5 فضائح هزت عرش بلاتر

ارتبط اسم الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر، بتهم الفساد التي تلاحقه منذ أن كان السكرتير الأول للرئيس السابق البرازيلي جواو هافيلانج وحتى اليوم. وبعد ان كان «فيفا» صاحب الكلمة الاولى والأخيرة في التحقيق في كل قضايا الفساد التي أثيرت ضده، تحول الامر إلى جهات أخرى أبرزها وزارة العدل الاميركية والسلطات الأمنية في سويسرا، ما يهدد بنسف تاريخ بلاتر الممتد لعقود في «فيفا»، منذ هافيلانج. وبعد اعتقال ستة من كبار مسؤولي «فيفا» أول من أمس بسويسرا وقرب ترحيلهم إلى أميركا من أجل الخضوع للتحقيق في قضايا فساد، نحصر أهم خمس قضايا كبرى أثيرت ضد بلاتر و«فيفا» منذ تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، يبقى أبرزها الفضيحة المدوية التي بدأت قبل يومين فقط.

هافيلانج وتيكسيرا

لمشاهدة شامتون في بلاتر، يرجى الضغط على هذا الرابط.


صحف العالم لبلاتر: «ارحل»

خصصت الصحف العالمية، في مقدمتها الأوروبية والأميركية، حيزاً كبيراً للحديث عن الهزة الكبرى التي ضربت الاتحاد الدولي لكرة القدم في الاربعاء الأسود، بعد اعتقال ستة من كبار مسؤولي «فيفا» من قبل الشرطة السويسرية والاستعداد لترحيلهم إلى أميركا للمحاكمة بتهم الفساد، بجانب ثمانية آخرين، كما أن السلطات السويسرية بدأت تحقيقاً جديداً ضد ملفي كأس العالم 2018 و2022.

وعنونت صحيفة «بيلد» الألمانية على صدر صفحتها الأولى «ارحل»، مطالبة بتنحي بلاتر باسم «ملايين من أنصار اللعبة». وقالت صحيفة «سيدني مورنينغ» الاسترالية «ارتبط اسم بلاتر بقوة بثقافة الفساد». أما «ليكيب الفرنسية» فقالت «أم الفضائح»، واعتبرت «بوبليكو» البرتغالية بأن «الجنرال بلاتر يتقدم في الوقت الذي تتفتت فيه القوة العسكرية لفيفا».

صحف بريطانيا تساءلت «كيف يمكن لبلاتر أن ينجو»، وتحدثت عن «نهاية اللعبة»، أو «بداية النهاية» مظهرة صورة للسويسري وهو يضع يديه على رأسه. ولم ترأف الصحف السويسرية بابن بلادها، وقالت «لوماتان»: «يجب ان يرحل»، أما «تريبون دو جنيف» فقالت «سيد بلاتر.. ارحل». وفي أميركا قالت «يو إس إي توداي»: فضائح فيفا لها جذور في أميركا».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/317164.jpg

ارتبط اسم جوزيف بلاتر للمرة الأولى في تاريخ فضائح «فيفا» بالقضية الشهيرة التي اثيرت ضد الرئيس البرازيلي السابق لـ«فيفا» جواو هافيلانج (الأب الروحي لبلاتر)، حين نشرت تحقيقات في مختلف وسائل الاعلام العالمية عن ملايين من الدولارات على شكل رشى دخلت الحسابات البنكية لهافيلانج وقريبه رئيس الاتحاد البرازيلي السابق لكرة القدم ريكاردو تيكسيرا، ووقتها كان بلاتر مايزال السكرتير الأول لـ«فيفا»، وارتبط اسمه بمجموعة من الصفقات المشبوهة التي عقدها «فيفا» مع شركات عالمية مقابل أموال دفعت سراً لهافيلانج وتيكسيرا الذي كان أبرز نواب هافيلانج في «فيفا»، مقابل تفويت صفقات رعاية عليها.

انتخابات 1998

بدأت الصحافة الانجليزية أولى حروبها ضد فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم مع أول انتخابات رئاسية لجوزيف بلاتر في عام 1998. وفجرت أبرز صحف إنجلترا وكذلك صحف عالمية أخرى خبر فضيحة مدوية تورط فيها بلاتر والقطري محمد بن همام، حين ادعت ان الأخير سهل من مهمة بلاتر في الفوز على احد أبرز الأسماء في كرة القدم، الرئيس السابق للاتحاد الاوروبي السويدي يوهانسون في انتخابات 98، وكان الأمر في شكل عملية شراء أصوات واسعة تركزت اكثر في القارتين الافريقية والأميركية الجنوبية والوسطى كذلك، وكانت في شكل أظرف سميت بـ«البيضاء» وأقلها بـ50 ألف دولار، وكان أبرز المتورطين فيها ايضاً الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي لكرة القدم عيسى حياتو.

