انطلاق ملتقى دبي الدولي الأول لأكاديميات الناشئين

مالوش: قصار القامة الإسبان غــيّروا مفاهيم الكرة

مالوش أكد أهمية المبادئ التربوية في تطوير الناشئين. تصوير: أسامة أبوغانم

أكد المستشار الفني بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بلحسن مالوش، أن إسبانيا غيرت مفاهيم وقواعد أكاديميات كرة القدم في العالم بعد فوزها ببطولة كأس العالم في نسختها الماضية في جنوب إفريقيا ،2010 وقال مالوش إن قواعد الاختيار، خصوصاً في البلدان الأوروبية، كانت تعطي اللاعب قوي البنية صاحب القامة الطويلة الأولوية عند الاختيار في فرق الناشئين، لكن بعد فوز إسبانيا بالمونديال بفريق معظم نجومه من قصار القامة تغيرت المفاهيم بعد أن شاهد العالم مجموعة من النجوم يقودون منتخب بلدهم للتتويج باللقب، ومعظمهم من عينة تشافي وانيستا وبيدرو وديفيد فيا.

جاء هذا خلال الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى الدولي الأول لأكاديميات كرة القدم الذي افتتح صباح أمس السبت، وينظمه مجلس دبي الرياضي على مدار يومين بفندق دوست ثاني بمشاركة خبراء من الدولة والاتحادات الوطنية والاتحادين الآسيوي والدولي إلى جانب أندية عربية وعالمية. ويقام الملتقى تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي.

المستكي يسأل عن التغذية

حرص مدرب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي عبدالحميد المستكي على حضور فعاليات الملتقى مع نخبة من المدربين المواطنين، وطرح المستكي سؤالاً في الجلسة الأولى حول موضوع التغذية الذي لم يتم تناوله خلال استعراض الاتحادين الدولي والآسيوي، فقام ممثل «فيفا» بلحسن مالوش بالرد على المستكي، مؤكداً أن موضوع التغذية واجب وأساسي لذا لم يتحدث عنه، كونه أمراً ضرورياً يبدأ من البيت والمدرسة وعدم انتظار أن يصل اللاعب لسن 16 سنة، حيث يكون قد فات الأوان، وأشار إلى أن ثقافة التغذية الصحية والسليمة يجب أن تبدأ من عمر صغير وفي المنزل قبل أن يدخل اللاعب الأكاديمية.


المدربون المواطنون في الصدارة

حرص اتحاد كرة القدم على إيفاد جميع المدربين الذين يشاركون في الدورات التدريبية «سي» و«بي» لحضور فعاليات الملتقى لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة، لاسيما أن الملتقى يركز على تطوير العمل في مراحل الناشئين ومن ثم سيكون مفيداً لهم جميعا، وقوبل حضور هذا العدد الكبير من المدربين المواطنين بترجيب كبير من جانب مجلس دبي الرياضي، وخلال حديثه عن المدربين قال مستشار الاتحاد الدولي بلحسن مالوش، إن الاتحاد الدولي يلزم الأندية بضرورة حصول مدربيها على أعلى تصنيف في المنطقة، وليس على صعيد العالم، مؤكداً أن المدير الفني يجب أن تكون لديه شهادة أعلى من المدرب.


4 جلسات في الختام اليوم

يسدل الستار اليوم على فعاليات الملتقى، حيث تقام أربع جلسات تبدأ الأولى الساعة التاسعة صباحا بعنوان «النموذج الهولندي لأكاديميات كرة القدم»، يحاضر فيها المنسق الوطني لبرامج التطوير والبحوث بالاتحاد الهولندي كورني كرونانتيجيك، فيما تبدأ الجلسة الثانية الساعة 30:10 بعنوان «النماذج العربية الخليجية» ويحاضر فيها أمين عام مجلس أمناء اكاديمية الأهلي السعودي طلال عبدالفتاح، والخبير الفني بأكاديمية إسباير القطرية فهد عبدالله ثاني، وتليها الجلسة الثالثة الساعة 30:11 بعنوان «النموذج الانجليزي» يحاضر فيها مدير أكاديمية ليفربول جون أونز، والمدير الفني لأكاديمية الأهلي الإماراتي اليكس جيبسون، والجلسة الرابعة الساعة 50:12 بعنوان «النموذج الإسباني» ويحاضر فيها المدير الفني لأكاديمية الوصل البرت بناغيش، وفي الفترة المسائية تقام ورش العمل.

وحضر افتتاح الملتقى نائب رئيس مجلس دبي الرياضي مطر الطاير، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية يوسف السركال، والأمين العام لمجلس دبي الرياضي أحمد الشريف، والأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي أحمد الفردان، وعضوا مجلس دبي الرياضي محمد الكمالي وصلاح تهلك، وعدد من المسؤولين في المؤسسات والأندية الرياضية بالدولة.

