المبعوث الأميركي السابق في أفغانستان زلماي خليل زاده:

تشدُّد أميركا مع باكستان يخفف مشكلاتنا في أفغانستان

السفير السابق لأفغانستان زلماي خليل زاده. أ.ف.ب

تحدث الدبلوماسي الأميركي، زلماي خليل زاده، الذي كان له دور مميز في تشكيل سياسة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش في أفغانستان، عن مدى نجاح استراتيجية الرئيس، دونالد ترامب، الحالية في أفغانستان، وما تشكله باكستان من معضلة في هذا الشأن، والتحدي الذي يفرضه استقطاب حركة «طالبان» لطاولة المفاوضات، والوجود الأميركي في أفغانستان على المدى الطويل.. وفي ما يلي مقتطفات من الحديث:

انسحاب الولايات المتحدة، دون تسوية، يصب في صالح (طالبان)، لأن ذلك من شأنه أن يضعف الحكومة، ويغير التوازن لصالح (طالبان).

• هل ترى أي تأثير إيجابي لاستراتيجية ترامب تجاه أفغانستان حتى الآن؟

-- من الناحية النفسية أعتقد أنها أثرت إيجابياً في الأفغان، فقد جعلت تصريحات ترامب خلال حملته الرئاسية وقبل أن يصبح رئيساً، الأفغان يتخوفون من إهمال أميركا لهم. إلا أن إعادة ترتيب الأهداف الأميركية في أفغانستان، والتعديل في الاستراتيجية، يشيران إلى إعادة الالتزام الأميركي بهذا البلد، وهذا في حد ذاته يعتبر تأثيراً إيجابياً.

• إذا تم تفويضك في هذا الشأن، فما الاستراتيجية التي تتبعها، لكي تجعل باكستان تغير سياساتها حيال أفغانستان؟

-- أنا متشائم في هذا الصدد، لأن سياسات باكستان يمكن أن تتغير بسرعة في أي وقت من الأوقات. وإن كان ذلك ضرورياً، فعلى أميركا أن تسلك نهجاً قسرياً، يتمثل أولاً في استخدام الطائرات بدون طيار، وغيرها من الوسائل لضرب الإرهابيين، وثانياً وضع الأفراد المشاركون في دعم «شبكة حقاني»، وحركة «طالبان»، وغيرهما، على قائمة سوداء بحيث لا يستطيعون القيام بأنشطتهم كالمعتاد، أو السفر إلى الغرب. وثالثاً زيادة الضغط الاقتصادي على باكستان من حيث المساعدة الثنائية، وجعل المساعدة مشروطة، والإيعاز لحلفاء أميركا الآخرين (الأوروبيين واليابانيين) بأن يجعلوا مساعداتهم لباكستان مشروطة. وحتى المساعدة الدولية – مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، حيث إن للولايات المتحدة والغرب تأثيراً كبيراً فيها – لابد أن تكون مشروطة بالنسبة لباكستان.

• هل تعتقد أن إدارة ترامب، والمنشغلة حالياً بكم هائل من التحديات، تستطيع أن تغير مسار باكستان على المدى القصير؟

-- لقد ذكرت هذه الإدارة مراراً وتكراراً أنها ستحسم هذا الأمر بطريقة أو بأخرى، وحتى أنها لمحت بإمكانية استخدام القوة، وأنه يتوجب على باكستان إما أن تتغير أو أن الولايات المتحدة ستفعل ما تراه ضرورياً، للتعامل مع هذه المشكلة. ويمثل هذا تحدياً كبيراً، وأن الإدارة أكدت صراحة وضمناً أنها عازمة على التعامل مع هذه المشكلة، لكن لم تتضح كيفية التعامل مع إسلام آباد، ومتى يتم ذلك.

• من بين الأمور الرئيسة في أفغانستان المصالحة بين الأفغان.. هل تركز الاستراتيجية الحالية، بما فيه الكفاية، على استقطاب حركة «طالبان» لطاولة المفاوضات، وإدماجهم في النظام السياسي، أو نوع من الحل التوفيقي الذي يمكن أن يضمن السلام الدائم؟

-- نعم تركز على ذلك، الهدف النهائي للاستراتيجية هو تشجيع «طالبان» ليجلسوا إلى طاولة المفاوضات؛ هذه خطوة تعكس النجاح. ونعمل الآن على تهيئة الظروف. خلال إدارة (الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما)، كانت الرسالة التي تبعثها الولايات المتحدة هي أنها لن تقاتل حركة «طالبان»، لأنها أصبحت مشكلة داخلية، وإن قتالهم لا يشجع على المصالحة، إلا أن ذلك جاء في صالح حركة «طالبان»، التي رأت أنها حققت نجاحاً مبهراً، وأن الوقت إلى جانبها، ورأت أن الأميركيين سيغادرون، وأنهم (أي «طالبان») سيحالفهم الحظ، فلماذا يجب أن يساوموا؟

وحققت حركة «طالبان» نجاحات، وتوسعت المناطق التي كانت تتنافس عليها، وتلك التي سيطرت عليها من قبل بشكل كبير.

تويتر