العادات والتقاليد تمنعان جمهور الرجال والإعلام من حضور المباريات

«السلة الناعمة» ترى النـور فـي «الخفاء»

دوري السيدات بلا جمهور ذكوري حفاظاً على العادات والتقاليد. الإمارات اليوم

كشفت إداريات ولاعبات عن أن كرة السلة الإماراتية الناعمة لم تر النور إلا بعد تمسك اتحاد اللعبة بعادات وتقاليد المجتمع التي جذبت الفتيات لممارسة هذه الرياضة ومهدت لإطلاق أول بطولة للدوري في عام 2007 على الرغم من إقامة مبارياته في الخفاء.

وحذرن في حديثهن لـ«الإمارات اليوم» من مغبة مخالفة القواعد التي نشأت عليها المسابقة، متمسكات بالعادات خوفاً من هجرة عدد كبير من اللاعبات اللعبة التي يمارسنها من أجل الترفيه ليس إلا، على حد تعبيرهن.

 

نجدو: لن نتطوّر من دون جمهور

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/248396.jpg

أبدت مدربة نادي سيدات الشارقة عواطف نجدو استعداد فريقها للعب بحضور جمهور الرجال أو القنوات التلفزيونية لنقل مباريات دوري سيدات السلة.

وقالت «أرى أن السماح بدخول الجمهور سيساعد اللاعبات ويعطي الحماسة ويدفعهن لتقديم أفضل مستوى لهن، ما ينعكس ايجابا على مصلحة اللعبة، وقد سبق لسيدات الشارقة أن لعبن من قبل عددا من المباريات أمام جمهور من كلا الجنسين عندما أقام معسكره خارج الدولة من دون ان يكون لدى لاعباتنا أي حرج بهذا الخصوص». وأوضحت «لاعبات كرة السلة تساعدهن الملابس في الحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع، فلاعبات نادي سيدات الشارقة يخضن مبارياتهن وهن محافظات على الزي الاماراتي من حيث ارتداء الحجاب أو الملابس ذات المقاس الواسع». وأضافت «هناك منتخبات وأندية لديها نشاط كرة السلة النسائي كما هي الحال في مصر، وهناك الكثير من اللاعبات يحتفظن بعادات مجتمعهن، وفي الوقت نفسه يمارسن نشاطاً رياضياً قائماً في الأساس على المنافسة القوية التي تولد في النهاية منتخباً قادراً على الظهور بقوة في البطولات العالمية». وأوضحت عواطف نجدو «إذا تحدثنا عن مستقبل لعبة كرة السلة للسيدات، فمن الأفضل لها أن تنفتح على الآخرين، ولا يكون نشاطها مغلقاً بهذا الشكل، لأن حضور الجمهور سيدفع باللاعبات الى أن يكن دوما في أوج عطائهن بما ينعكس إيجاباً على اللعبة». وأشارت «عندما قبل البعض السماح لحكام الرجال بإدارة مباريات دوري السلة، تحسن المستوى وقلت الاخطاء التي كنا نعانيها في السابق، وهذا مؤشر إيجابي إلى أن اللعبة تتطور طالما أننا لا نتمسك ببعض الاشياء التي تضر اللعبة وفي الوقت نفسه لا تتعارض مع قيم واخلاق المجتمع».

واختتمت نجدو «ما لا يعرفه الكثيرون، أن لدينا في الدولة دوريا متطورا للسيدات ولا يقل من حيث المستوى وقوة المنافسة عن دوري الرجال، ولدينا أيضا لاعبات محترفات على مستوى متميز للغاية، ولكن لأن المسابقة مغلقة فإنهن لا أحد يعرف المستوى الحقيقي الذي وصلنا اليه حاليا وهو ما يدعوني الى المطالبة بفتح نشاط المسابقة على الجمهور والاعلام».

ويشترط عدد من الأندية المشاركة في البطولة بعدم السماح لجمهور الرجال أو وسائل الإعلام بحضور المباريات من أجل الاستمرار في خوض المباريات وحرية الحركة في الملعب للفتيات من دون قيود.

وظلت البطولة النسوية لكرة السلة تحتفظ بأنوثتها الكاملة منذ عام ،2007 إذ تغلق على نفسها أبواب الصالات وتمارس الفتيات الرياضة المحببة إليهن وسط أجواء يجدنها مريحة ومناسبة لتطوير مستوياتهن الفني.

ويشارك في المسابقة حالياً سبعة أندية هي: الشباب والشارقة والواسطة والشرقية وجامعة زايد وعجمان وبني ياس.

العادات والتقاليد

من جانبها، تمسكت المشرفة على كرة السلة في نادي عجمان أمينة ثاني بضرورة الإبقاء على دوري سلة السيدات مغلقا من دون أن يسمح للرجال أو لوسائل الاعلام بمتابعته.

وقالت «لدينا عادات وتقاليد نحترمها ويجب ألا نعمل في معزل عنها لأي سبب من الأسباب، وإذا كان هناك عزوف جماهيري واضح عن حضور منافسات الرجال الخاصة بكرة القدم والسلة والطائرة واليد، فإن الغياب لن يؤثر كثيراً في بطولات السيدات وإنما يوفر لهن الخصوصية وممارسة اللعبة بكل أريحية».

