(فيس بوك)، دون أدنى احترام لزمالة المهنة، وهذه ظاهرة خطرة لابد أن تتوقف حتى لا ينحدر التعليق لما هو أكثر مما عليه الآن».

لم يعد ممتعاً

اعترف المعلق الرياضي في قناة أبوظبي الرياضية أحمد الحوسني، بأن التعليق بشكل عام لم يعد ممتعاً بالنسبة للمشاهدين بسبب الأسلوب الذي يلجأ اليه البعض ظناً منهم بأنه سيجذب اليهم المشاهدين. وقال «معظم شريحة المشاهدين من كبار السن الذين يفضلون الأصوات الهادئة التي لا تسبب لهم أي ازعاج، خلال لحظات مشاهدتهم للمباريات، وللأسف الأغلبية لا تراعي مثل هذه المسألة، ونجد أن الصوت العالي أصبح شيمة بعض المعلقين حتى لو كانت المباريات لا تستحق أن يتفاعل معها المعلق ويرفع صوته إلى مثل هذا الحد». وأشار الحوسني «أمانة هناك أشخاص لا يستحقون الوقوف خلف الميكروفون ولا الظهور على الشاشات، وهذا الامر يتطلب من المحطات والقنوات التلفزيونية أن تشدد الرقابة على اختيارات المعلقين، لا أن يتم الاختيار وفقاً للمجاملات». وزاد «كما لابد أيضاً أن تكون هناك دورات تثقيفية ومحاضرات منتظمة للمعلقين يحاضر فيها كبار المعلقين في الوطن العربي، لنستفيد من مدارس التعليق المختلفة لكون الكلمة الموجهة من المعلقين الى المشاهدين تحتاج الى شخصيات بارزة لأنها تخرج بشكل مباشر، وهذا يتطلب أن يكون المعلق في أوج ثقافته وتأهيله العلمي».


آراء المشاهدين

المعلومات

أكد سعيد الصعيري، أن غياب ثقافة المعلومات يعد أبرز السلبيات الموجودة لدى الأغلبية من المعلقين، والابرز منهم لا تزيد ثقافة معلوماته عن 60٪. وقال «في الحقيقة لم أر معلقاً يقنعني في تقديم المعلومات، مثلما كان يفعل علي سعيد الكعبي، الذي يقدم للمشاهدين معلومات وافرة عن أي مسابقات سواء في الدوريات الاوروبية أو العالمية، حينما يقوم بالتعليق عليها، وهذا النموذج لم يعد موجوداً لدينا في تلك الفترة».

الشفافية

قال عادل النعيمي، ان الإمارات تمتلك معلقين جيدين برزوا في السابق من خلال حضورهم في القنوات الكبرى مثل الجزيرة، لكن للأسف السلبية الواضحة انحياز بعض المعلقين إلى فرق بعينها دون مراعاة تطبيق الشفافية عند التعليق، فنجد أن هناك فـرقاً تأخذ أكثر من حقها لمجرد أن المعلق ينتمي اليها.

رضا

أعرب طارق علي، عن رضاه التام عن التعليق الإماراتي من دون أن يكون له أي ملاحظات على أي من المعلقين.

وقال «أرى ان التعليق أكثر ايجابية من المباريات نفسها، وهناك معلقون يبرزون، خصوصاً في المباريات المهمة، ويجب أن نمنحهم الثقة من وقت لآخر ليبدعوا في عمالهم».

الانحياز

قال بدر الشامسي إن المعلق الجيد هو من يستطيع أن يفرض نفسه على المشاهد بثقافته وعباراته والكلمات التي ينتقيها، وهناك نماذج ايجابية من المعلقين موجودة لدينا، وهناك نماذج أخرى أساءت الى التعليق، خصوصاً حينما نلمس منهم أنهم ينحازون لفرق ضد أخرى، وهذا النوع من المعلقين لا يجب أن يظهر على شاشات التلفزيون.


عدنان حمد: التعليق في آخر 5 سنوات تراجع بصورة مخيفة

عدنان حمد

أكد المعلق الرياضي في قناة دبي الرياضية عدنان حمد، أن دولة الإمارات بشكل عام غنية بالمعلقين الجيدين، وقدمت أسماء لامعة على الساحة الخليجية، وقد احترف عدد منهم في التعليق بمحطات تلفزيونية خارجية.

وقال «هناك أسماء برزت بشكل طيب خارج الامارات، وفي مقدمتهم الزميل علي سعيد الكعبي، وهناك أسماء فضلت البقاء داخل الدولة، ورفضت العروض الخارجية التي تلقتها مثلما فعل الزميل علي حميد، الذي أثرا التعليق بصورة واضحة لحقبة طويلة من الزمن».

وأوضح «وودت أن أبدأ بالمسيرة الايجابية للتعليق الإماراتي لتعلم الاجيال الجديدة أننا كنا نملك تاريخاً مشرفاً في هذا المجال، لكن ما حدث أنه في السنوات الخمس الاخيرة أن التعليق قد تراجع بصورة كبيرة ولا توجد أسماء جديدة يمكن ان نقول عنها إنها قد برزت أو لها اسلوب مميز خاص بها، فالأغلبية من الاسماء الجديدة اعتمدت بصورة واضحة على تقليد مجموعة أخرى من المعلقين، وللأسف بنبرة الصوت نفسها، وبالجمل والعبارات نفسها، وهذا ما اعتبره آفة ستنخر في عظم التعليق الماراتي».»

وبين «هذه النوعية من المعلقين وأقولها بكل أمانة، لا تحظى بأي قبول ولن تسجل لنفسها ماركة في مجال التعليق وستعيش طوال وجودها أمام الميكروفون في جلباب أشخاص آخرين، لن تستطيع أن تنفصل عنهم لأنها لم تختر أسلوباً يجعل لها لوناً خاصاً بها».

وأيد عدنان حمد، فكرة الاستعانة ببعض المعلقين المتميزين من خارج دولة الامارات، اذا سنحت الفرصة بذلك ليكون هناك تنوع في اسلوب التعليق.

وقال «عندما كنت أعمل في شبكة راديو وتلفزيون العرب، كان لدينا خليط من المعلقين من أغلبية الدول العربية أثروا بشكل ايجابي في جذب شريحة كبيرة من المهتمين بكرة القدم، بسبب تنوع أسلوب تعليقهم على المباريات، ولا أرى خطأ في تكرار هذه التجربة، شريطة أن يكون المعلق الذي سيتم استقطابه على مستوى عالٍ، ليكون اضافة للتعليق الإماراتي وليس لمجرد أن يوجد على حساب معلقينا».

تويتر