اليوفي يلعب مباراة الأبطال على ملعبه بعد غياب دام 3 أعوام

أوروبا تعود إلى بيت «السيدة العجوز»

يوفنتوس يحقق نتائج إيجابية محلياً وأوروبياً في الموسم الحالي. أ.ف.ب

تعود مسابقة دوري أبطال أوروبا الى تورينو للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام، وذلك عندما يواجه يوفنتوس ضيفه شاختار دانييتسك الأوكراني في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول.

بيرلو.. قائد صامت يتحدث بقدميه

«بيرلو قائد صامت، إنه يتحدث بقدميه»، هذا ما قاله مدرب ايطاليا السابق مارتشيلو ليبي عن بيرلو الذي قدم مستوى مذهلاً في الدوري الموسم الماضي وفي كأس اوروبا هذا الصيف، حيث أثبت رغم تقدمه في العمر (33 عاماً)، أنه مازال القلب النابض والعقل المفكر في أي فريق يلعب فيه.

انتقل بيرلو الى يوفنتوس دون أن يكون لعامل المال أي دور، لأنه كان في نهاية عقده مع ميلان، وكل ما أراده لاعب بريشيا وانتر ميلان السابق هو ان يحظى بفرصة انعاش مسيرته بعد «الملل» الذي أصابه في ميلان.

«إنها صفقة القرن»، هذا ما قاله بوفون عن انضمام بيرلو الى «السيدة العجوز» بعد 10 اعوام أمضاها في «سان سيرو»، وتوج خلالها بلقب الدوري المحلي مرتين ولقب الكأس مرة واحدة ومسابقة دوري أبطال اوروبا مرتين، وكأس السوبر الاوروبية مرتين، وكأس العالم للاندية مرة واحدة.

اما أسطورة يوفنتوس السابق ورئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم حالياً ميشال بلاتيني، فيقول عن بيرلو: «اذا كان بيرلو بخير، فكل شيء بخير»، في حين يقول الاسطورة الهولندية يوهان كرويف عن النجم الايطالي: «يستطيع بيرلو ان يفعل ما يشاء عندما تكون الكرة بحوزته، إنه ساحر».

وبيرلو لن يكون وحده في ميدان دوري ابطال أوروبا هذا الموسم، اذ سيحظى بمساندة من التشيلي ارتورو فيدال أو زميله في المنتخب كلاوديو ماركيزيو والمونتينغري ميركو فوسينيتش و«الدينامو» الجديد الغاني كوادوو اسامواه.

كما بإمكان «بيانكونيري» الاعتماد على ملعبه الجديد «يوفنتوس أرينا» الذي افتتحه في صيف ،2011 لكي يخرج فائزاً من اول مباراة له في دوري الابطال بين جماهيره منذ ثلاثة أعوام، ما سيمهد الطريق امامه لتجنب سيناريو مشاركته الاخيرة في البطولة القارية حين خرج من الدور الاول بعد أن حل ثالثاً في مجموعته خلف بوردو الفرنسي وبايرن ميونيخ.

وستكون مباراة اليوم الاولى ليوفنتوس في دوري ابطال أوروبا على ملعبه الجديد «يوفنتوس ارينا»، كما أنها الاولى لفريق «السيدة العجوز» بين جمهوره في المسابقة القارية الأم منذ ثلاثة أعوام، وسيأمل بالتالي أن يؤكد النتيجة الجيدة التي حققها في الجولة الاولى خارج قواعده عندما أجبر تشيلسي الانجليزي حامل اللقب على الاكتفاء بالتعادل معه 2-.2

عاد فريق «السيدة العجوز» الى دوري الأبطال بعد أن بنى فريقا شابا قاده للفوز بلقب الدوري المحلي للمرة الاولى منذ عام ،2003 وهو يحلم ان يستعيد مكانته بين كبار القارة العجوز من خلال الفوز بهذه المسابقة للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1985 و،1996 علماً بأنه يتشارك الرقم القياسي من حيث عدد المباريات النهائية التي خسرها في هذه المسابقة (5 مرات اعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003) مع بايرن ميونيخ الالماني وبنفيكا البرتغالي.

وتعود المباراة الاخيرة لـ«بيانكونيري» على أرضه في هذه المسابقة الى الثامن من ديسمبر ،2009 حين مني بهزيمة قاسية في الجولة الاخيرة من الدور الاول (1-4) على يد الوصيف المستقبلي بايرن ميونيخ الذي كان يشرف عليه الهولندي لويس فان غال.

ومن المؤكد ان شاختار دانييتسك ليس من عيار يوفنتوس، لكنه أثبت في الاعوام الاخيرة انه منافس عنيد، وبالتالي لن تكون مهمة «السيدة العجوز» سهلة في محو ذكرى مباراته الاخيرة على أرضه في هذه المسابقة.

صحيح ان يوفنتوس عاد الى ساحة التتويج المحلي دون ان يلقى أي هزيمة في جميع المباريات الـ38 التي خاضها الموسم الماضي، والتي امتدت الى 44 في بداية الموسم الحالي، إلا انه يفتقد الى نجوم العيار الثقيل والى هداف قاتل، لأنه لا يملك في صفوفه الارجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الاسباني)، أو البرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد الاسباني)، او حتى لاعبه السابق السويدي زلاتان ابراهيموفيتش (باريس سان جرمان الفرنسي).

كما أنه لا يرتقي الى مستوى اندية مثل مانشستر يونايتد وتشلسي وبايرن ميونيخ التي تملك في صفوفها 22 لاعبا دوليا، يضاف الى ذلك ان التاريخ لا يقف الى جانب «السيدة العجوز» على الصعيد القاري في ما يخص الاعتماد على اللعب الجماعي حصرا دون النجوم الكبار، لأنه في المرتين اللتين توج خلالهما باللقب القاري كان يملك في صفوفه لاعبين رائعين من طراز الفرنسي ميشال بلاتيني والبولندي زبيغنيو بونييك (1985)، واليساندرو دل بييرو وجانلوكا فيالي (1996).

التشكيلة الحالية ليوفنتوس لا تضم نجوم العيار الثقيل باستثناء لاعب الوسط اندريا بيرلو والحارس جانلويجي بوفون، لكن الاثنين تجاوزا الـ30 من عمرهما ووصلا الى نهاية مشوارهما الكروي، إلا ان ذلك لن يمنع أياً منهما من خلق الفارق هذا الموسم، خصوصا بيرلو الذي لعب دورا اساسيا السبت الماضي ضد روما (4-1) في الدوري المحلي ان كان في صناعة الفرص او بالتسجيل من ركلة حرة رائعة.

ويأمل «المهندس»، كما يطلق على بيرلو، ان يظهر بالمستوى الذي كان عليه هذا الصيف في كأس اوروبا، حين اثبت ان انتقاله من ميلان الى يوفنتوس قد أفاده كثيراً لأنه استعاد الحياة مجدداً، وقد ترجم هذا الامر بقيادة منتخب بلاده الى المباراة النهائية للمرة الاولى منذ عام ،2000 قبل ان تخسر امام إسبانيا (صفر-4).

وبالإمكان القول ان بيرلو لم يأخذ حقه على الإطلاق من ناحية التسليط على أهمية الدور الذي لعبه مع ميلان من 2001 حتى ،2011 لأن الاضواء كانت دائماً مسلطة على لاعبي الاموال الطائلة، آخرهم البرازيلي كاكا أو ابراهيموفيتش.

تويتر