وأوضحت «حضور الرجال المباريات من شأنه أن يحرمنا من عدد كبير من اللاعبات، خصوصاً اللواتي تتمسك أسرهن بالعادات والتقاليد وبالتالي ليس هناك ما يبرر إبعاد مجموعة كبيرة من اللاعبات عن الملاعب بسبب قلة الجماهير».

وأضافت «لست مع من ينادي بالانفتاح من أجل رفع مستوى اللعبة، فقد حقق المنتخب الوطني لقب بطولة الخليج للسيدات وهو متمسك بعاداته، بعد الفوز على منتخبات مثل الكويت وقطر والبحرين وعمان التي تسمح لجمهور الرجال بمتابعة دوري السيدات في بلدانها».

وتابعت «لماذا لا ننظر إلى منتخبي مصر وايران، فالأول يسمح للرجال بحضور بطولات السيدات وكذلك الاعلام، ولكنه لم يحقق انجازات دولية يمكن أن نرصدها، أما ايران التي تغلق على اللاعبات أبواب الصالات في الألعاب كافة، فقد وصلت العالمية في لعبة كرة السلة النسائية وحققت انجازات كبيرة برغم العزلة عن الرجال».

 مجرد ترفيه

وأكملت أمينة ثاني «نشاط كرة السلة بالنسبة لسيدات وفتيات الامارات، يجب التعامل معه على أنه نشاطً رياضي يمارس من أجل الترفيه ليس إلا، ودعت اتحاد السلة الى ضرورة توسيع نشاط اللعبة بالنسبة للسيدات في المناطق النائية». وقالت «هناك لاعبات يجدن صعوبات في التنقل من مكان إقامتهن في بعض الاماكن النائية الى أماكن اخرى في الشارقة أو دبي، الأمر الذي قد يكلفهن وقتاً طويلاً في الانتقال ما يدفع بأولياء أمورهن الى طلب إعفائهن من ممارسة اللعبة، لذلك أعتقد أن توفير النشاط لهن في أماكن إقامتهن سيساعد كثيرا على زيادة عدد الأندية واللاعبات».

رفض المجتمع

بدورها، قالت قائدة فريق الشارقة للسيدات نجاة سيف إن رفض لاعبات الدولة حضور الرجال دوري الفتيات يعود في المقام الاول إلى المجتمع الذي لا يتقبل أصلاً مثل هذه الفكرة. وأوضحت «علينا التمسك بعادات مجتمعنا حتى وإن كان للبعض تحفظات عليها، ولكنها في النهاية تبقى مرجعية لنا وعلينا احترامها، وقد يتغير الوضع بعد 10 سنوات بتغير أوضاع المجتمع، ولكن علينا ان ننتظر تلك الفترة للحديث عن حضور الرجال دوري السيدات». وأضافت «أثق بأن جمهور الرجال الذي يحضر إلى الصالات من أجل مشاهدة المباريات هم فئة تعشق الرياضة وتأتي من أجلها وأنا مقتنعة بهذا الامر، ولكني أيضا مقتنعة بأن هناك عادات لنا يجب أن تحترم». وأكملت «سبق لنادي سيدات الشارقة أن شارك قبل عامين في بطولة للسيدات في سورية، وقد لعبنا أمام جماهير من فئة الرجال والسيدات، ولم يكن لدينا أي مشكلة، لأن لاعباتنا كن يرتدين زياً محتشماً».

خطط الاتحاد

وكشفت رئيسة لجنة النشاط النسائي في اتحاد كرة السلة عضو مجلس الإدارة حمدة الشامسي عن أن هناك جهوداً تبذل من أجل رفع الحظر المفروض على دوري السيدات والسماح للجمهور بحضور المباريات.

وقالت «نحن كاتحاد مشرف على اللعبة، لم يكن لنا توجه بعدم السماح لجمهور الرجال بحضور المباراة أو بوقف النقل التلفزيوني، بل كانت هذه رغبة من جانب بعض الاندية التي طلبت أن تكون مسابقات اتحاد السلة من دون جمهور حفاظا على عادات وتقاليد المجتمع». وأوضحت «كان من واجبنا داخل اتحاد السلة الحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع وألا نعمل في معزل عنها، خصوصا أن أغلبية الاندية كانت متفقة على ذلك الشيء، وكنا مضطرين لقبول هذا الأمر من جانب بعض مسؤولي الاندية من أجل اقامة نشاط نسائي لكرة السلة منذ ثلاث سنوات، ونحن نسعى للتغير التدريجي بإقامة العديد من الندوات التي تستهدف نقل ثقافة النشاط الرياضي لدى اللاعبات والإداريات وأيضاً أولياء الامور».

واختتمت «لا أبالغ إن قلت إن الامور تتجه نحو الأفضل، بدليل أن هناك بعض الاندية قد بدأت المطالبة بالاستعانة بحكام من الرجال لإدارة مباريات الدوري، وهي خطوة نراها أكثر من ممتازة ونحن متفائلون بأن مستقبل اللعبة سيصل الى ما نطمح إليه في ظل التطور الذي تشهده المسابقة عاما بعد آخر».

تويتر