إنترفيو

سيغمار غابرييل: غياب أميركا سيفتح الباب لقوى غير ديمقراطية

سيغمار غابرييل. أرشيفية

في ظل التخبط السائد بالبيت الأبيض، وعدم وضوح الرؤية لدى المجموعة الأوروبية، يخشى مسؤولون في القارة أن يكون انسحاب واشنطن من الساحة الدولية بداية لحقبة غير مستقرة. ويعتقد وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، أن غياب أميركا فتح المجال للروس والصينيين وأيضاً لإيران، من أجل بسط نفوذهم. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار، الذي أجرته معه مجلة «دير شبيغل»:

- كيف ستكون السياسة الخارجية الألمانية عام 2018؟

الاحتجاجات (في إيران)، حتى الآن

مدفوعة بمجموعات متنوعة جداً.

وهناك نقص في الشخصيات القيادية

وجدول أعمال سياسي مشترك.

لكن من الواضح أيضاً أن هناك أسباباً

للاستياء في إيران - اقتصادية وسياسية.

-- آمل أن تكون جزءاً من سياسة خارجية أوروبية، لأنه حتى ألمانيا القوية لن يكون لها صوت في العالم، إذا لم تكن جزءاً من صوت أوروبي.

- لماذا لم تتعلم ألمانيا المتانة السياسية؟

-- في الماضي، كان بإمكاننا الاعتماد على الفرنسيين والبريطانيين، وبشكل خاص الأميركيين، لتعزيز مصالحنا في العالم. لقد انتقدنا دائماً الولايات المتحدة، لكونها تلعب دور شرطي العالم، وكان من المناسب في كثير من الأحيان القيام بذلك. لكننا نشهد الآن ما يحدث عندما تنسحب الولايات المتحدة. ليس هناك شيء مثل فراغ في السياسة الدولية. إذا تركت الولايات المتحدة المشهد، فإن قوى أخرى ستأخذ مكانها على الفور، في سورية نجد روسيا وإيران؛ وفي السياسة التجارية، إنها الصين. وتبين هذه الأمثلة أنه في نهاية المطاف لم نعد نحقق أهدافنا، سواء في ما يخص نشر قيمنا الأوروبية، أو النهوض بمصالحنا.

- هل تعتقد أن الولايات المتحدة لاتزال تشعر بالالتزام بمبادئ الدفاع الجماعي، لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على النحو المبين في المادة 5 من معاهدة التحالف؟

-- يسرنا أن الرئيس دونالد ترامب والولايات المتحدة قد أكدا التزامهما بالمادة 5، لكن ينبغي لنا ألا نختبر تلك الثقة كثيراً. وفي الوقت نفسه، لن تتمكن أوروبا من الدفاع عن نفسها دون الولايات المتحدة، حتى لو تم تعزيز الهياكل الأوروبية.

- كيف تنظرون إلى دور ألمانيا في العالم اليوم؟

-- اليوم، يعتبر هذا البلد حلم الكثيرين تماماً، كما أن الولايات المتحدة كانت حلم كل أولئك الذين كانوا يبحثون عن الحرية والازدهار والديمقراطية، منذ القرن الـ18 إلى القرن العشرين.

- هل تقصد ألمانيا تحديداً، أم أنك تشير إلى أوروبا كافة؟

-- بالتأكيد الاتحاد الأوروبي كافة يقف من أجل هذه الأحلام. لكن ألمانيا، خصوصاً، بسبب قوتها الاقتصادية. وأيضاً بسبب سلميتها. إذا عدنا إلى الوراء إلى أكثر من 70 عاماً مضت، فقد كان هذا البلد مكاناً فظيعاً، يخافه الناس. إنه تطور رائع أننا انتقلنا من كون ألمانيا مكاناً رهيباً، إلى مكان يحلم به كثير من الناس.

- تتهم الحكومة الألمانية بعدم الوضوح بما فيه الكفاية، في ما يخص إيران. كيف تنظرون إلى الوضع؟ هل نشهد حالياً «ربيعاً» إيرانياً؟

-- يبدو من الصعب تقييم الوضع. كانت الاحتجاجات حتى الآن مدفوعة بمجموعات متنوعة جداً. وهناك نقص في الشخصيات القيادية وجدول أعمال سياسي مشترك. لكن من الواضح أيضاً أن هناك أسباباً للاستياء في إيران - اقتصادية وسياسية. لقد قلنا للقيادة الإيرانية مراراً إن الانتعاش الاقتصادي للبلاد لا يمكن أن ينجح، في نهاية المطاف، إلا من خلال زيادة التعاون الاقتصادي الدولي. والشرط المسبق لذلك، ليس فقط أن تمتنع إيران عن تطوير أسلحة نووية، لكن أيضاً أن يصبح دور إيران في المنطقة أكثر سلمية بكثير. وقد عرضنا، أخيراً إجراء مفاوضات حقيقية، وإجراء محادثات بشأن هذه المسألة.

تويتر