الحوسني.. كفيف يحقق للإمارات بطولات دولية

الحوسني: الإمارات تملك أربعة فرق تمارس «كرة الجرس». تصوير: مصطفى قاسمي

يقضي المواطن الكفيف محمد غريب الحوسني، أكثر من خمس ساعات يومياً في تدريبات متواصلة على لعبة «كرة الجرس»، وهي لعبة أشبه بمباريات كرة القدم، لكنها مخصصة لمتحدي الإعاقة البصرية.

والحوسني هو قائد منتخب الإمارات في هذه اللعبة، ويلعب إلى جواره أكثر من 20 مواطناً من المكفوفين، ويخوض بهم بطولات كبرى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والمنطقة العربية، وغرب آسيا.

ويوم الأربعاء الماضي، حقق الحوسني وزملاؤه من المواطنين المكفوفين، أعضاء المنتخب، المركز الثاني في أول بطولة لـ«كرة الجرس» تقام بالإمارات، وشارك فيها منتخبا السعودية ومصر، ومن قبل فاز المنتخب الإماراتي بالمركز الرابع في بطولة غرب آسيا، التي أُقيمت في الأردن، إضافة إلى مراكز متقدمة على مستوى دورات وبطولات أُقيمت في دول الخليج.

ويقول الحوسني لـ«الإمارات اليوم»: «كثيرون يجهلون هذه اللعبة، على الرغم من أهميتها الكبرى للمكفوفين، كونها تشعرهم بقدرتهم على ممارسة الرياضة كغيرهم من المبصرين، وتسهم في تنمية مهاراتهم البدنية، إلى جانب أن اللاعبين يحملون اسم الإمارات في بطولات دولية».

ويشير إلى أن «المنتخب يضم موظفين وطلاباً جامعيين، وطلاباً في المرحلة الثانوية»، لافتاً إلى أنهم «يجتمعون في مقر جمعية الإمارات للمكفوفين في الشارقة للتدريب، وخوض المباريات أسبوعياً».

ويكمل أن «هؤلاء اللاعبين يأتون من مناطق بعيدة، فمنهم من يأتي من أبوظبي والفجيرة وخورفكان، لينتظم في التدريب ثلاثة أيام أسبوعياً، وأحياناً ينضمون إلى معسكرات مغلقة في الشارقة، قبل خوض أي بطولة».

ودخلت اللعبة الإمارات على يد الرئيس السابق لجمعية الإمارات لرعاية المكفوفين، محمد النعيمي، الذي خصص لها ملعباً في مقـر الجمعيـة بالشارقـة، ودعا متحـدي الإعاقـة مـن المـواطنين والمقيمـين إلى ممارستها.

ويضيف الحوسني أن «الإمارات تملك أربعة فرق تمارس هذه الرياضة، التي تشعر الكفيف بأنه يمارس لعبة كرة القدم»، موضحاً أن «الكرة يصدر عنها رنين جرس، ما يساعد الكفيف على اللحاق بها».

ويتابع: «مثبت في أرضية الملعب خطوط بارزة تحدد للاعب اتجاهه الصحيح، ليسدد على مرمى الخصم، وهو مرمى بطول تسعة أمتار».

ويحضر البطولات، التي تُقام في مقر الجمعية بالشارقة، عشرات المواطنين والمقيمين، لتشجيع الفرق المتنافسة، لكن يشترط في الحضور أن يلتزم الصمت، حتى لا يغطي صوته على رنين الجرس، ما يعطل أداء اللاعبين.

ويذكر الحوسني أن «المواطنين الممارسين لـ(كرة الجرس)، يلقون دعماً من الجمعية، التي توفر لهم وسيلة الانتقال من مقار سكنهم في أنحاء الإمارات إلى الشارقة، وتوفر لهم الملعب المناسب، وترعى معسكراتهم»، مضيفاً: «نلقى دعماً آخر من اتحاد الإمارات للمعاقين، لكننا مازلنا بحاجة إلى دعم أكبر من الدولة والشركات الكبرى، لنواصل ممارسة هذه الرياضة في أفضل صورة».

ويكمل: «نتمنى أن ترعى القطاعات الرياضية في الدولة المكفوفين، وتحثهم على ممارسة (كرة الجرس)، كونها تفرغ طاقاتهم، وتحقق لكل لاعب ذاته، وتشعره بأنه قادر على تحقيق إنجاز للوطن».

تويتر