نقطة واحدة تفصل «أسود أطلس» و«نسور قرطاج» عن تحقيق الحلم المونديالي

المغرب «مدريدي» بعقلية هجومية.. ومدرب «لا يخسر»

صورة

يقدّم المنتخب المغربي وجبات كروية دسمة للجماهير العربية تعكس حجم التطور الفني واللمسات الواضحة للمدرب الفرنسي هيرفيه لينار على منظومة اللعب، و«الطريقة المدريدية» في الهجوم الضارب، فضلاً عن التعامل الاحترافي مع اللاعبين وتوظيفهم بفاعلية، وبدا ذلك جلياً بعد الفوز الثمين بثلاثية نظيفة على الغابون في الجولة قبل الأخيرة من تصفيات إفريقيا المؤهلة الى مونديال روسيا 2018.

تونس تستعد لتعلّم «الروسية»

اقترب المنتخب التونسي، خطوة عملاقة من مونديال روسيا 2018 وتسجيل مشاركته الخامسة، بعد نسخ (الأرجنتين 1978، فرنسا 1998، كوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006)، إذ بات بحاجة الى نقطة واحدة من ضيفه منتخب ليبيا الشهر المقبل لكي يحجز مقعده رسمياً.

واكتسح «نسور قرطاج» مضيفهم الغيني 4-1، أول من أمس، في المشهد قبل الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم.

وقدّم المهاجم يوسف المساكني فاصلاً مهارياً عالي المستوى محرزاً «هاتريك»، فيما سجل أيضاً زميله أمين بن عمر.

ورفع المنتخب التونسي، رصيده إلى 13 نقطة، في صدارة المجموعة الأولى، متفوقاً بثلاث نقاط على الكونغو الديمقراطية، التي تغلبت على ليبيا 2-1.

وكان المساكني نجم المباراة دون منازع، ولعل هدفه الأول سيبقى خالداً في ذاكرة الكرة التونسية لشدة روعته، إذ أدرك التعادل لتونس في توقيت حساس (قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول)، من كرة ثابتة نفذها على الطريقة البرازيلية، قبل أن يضيف الثاني، ويصنع الثالث، ويبصم على تألقه بالرابع.

ويبدو أن «التوانسة» يستعدون لتعلّم اللغة الروسية، بعدما وضعوا قدماً في موسكو، خصوصاً أن لقاء الأخير أمام ليبيا التي فقدت فرصة التأهل مبكراً.

أفضل إنجاز عربي في المونديال

سجلت منتخبات السعودية والمغرب والجزائر أفضل إنجاز بتاريخ المشاركات العربية في نهائيات كأس العالم بعد بلوغها دور الـ16.

وكانت البداية المشرفة للمغرب في مونديال المكسيك 1986، ثم السعودية بمونديال أميركا 1994، وأخيراً الجزائر في مونديال البرازيل 2014.

الدول العربية الأكثر مشاركة في المونديال

السعودية: 5 مرات.

تونس والمغرب والجزائر:

4 مرات.

مصر: مرتان.

الإمارات والكويت والعراق: مرة واحدة.

وأصبح «أسود الأطلس» على بعد نقطة واحدة، عليهم الخروج بها من ملعب ساحل العاج لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره منذ آخر تأهل مونديالي عام 1998 في فرنسا، وفي حال بلوغهم موسكو فإنهم سيكونون رقماً عربياً صعباً في النهائيات المرتقبة، قياساً بالإمكانات والفكر التكتيكي الهجومي الذي ينفرد به المغرب حالياً مقارنة بكل المنتخبات الإفريقية، بما فيها العربية، خصوصاً أن شقيقه المنتخب المصري تحول منذ التعاقد مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر إلى العقلية الدفاعية، التي يتمتع بها أيضاً المنتخب التونسي بكفاءة عالية، وبات من خلالها على مشارف المونديال أيضاً بفضل التطبيق الدفاعي الصلب على الشاكلة الإيطالية بقيادة المدرب المجتهد نبيل معلول.