وبدأت فعاليات الملتقى بالجلسة الأولى تحت عنوان «برنامج الاتحادات الدولي والآسيوي والأوروبي في مجال تطوير الناشئين»، وتحدث فيها بلحسن مالوش، ومسؤول برامج تطوير البراعم والناشئين في الاتحاد الآسيوي الدكتور اناثوراي رانغناتن وأدارها الزميل سامي عبدالإمام.

وأشار مالوش إلى أن «فيفا» يولي قطاع الناشئين اهتماما كبيرا، خصوصا أن 80٪ من أصل 250 مليون لاعب كرة قدم في العالم يندرجون تحت قطاع الناشئين، لذلك خصص الاتحاد الدولي ما يقارب من 70٪ من إيراداته لتنظيم المسابقات والبرامج التطويرية في مختلف قارات ودول العالم.

وركز مالوش على أهمية البحث العلمي في مجال تطوير الناشئين والاعتماد عليه في أكاديميات كرة القدم، وضرب مثلاً بالأكاديمية الفرنسية التي بدأت بعد فوز اسبانيا بلقب كأس العالم الماضية بجنوب إفريقيا 2010 بالتركيز على اللاعبين قصار القامة من ذوي المهارات الفنية المميزة والتقليل من الاعتماد على اللاعبين أصحاب البنية الجسدية القوية ممن لا يمتلكون مهارات عالية المستوى.

وأكد مالوش أهمية المبادئ التربوية في مجال تطوير الناشئين وأشار إلى التجربة الإسبانية التي تركز على تعليم الصغار تلك المبادئ، وكلها تركز على السلوك والقيم الأخلاقية.

وقال مالوش إن الاتحاد الدولي يمنح 32 منتخباً تتأهل لنهائيات كأس العالم مبالغ كبيرة للإعداد للبطولة ولكن في التوقيت ذاته، تحصل الدول التي لا تتأهل على دعم كبير في اتجاهات أخرى منها على سبيل المثال مشروع الهدف.

وبدوره ركز رانغناثان على آليات تطوير قطاع الناشئين والأشبال التي يتبعها الاتحاد الآسيوي وأشار إلى أهمية دور المدارس في تطوير اللاعبين في المرحلة العمرية من 6 إلى 12 عاما من خلال إقامة العديد من المسابقات والبطولات.

وأكد رانغناتن أن الاتحاد الآسيوي بصدد إصدار لائحة ضوابط تتعلق بهيكلية وآليات عمل، وجميع ما يتعلق بأكاديميات كرة القدم ومراكز تكوين الناشئين وذلك نهاية العام الجاري، من شأنها أن تنظم هذه العملية خصوصاً أن 14 دولة فقط داخلة ببرنامج رؤية آسيا حاليا، علماً بأن الاتحاد الآسيوي ينفذ حاليا برامج متتالية ومستدامة لتطوير هذا القطاع.

وأشار رانغناتن إلى أن الاتحاد الآسيوي ينفذ ما بين 20 إلى 25 منافسة قارية لخدمة عملية تطوير قطاع الناشئين، فيما يجب أن ترفع الدول منافساتها الداخلية للارتقاء بالمستوى.

وتضمن اليوم الأول من الملتقى ثلاث جلسات تم خلالها استعراض الهياكل وآليات العمل في أكاديميات كرة القدم بدول إيطاليا وفرنسا وألمانيا، قدمها مسؤول إدارة التطوير بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم ميشيل يويفا، ومسؤول بالإدارة الفنية بالاتحاد الإيطالي باولو بياني، والمدير الفني للاتحاد المغربي لكرة القدم الفرنسي جون بيار مورلان، و الخبير الفني بالاتحاد الألماني إيريتش رتمولر.

ورش عمل

اختتم اليوم الأول بإقامة ورشة عمل بين مسؤولي أندية دبي وممثلي الاتحادات الأوروبية بحضور ممثلين عن اتحاد اللعبة في الإمارات ورابطة كرة القدم الإماراتية، تم خلالها مناقشة الخطوات الأساسية لإنشاء أكاديمية كرة القدم في الجوانب التنظيمية والإدارية وغيرها.

وضمت قائمة المحاضرين في ورش العمل المدير الفني للاتحاد المغربي جون بيار مورلان والخبير الفني للاتحاد الألماني ايرتش رتمولر ومن الاتحاد الإيطالي ميشيل يوفا وباولو بياني ومن الاتحاد الهولندي كورني كرونانتيجيك.


