نسبة المصابين به ستصل إلى 20% بعد 7 سنوات

مدينة يابانية تواجه «خرف الشيخوخة» بالتعبئة المجتمعية

صورة

مع تزايد أعداد المعمرين في اليابان، يزداد تحدي الرعاية بهذه الفئة. وتتوقع الدراسات أن يعاني واحد من كل خمسة من كبار السن، خرف الشيخوخة بحلول عام 2025، الأمر الذي حدا بالمجتمعات المحلية للعمل على تحسين حياة المسنين.

منشورات

تتجول مجموعات صغيرة من المتطوعين، مرات عدة في الشهر، في أحياء مدينة ماتسودو، لتوزيع منشورات تحمل معلومات عن خدمات الخرف، وأحياناً، لمساعدة الناس في ظروف صعبة. ويقول مسؤول الرعاية المحلية، في إحدى ضواحي ماتسودو، مانامي يوشي، معلقاً «في العادة لا نركز كثيراً على المنازل الجديدة، لأن فيها عائلات شابة، في الأغلب. وإذا مررنا بمنزل قديم ولاحظنا أن البريد تراكم في الصندوق (ما يعني ألا أحد أخذه)، فإننا نخبر الشرطة».

لم يقتنع ماساشي تسودا بأن هناك خطباً ما مع ذاكرته. لقد كان مندوب مبيعات نشطاً وهو في منتصف الخمسينات من عمره، واليوم لا يمكنه أن يتذكر عدداً من أربعة أرقام لخزانة الملابس في القاعة الرياضية التي يرتادها. وقبل أشهر، كان كافح من أجل التعود على نظام الكمبيوتر الجديد في مكتبه. وفي مناسبة أخرى، توقفت ذاكرته عن العمل، بينما كان على وشك تقديم خطاب عمل.

وعلى الرغم من طمأنة الأطباء أن الإجهاد كان سبب لحظات من الغياب الذهني، فقد تم تشخيص حالة تسودا في نهاية المطاف ببداية ظهور مرض الزهايمر المبكر، قبل خمس سنوات.

وتقول زوجته كازوكو، التي تقطن في مدينة ماتسودو مع زوجها: «لقد أعدنا بناء منزلنا للتوّ، لكن كل الخطط التي رسمناها معاً تحطمت في لحظة». متابعة: «فقدت ثمانية كيلوغرامات، وسقط كل شعري، وبعد أن نما مجدداً، كان لونه أبيض».

زوجها ليس الوحيد، فاليابان تواجه أزمة الخرف، التي يحذر الخبراء من أنها سوف تؤثر في شرائح أخرى، في ظل زيادة أعداد السكان المعمرين في العقود المقبلة. ووفقاً لوزارة الصحة، يعاني 4.6 ملايين شخص شكلاً من أشكال الخرف، ومن المتوقع أن يرتفع المجموع إلى نحو 7.3 ملايين شخص، أو واحد من كل خمسة يابانيين يبلغون 65 عاماً أو أكثر، بحلول عام 2025.

وفي مواجهة ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والنقص في مقدمي الرعاية المهنية، تحاول البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد الابتعاد عن النهج القائم على العلاج، لمصلحة رعاية يشارك فيها المجتمع بأكمله.

في عام 2015، أصدرت الحكومة اليابانية خطتها البرتقالية، مجموعة شاملة من التدابير لمعالجة الخرف، بدءاً من الاستعانة بموظفين طبيين أكثر تخصصاً، وتطوير عقاقير جديدة، وصولاً إلى زيارات منزلية منتظمة، وتقديم دعم ورعاية أسرية.

ومع ذلك، وضعت مدينة ماتسودو خدمات في متناول الأشخاص، الذين يعانون الخرف في مركز الرعاية الاجتماعية، في وقت سابق بكثير عام 2010. ولسبب وجيه، بحلول نهاية العقد، سيكون أكثر من 28٪ من سكان المدينة، البالغ عددهم 480 ألف شخص، قد ناهزوا الـ65 عاماً أو أكثر.

وقال جونكو يوشيدا، من قسم رعاية المسنين في ماتسودو: «لقد أدركنا منذ فترة، أنه مع ارتفاع عدد كبار السن، الذين يعيشون هنا، فإن الخرف سيكون تحدياً كبيراً».

وتستقبل الجهات الطبية في المدينة، حالياً، نحو 11 ألف شخص، لديهم شكل من أشكال الخرف، مقارنة مع نحو 8000، قبل سبع سنوات فقط، لكنها لا تشمل عدداً كبيراً من الأشخاص الذين لم يتم تشخيص حالتهم بعد. وإذا تم ضمهم فإن المسؤولين المحليين يقدرون أن ماتسودو ستكون موطناً، لما يصل إلى 26 ألفاً من المصابين بالخرف، بحلول عام 2025.

وتتألف الخطة، التي تقودها المدينة، من زيادة الوعي العام بين السكان والشركات، مثل المصارف وخدمات سيارات الأجرة، التي تتعامل بانتظام مع كبار السن، وهناك مقاهٍ ومراكز استقبال مرضى الخرف وأسرهم.

وابتداء من الصيف الماضي، بدأت المدينة توزيع ملصقات تحمل رمز الاستجابة السريعة «الذي يمكن طبعه على الملابس، لمساعدة الشرطة في العثور على عائلات الأشخاص الذين تاهوا عن منازلهم. وبعد حضور محاضرة لمدة 90 دقيقة، يمكن للمقيمين في المدينة أن يصبحوا (داعمي مرضى الخرف)، الذين يعرّفون أنفسهم بأسْوِرة برتقالية فسفورية. وحتى الآن، تم تأهيل أكثر من 21 ألف شخص لدعم هؤلاء المرضى، بينما يشارك أكثر من 3000 شخص بانتظام في دوريات الأحياء.

تويتر