المهاجرون الأفارقة إلى أميركا هم الأكثر تعليماً

بالنظر إلى أن معظم الأخبار القادمة من دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، تتحدث عن الحروب والمجاعات والمآسي، فإنه من المفهوم أن يكون المهاجرون القادمون من تلك الدول، لا يتمتعون بالتعليم الجيد. لكن الأبحاث أشارت إلى عكس ذلك، إذ إن المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة من إفريقيا هم أكثر تعليماً من معظم المهاجرين الباقين. وقالت جيني باتلوف، المحللة في معهد سياسات الهجرة، وهي منظمة فكرية في واشنطن: «يتسم المهاجرون الأفارقة بتنوع كبير، من حيث الأداء الاقتصادي والتعليمي، وإتقان اللغة الإنجليزية».

ويعتبر تعداد المهاجرين الأفارقة صغيراً، مقارنة بالمجموعات الأخرى من المهاجرين، الذين تزايد تعدادهم بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة. وتزايد تعداد المهاجرين إلى الولايات المتحدة القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى، من 723 ألفاً إلى نحو 1.7 مليون في الفترة بين 2010 و2015، استناداً إلى تقرير جديد صادر من منظمة «نيو أميركان إكونومي» وهي منظمة بحثية مقرها واشنطن.

وأشار تقرير «نيو أميركان إكونومي» إلى أن الكثير من المهاجرين الأفارقة، كانوا يحملون شهادات جامعية، كما أن 16% منهم كانوا يحملون شهادات ماستر، وشهادات جامعية في الطب والقانون، إضافة إلى أن بعضهم كان يحمل شهادة الدكتوراه، مقارنة بـ11% من سكان الولايات المتحدة، يحملون مثل هذه الشهادات.

وكان احتمال عمل المهاجرين الأفارقة، في قطاع الرعاية الصحية، أكثر مرتين من احتمال عمل سكان الولايات المتحدة. وهناك نحو 46 ألف ممرض مسجلون منهم، إضافة إلى 15 ألفاً و700 دكتور وجراح، مسجلين أيضاً في الولايات المتحدة. وقال التقرير إن «ثمة أدلة كبيرة على أن المهاجرين الأفارقة يقومون بإسهامات كبيرة وإيجابية في اقتصاد الولايات المتحدة، سواء على المستوى القومي أو المحلي. إذ إنهم يدفعون نحو 10.1 مليارات دولار ضرائب للدولة، و4.7 مليارات للولايات المحلية، والأهم من كل ذلك أن لديهم نفوذاً اقتصادياً كبيراً، يصل إلى 40.3 مليار دولار، كقدرة شرائية».