فضيحة « كالتشوسكوميسي» تخيّم على انطلاقة الدوري الإيطالي

«السيدة العجوز» محروم من مدربه كونتي في لقاء بارما

كونتي موقوف 10 شهور بسبب الفساد المالي. إي.بي.إيه

تعود عجلة الدوري الايطالي للدوران مجددا اعتبارا من اليوم السبت، وذلك تحت وطأة فضيحة «كالتشوسكوميسي» التي ستحرم يوفنتوس حامل اللقب من وجود مدربه انتونيو كونتي الى جانبه في ارضية الملعب. ويدخل يوفنتوس الذي يتواجه مع ضيفه بارما، الى الموسم الجديد من دون مدربه كونتي ومساعده انجيلو اليسيو اللذين اوقفا من قبل اللجنة التأديبية في الاتحاد الايطالي، بسبب عدم تبليغهما عن التلاعب بالنتائج في إطار فضيحة المراهنات «كالتشوسكوميسي».

وثبتت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الايطالي القرار الذي اتخذته في العاشر من الشهر الجاري بايقاف كونتي 10 اشهر، لاتهامه بإخفاء معلومات عن التلاعب بمباراتين لسيينا مع فريقي نوفاري والبينوليفيه من الدرجة الثانية في موسم 2010-2011 حين كان يتولى تدريب هذا الفريق، وقد طالب المدعي العام في اللجنة التأديبية ستيفانو بالاتزي بإيقافه عاماً وثلاثة اشهر، كما قررت اللجنة التأديبية ايقاف مساعد كونتي، اليسيو، لمدة ثمانية اشهر، بعد ان طالب الادعاء بايقافه عاماً وثلاثة اشهر ايضا.

معاناة متوقعة لميلان

 

من المرجح أن يعاني مدرب ميلان ماسيميليانو اليغري مع التغييرات العديدة في فريقه، فميلان الذي يبدأ موسمه الجديد غداً في مواجهة سمبدوريا، خسر جهود العديد من ركائزه المهمة جدا وعلى رأسهم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا (الى باريس سان جرمان الفرنسي)، إضافة الى لاعبي الوسط الهولنديين كلارينس سيدورف (بوتافوغو البرازيلي) ومارك فان بومل (عاد الى ايندهوفن) والمدافع اليساندرو نيستا (الدوري الاميركي مع امباكت دو مونتريال الكندي) والمهاجمين فيليبو اينزاغي (اعتزل) وانتونيو كاسانو (انتر ميلان) ولاعب الوسط جينارو غاتوسو (سيون السويسري). وضم لاعبين مثل جامباولو باتزيني من انتر ميلان وريكاردو مونتوليفو من فيورنتينا والمالي باكاري تراوري من نانسي الفرنسي والكولومبي كريستيان زاباتا من فياريال الاسباني والغيني كيفن كونستانت من جنوى، خصوصاً ان فريقه يشارك أيضاً في دوري ابطال اوروبا، واللاعبون الذين يضمهم قد لا يملكون المؤهلات الكافية التي تخوله الذهاب بعيداً. أما القسم الازرق في ميلانو، انتر ميلان، فيبدو انه سيكون هذا الموسم المنافس الاساسي ليوفنتوس على الزعامة، بعد ان اكتفى الموسم الماضي بالمركز السادس، اذ دعم صفوفه بعناصر مميزة مثل كاسانو والمهاجم الارجنتيني رودريغو بالاسيو من جنوى، ومواطنه المدافع ماتياس سيلفستري من باليرمو، ولاعبي الوسط الكولومبي فريدي غوارين من بورتو البرتغالي والاوروغوياني وولتر غارغانو من نابولي، إضافة الى الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش من اودينيزي. وسيكون الاختبار الاول لفريق المدرب اندريا ستراماتشيوني غامضاً نسبياً في مواجهة بيسكارا الذي لم يلعب في دوري النخبة الا خمسة مواسم متقطعة آخرها في 92-.93 ويقص اودينيزي شريط الموسم الجديد في مواجهة مضيفه فيورنتينا. اما بالنسبة لقطبي العاصمة، فلاتسيو يلاقي اتالانتا وروما أمام كاتانيا، يواجه كييفو بولونيا، وسيينا تورينو، وجنوى يستضيف كالياري.