وبرهن المغرب على قدراته بعدم الخسارة في التصفيات، وتسجيله تسعة أهداف، ليرتفع معدله التهديفي بوضوح مع تغلغل فكر المدرب رينار في أذهان اللاعبين، والذي سيأتي أكله حال تأهل المنتخب إلى النهائيات، فكل ما عليه أمام ساحل العاج «عدم الخسارة».

وفي مباراة أول من أمس، قدم منتخب المغرب كل شيء في كرة القدم أمام الغابون، بداية من الروح القتالية والقدرات البدنية، مروراً بالتمريرات الدقيقة والمهارات الفردية العالية والسيطرة والانتشار والهجمات المتنوعة والتطبيق الدقيق لتعليمات المدرب، وانتهاء بتسجيل الأهداف على الطريقة الأوروبية.

واستحوذ المنتخب المغربي على الكرة أمام منتخب الغابون، الذي يضم عملاق بروسيا دورتموند، أوباميانغ، بنسبة 80% في أول 20 دقيقة، و70% بمجمل اللقاء، وامتزجت السيطرة بالفاعلية والانسجام ومتعة الأداء، حتى ظن المراقبون بأنهم يتابعون عزفاً لفرقة ريال مدريد، لكن هذه المرة بأدوات موسيقية عربية، إذ أمسك «المايسترو» مبارك بوصوفة، لاعب الجزيرة الإماراتي، بالإيقاع في وسط الملعب، ولعب فنان واتفورد الانجليزي نورالدين أمرابط، ونجم فنربخشة التركي نبيل درار، واللاعب الصاعد في ريال مدريد أشرف حكيمي، ولاعب أياكس الهولندي حكيم زياش على الأوتار الحساسة بالمنطقة الهجومية، وقلب يوفنتوس الايطالي النابض مهدي بن عطية في الناحية الدفاعية، تاركين اللمسة الإبداعية الأخيرة لنجم مالطايا التركي خالد بوطيب صاحب الأهداف الثلاثة، فيما تمايل الجمهور المغربي والعربي طرباً بـ«السمفونية» الرائعة، آملين تكرارها في مسرح الحسم أمام «الأفيال» في السادس من فبراير المقبل.

وأمام كل هذه المعطيات الإيجابية، برز عامل سلبي طفيف على الأداء المغربي تمثل في التسرع والتوتر لدى بعض اللاعبين، الأمر الذي يحتم على الجهاز الفني معالجته قبل موعد الحسم، إذ إن المنتخب العاجي يختلف تماماً عن الغابوني، ويتحتم على اللاعبين ان يكونوا في قمة تركيزهم بعيداً عن ارتكاب أي خطأ قد يكلف الكثير، فكل ما هو مطلوب «عدم الخسارة».

يذكر أن المغرب بلغت نهائيات كأس العالم أربع مرات في تاريخها (المكسيك 1970، المكسيك 1986، أميركا 1994، وفرنسا 1998).

ويعتبر المنتخب المغربي الأكثر إقناعاً من الناحية الفنية والتكتيكية بين المنتخبات العربية حالياً، إذ برهنت صورته خلال مباريات التصفيات بأن تكامل صفوفه بوجود لاعبين محترفين، وانسجامهم بإدارة فنية فرنسية ذكية بقيادة الثعلب رينار، تجعله قادراً على تحقيق أداء ونتائج مشرفة في المونديال الروسي حال كتب له التأهل على ظهر «الأفيال».

فهل يواصل المنتخب المغربي نجاحاته، ويسعد الجماهير العربية بنتائج لافتة وأداء يرفع الرأس، كما فعل في مونديال فرنسا 98 زمن صلاح الدين بصير ورفاقه المخضرمين القدامى؟ الإجابة لدى أمرابط وبوطيب وبن عطية في موقعة ساحل العاج.

تويتر