صفقات مشبوهة في 2006

ابرز الأسماء التي ظهرت في قائمة المطلوبين الـ14 للعدالة الاميركية، هو الرئيس السابق لـ«الكونكاكاف»، التريندادي جاك وارنر، ابرز أصدقاء بلاتر، والذي أعلن تقاعده في 2011، لكن ماضيه لم يرحمه فجره إلى القضاء الاميركي. وتورط وارنر في أحد أشهر فضائح «فيفا» وتعود لعام 2006، حين تبين انه حصل على رشى بملايين الدولارات مرتبطة بتفويت صفقات رعاية وإعلانات في كأس العالم 2006، وكعادة الاتحاد الدولي فتح تحقيق أكد تورط ابنه فقط، دون المس بوارنر، مخافة جر بلاتر كذلك ــ بحسب وسائل إعلام بريطانية ــ إلا أن وزارة العدل الاميركية وجدت أدلة جديدة تورط جاك وارنر، فأعلنت ضمه إلى القائمة، وقد لا يطول الأمر قبل جر بلاتر أيضاً.

روسيا وقطر 2018 و2022

فوز روسيا وقطر بتنظيم كأس العالم 2018 و2022 شكل مفاجأة غير سارة للكثيرين حول العالم، ومنذ ديسمبر 2010، وسلسلة التحقيقات في الصحف وفي لجان مكافحة الفساد في عدد من الدول الأوروبية وأميركا لم تهدأ ولم تتوقف. وبعد ان قام الاتحاد الدولي بتحقيق موسع داخلي تمت الإطاحة باسمين بارزين قيل إنهما «كبش فداء»، ثم انتقل الأمر إلى ان تولى الأميركي مايكل غارسيا تحقيقاً أكبر في مزاعم الفساد انتهى به إلى الاقرار بأن عملية التصويت في كأسي العالم شابها الفساد، وأكد توفره على أدلة دامغة، ثم قام الاتحاد الدولي في سبتمبر الماضي بغلق الملف نهائياً دون إبداء أي أسباب، فاستقال غارسيا لتنتقل المسألة إلى تحقيق آخر خارج أسوار «فيفا»، أعلنت عنه السلطات السويسرية، أول من أمس، وقد يكون مرتبطاً بالتحقيقات الجارية التي تقوم بها وزارة العدل الاميركية أيضاً، وهناك إصرار من صحف شهيرة في العالم على أن بلاتر سيكون على رأس عملية كبيرة دبرت من أجل إرساء التصويت على روسيا وقطر.

الأربعاء الأسود

الفضيحة الجديدة التي ظهرت في أحد أسوأ الايام في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وكانت «الأربعاء الاسود» أول من أمس، هي الأكبر على الإطلاق، لسبب وجيه أنها حولت «فيفا» بكامله إلى متهم، ومن يدير التحقيق في القضية سلطات أكبر منه، أولها وزارة العدل الاميركية، والسلطات الأمنية في سويسرا.

وتنقسم الفضيحة إلى قسمين: أولهما اعتقال ستة من كبار مسؤولي «فيفا» بتهم تلقي رشى في مجموعة كبيرة من الصفقات التجارية المرتبطة بالفترة التي تولوا فيها مناصب في «فيفا» سابقاً او بالنسبة لمن هم على رأس عملهم حالياً، وقدرت وسائل اعلام أميركية أن القيمة الإجمالية لهذه الرشى تصل إلى 150 مليون دولار، وهي ليست وليدة اليوم بل تغطي فترة 24 عاماً، ومن ابرز المتهمين جيفري ويب رئيس «كونكاكاف» حالياً، والرئيس السابق لهذا الاتحاد جاك وارنر، وكذلك نيكولاس ليوز، أبرز الاسماء في أميركا اللاتينية والرئيس الأسبق لهذا الاتحاد.

أما القسم الثاني فيتعلق ببدء السلطات السويسرية تحقيقاً في الفساد الذي تقول إنه شاب عملية التصويت على ملفي كأس العالم 2018 بروسيا، و2022 بقطر، وبدأت بتحديد 10 متهمين في القضية بينهم المصري هاني أبوريدة ورئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو.

تويتر