تصريحات 

مطر الطاير: النهوض بثقافة الاحتراف

من اليمين الشامسي والفردان و السركال والشريف

أكد نائب رئيس مجلس دبي الرياضي مطر الطاير، أن تنظيم فعاليات ملتقى أكاديميات كرة القدم يأتي تنفيذاً لتوصيات مؤتمر دبي الدولي الخامس الذي عقد في ديسمبر الماضي تحت عنوان «شركات كرة القدم.. الواقع والمأمول»، وذلك لتبني استراتيجية وطنية موحدة للنهوض بالجانب الفكري في مختلف المراحل السنية لنشر ثقافة الاحتراف الرياضي والارتقاء بمستوى قطاع الناشئين.

وتوجه الطاير بالشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، على دعمه اللامحدود والمستمر لتطوير القطاع الرياضي بالإمارة، إذ تأتي إقامة هذا الملتقى في اطار توجيهاته السامية وفي إطار استراتيجية المجلس 2011-2015 الهادفة لنشر الثقافة الاحترافية لدى الأندية الرياضية وتعزيز الأداء الاحترافي وتطوير كفاءة كوادرها الإدارية والفنية، إلى جانب الاهتمام المستمر بالمجلس بقطاع الناشئين وضرورة توفير مقومات النجاح الخاصة به.

 

الشريف: اختصار الزمن

قال الأمين العام لمجلس دبي الرياضي أحمد سعد الشريف، إن الملتقى سيسهم في اختصار الزمن في تطوير الاكاديميات ويترجم الملتقى توصيات مؤتمر الاحتراف الخامس ويهدف إلى دعم وتسهيل مهمة الشركاء الأساسيين، وهم اتحاد اللعبة والرابطة والمجالس والأندية في الدولة، في الوقوف على أفضل التجارب من ناحية التخطيط للمستقبل. واشار الشريف إلى أن إعداد الملتقى تم بعناية وتجهيز خاص، فقد عرضت الجلسة الأولى برامج «فيفا» ورؤية الاتحاد الآسيوي، تبعها عرض التجارب الأوربية علاوة على تجارب عربية وخليجية، وقال «أتمنى أن يسهم الملتقى في تزويد العاملين في حقل اللعبة بالدولة بالمعلومات التي تساعدهم في التخطيط، وهناك مشاركة كبيرة تبلغ 300 مشارك في الملتقى يتطلعون للاستفادة، ونأمل أن تخدم التوصيات كرة القدم الإماراتية»، والمؤكد أنه سيفرز عدداً من الآليات القابلة للتنفيذ لما يجب أن يكون عليه العمل في المستقبل.

 

الفردان: تعاون مثمر

أشاد الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي أحمد الفردان بالتعاون المثمر والفعال بين المجالس الرياضية العاملة في الدولة، وعبر الفردان عن سعادته بالحضور والمشاركة في الملتقى، ووجه الشكر لمجلس دبي الرياضي على مبادرته الرائدة في مجال كرة القدم بالدولة وأبرزها مؤتمر الاحتراف السنوي الذي يعقد في دبي، والذي ترك إيجابيات كثيرة تدعم مسيرة الاحتراف في الدولة. وتابع «هذا الملتقى سيترك آثاراً جيدة، ونحن في مجلس الشارقة متحمسون جدا في هذا المجال وهناك مقومات متوافرة لدراسة إنشاء أكاديمية لكرة القدم في الشارقة، وذلك بعد دراسة جيدة، ولكن لابد أن نفعل شيئاً لمواكبة الاحتراف القاري».

وكشف الفردان أن هناك تعاوناً بين المجالس الرياضية في الدولة لتعزيز مثل تلك المبادرات، وقال إنه يعمل بتنسيق كامل في تبادل الخبرات واللوائح والنظم، لأن ذلك كله يصب في النهاية لمصلحة الرياضة في الدولة وهناك جهود لدعم الألعاب الفردية.

وأضاف «من منطلق التعاون بين مجلسي دبي والشارقة الرياضيين ستطلق قريباً مبادرات تخدم المجال وسيعلن عنها في وقت لاحق».

 

علي عمر: نقلة نوعية

قال مدير إدارة الأندية والأداء الرياضي بمجلس دبي الرياضي علي عمر، في كلمة افتتاح الملتقى، إن المجلس حرص على استقطاب أبرز الخبراء في مجال تطوير قطاع أكاديميات كرة القدم ونقل أفضل الممارسات العالمية التي من شأنها أن تسهم بتحقيق النقلة النوعية المنشودة، وأشار إلى أن هذا الملتقى يأتي في إطار المبادرات والبرامج التي يسعى المجلس من خلالها لدعم الكفاءات الإدارية في الأندية وبنائهم بناء علميا وتهيئتهم خلال السنوات المقبلة لقيادة فرق الفئات العمرية وبشكل تدريجي لتولي المسؤولية مع الفرق الاولى في الأندية، بواسطة منهج علمي متكامل يعتمد على مستوى احترافي يسهم في الارتقاء بالقطاع الرياضي في الدولة.

تويتر