يحتاج إلى 184 ألف درهم للعلاج من الأنيميا المنجلية

عملية زرع نخاع تعيد لـ «محمد» طفولته المفقودة

محمد أجرى عمليات نقل دم عدة في مستشفى لطيفة إلا أنه لم يتحسن. أرشيفية

فقد محمد جمال «أردني- ثماني سنوات»، طفولته بسبب إصابته بمرض الأنيميا المنجلية الحادة، منذ ولادته، خصوصاً أن حالته تطورت على مدى السنوات، ولم يعد العلاج الذي يتلقاه في مركز الثلاسيميا في دبي مجدياً، وأكد الأطباء حاجته إلى إجراء عملية عاجلة لزراعة نخاع العظم، تقدر كلفتها بـ50 ألف دولار (184 ألف درهم)، والمشكلة أن امكانات أسرته المحدودة لا تمكنها من توفير كلفة العلاج.

وتروي (أم محمد) قصة معاناة ابنها مع المرض، قائلة إن محمد ولد في 2006 يعاني مرض الأنيميا المنجلية، موضحة أن الأطباء شخصوا حالته عندما أصيب بشحوب وحمى، ثم بدأ بعدها رحلة العلاج بالأدوية.

مجازفة السفر

قالت (أم محمد): «نحن نجازف بالسفر إلى الهند لإجراء العملية، خصوصاً أن الوضع الصحي لمحمد غير مستقر، لكنه الحل الوحيد أمامنا لتخفيف معاناة محمد مع المرض، خصوصاً أنه بات لا يستطيع تحمله أخيراً».

وأضافت أن «ابنها ولد يعاني المرض، ولم يعش طفولته مثل بقية الأطفال، لذا نتمنى من أهل الخير مساعدتنا على تدبير نفقات اجراء عملية زرع نخاع العظم، خصوصاً أن عائلات كثيرة سافرت وأجرت تلك العملية وعادت، وأولادها بصحة جيدة».

وأضافت أن «الأدوية التي يحتاج إليها محمد تكلفهم فوق طاقتهم، إذ إنه يحتاج إلى جرعة شهرية كلفتها 13 ألف درهم تقريباً، وأنها حصلت عليها بتخفيض بعد أن كانت تصرف له بكلفة 17 ألف درهم، موضحة «تدبرنا أمورنا في الحصول على كلفة الدواء، إلا أن العلاج لم يعد يفيده ونصح الأطباء بأن أفضل علاج في هذه المرحلة عملية زراعة نخاع عظم».

وتابعت أن محمد عانى كثيراً عندما بلغ الرابعة من عمره، إذ إن حالته تدهورت، وأصيب بحمى شديدة دخل على أثرها المستشفى لأيام عدة، واحتاج إلى نقل دم، وتوالت عمليات نقل الدم على مدار السنوات الماضية، وتم تحويله إلى أقسام عدة في المستشفى لتلقي العلاج.

وأوضحت أن ابنها أجرى عمليات نقل دم عدة خلال الفترة الماضية في مركز الثلاسيميا بمستشفى لطيفة، إلا أنه لم يتحسن وضعه بل كان دائم الشكوى من الحمى ويحتاج للبقاء في المستشفى فترات طويلة لإجراء الفحوص اللازمة، وتلقي العلاج.

وأكملت (أم محمد) أنها ووالده لم يملكا خياراً آخر لعلاج محمد سوى اتباع نصيحة الطبيب المعالج في اللجوء إلى عملية زراعة نخاع العظم، ولكن كلفتها طائلة لا يستطيعان تكبدها، بسبب عمل زوجها، وراتبه الذي لا يتعدى 9000 درهم شهرياً، يقتطع منه جزء لأقساط البنك والقرض الذي لجأ إليه من أجل توفير العلاج لمحمد، بالإضافة إلى إيجار الشقة الذي يكلفهم 5000 درهم شهرياً.

وأضافت أن زوجها وحيد لذا أحضر والدته الأرملة للإقامة معهم، مضيفة أن «زوجي لم يعد يستطيع سداد إيجار المنزل ولو وجد منزلاً آخر بسعر أقل لما ادخرنا جهداً للانتقال إليه»، موضحة أنهم كانوا سابقاً يعتنون بأمه وأبيه المقعد، إلى أن توفي في مارس الماضي.

وتابعت «لا يبقى لنا شيء من راتب زوجي سوى القليل ولا يكفي لمصروفات المنزل، ويساعدني والداي بمبالغ مالية من 1000 إلى 2000 درهم شهرياً لأتمكن من الصرف على عائلتي المكونة من ابنين وزوجي ووالدته»، وذكرت (أم محمد) أن تفكيرهم بات منصباً على حالة محمد، وكيفية مساعدته على تخطي المرض، إذ إنه يراجع المستشفى بشكل دوري، ما يمنعه من الذهاب إلى المدرسة بشكل منتظم مثل بقية اقرانه، مضيفة «لم نجد حلاً لمحمد بعد السنوات التي قضاها في العلاج سوى العملية».

وأضافت «الجميع يساعدنا على مصروفات المستشفيات، ومراجعات الطبيب، وفي بعض الأحيان تساعدنا المستشفى، لكن لا نستطيع توفير مبلغ اجراء عملية زرع النخاع بمستشفى متخصص في الهند وتقدر بـ 50 ألف دولار، وهو الأقل ثمناً بين المستشفيات التي تواصلنا معها، وأجرى الأطباء الفحوص اللازمة لمعرفة المتبرع الأفضل، واكتشفوا أنني أستطيع التبرع له، وهي من الحالات النادرة التي يمكن للوالدين التبرع لأبنائهم فيها». وأشارت إلى أنهم فكروا في العودة إلى فلسطين لاستكمال علاج محمد، خصوصاً أنهم تواصلوا مع أحد المستشفيات، في الأراضي المحتلة، لإجراء عملية زرع نخاع العظم لابنها، إلا أن والده رفض لأنه استقر في الدولة مع والديه، خصوصاً أنه ولد فيها.

وناشدت (أم محمد) أهل الخير، مد يد العون لها ومساعدتها على تدبير كلفة العملية «50 ألف دولار أي 184 ألف درهم»، من أجل اجراء عملية زرع النخاع لطفلها لإنهاء معاناته مع المرض الذي يفتك بجسده، حتى يستطيع الاستمتاع بطفولته مثل بقية الأطفال بعيداً عن المستشفيات والأدوية الكثيرة التي يعيش عليها.

تويتر