وكادت العقوبات ان تطال ايضا عنصرين آخرين من يوفنتوس، هما المدافع ليوناردو بونوتشي ولاعب الوسط سيموني بيبي، لاتهام الاول بمحاولة الغش الرياضي. وتعود المسألة الى موسم 2009-2010 حين كان يدافع عن الوان باري والشك يحوم حول مباراة الاخير مع اودينيزي في مايو ،2010 لكنه افلت من العقاب، كما حال الثاني الذي اتهم بشأن المباراة ذاتها (كان في صفوف اودينيزي حينها)، والتهمة الموجهة اليه هي معرفته بما حصل دون التبليغ عنه، لكنه اعفي من العقوبة ايضا.

وكان بإمكان كونتي ان يصل الى تسوية مع الادعاء العام من أجل إنهاء المسألة بعقوبة أقل قسوة من تلك التي طالب بها الاخير، لكن لاعب الوسط الدولي السابق رفض القيام بذلك، وقرر الاحتكام الى محاكمة كاملة من اجل تبرئة اسمه، إلا أنه لم ينجح في مسعاه، وبالتالي سيحرم من الاشراف على فريقه 10 أشهر دون أن يمنعه ذلك من تدريبه.

وجاء الموقف الذي صدر عن كونتي بعد أن وافق في بادئ الامر على تسوية بنصيحة من المحامين الذين يدافعون عنه، وتقضي بان يتم إيقافه ثلاثة أشهر، وان يدفع غرامة مالية قدرها 200 الف يورو. واتفق كونتي مع المدعي العام على هذه التسوية، رغم انه نفى منذ البداية اي علم له بما حصل في المباراتين، لكنه قبل بها بنصيحة من المحامين، إلا أن اللجنة التأديبية التابعة لاتحاد اللعبة لم تقبل بها، كونها غير مناسبة على حد وصفها.

ونتيجة ذلك، طالب المدعي العام بإيقاف كونتي لمدة 15 شهراً، لكنه حصل في نهاية الامر على 10 أشهر، ولن يتمكن المدرب بالتالي من الوجود خلال فترة الايقاف في الملعب وغرف الملابس خلال المباريات، بجانب منعه من اجراء المقابلات التلفزيونية وعقد المؤتمرات الصحافية، لكنه سيتمكن من قيادة الفريق في التدريبات.

على الصعيد التنافسي، يبدو يوفنتوس على اتم الاستعداد للدفاع عن اللقب الذي توج به الموسم الماضي للمرة الاولى منذ ،2003 إذ حافظ على جميع عناصره باستثناء قائده الاسطوري اليساندرو دل بييرو، الذي أعلن اعتزاله اللعب، كما دعم صفوفه بعدد من اللاعبين الذين بإمكانهم تأمين العمق الذي يحتاج اليه في كل المراكز.

وفي الدفاع، ضم «السيدة العجوز» البرازيلي لوسيو من انتر ميلان دون مقابل لانتهاء عقده مع الاخير، كما تعاقد نهائيا مع الاوروغوياني مارتن كاسيريس من اشبيلية الاسباني، بعد ان لعب في صفوفه على سبيل الاعارة من النادي الاندلسي. أما في الوسط فحصل على خدمات التشيلي ماوريتسيو ايسلا والغاني كوادوو اسامواه من اودينيزي مقابل نحو 18 مليون يورو وايمانويلي جاكيريني من تشيزينا والفرنسي الشاب بول بوغبا من مانشستر يونايتد الانجليزي، كما استعاد خدمات صانع الالعاب المهاجم سيباستيان جوفينكو من بارما مقابل 11 مليون يورو لكي يؤمن المساندة للمونتينغري ميركو فوسينيتش وفابيو كوالياريلا او اليساندرو ماتري.

وبدأ يوفنتوس موسمه بشكل جيد مع بديل كونتي في ارضية الملعب، ماسيمو كاريرا، إذ تمكن من احراز كأس السوبر بفوزه على نابولي 4/2 في العاصمة الصينية بكين، علماً بأن الاخير كان الفريق الوحيد الذي يهزم «السيدة العجوز» الموسم الماضي بالفوز عليه في نهائي الكأس. وعلى الورق، يبدو يوفنتوس الذي اصبح الموسم الماضي اول فريق لا يتلقى أي خسارة في الدوري منذ موسم 1991-1992 حين حقق ذلك غريمه ميلان، الاقوى، خصوصاً أنه التزم مبدأ الاستمرارية، خلافاً لمنافسه الاساسي ميلان.

تويتر