المرصد

«فيس بوك» يقتحم العمل الخيري بعد الأخطاء والفضائح

يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أحدثت ثورة في مجالات مختلفة من حياتنا. فقد غيرت حتى طريقة عمل الجمعيات الخيرية، التي تتعامل مع احتياجات شرائح المجتمع الأكثر ضعفاً. وفي منطقة ساحل الذهب (غولد كوست)، في أستراليا، تستعين منظمة «أصدقاء مع كرامة»، التي تساعد ضحايا العنف المنزلي، بوسائل التواصل، وتقول إنها أصبحت أداة حيوية وفعالة من حيث الكلفة. وتستخدم هذه المؤسسة الخيرية المواقع المختلفة من أجل تحفيز أعداد كبيرة من الناس على التبرع، لتوفير المأوى والطعام للضحايا ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.

وبإمكان المتبرعين الدخول إلى صفحة المنظمة على «فيس بوك»، حيث تتوافر خدمة اختيار طلبات مباشرة لسلع محددة، الأمر الذي يسمح للمنظمة بدعم النساء والرجال والأطفال، المتضررين من العنف الأسرى.

وتستخدم الكثير من المؤسسات الخيرية مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل جمع التبرعات وتشجيع الناس على الإسهام في العمل الخيري، الأمر الذي حدا إدارة «فيس بوك» لإضافة أداة جديدة تتيح لمستخدمي الموقع جمع التبرعات للأعمال الخيرية، والمشاركة في القضايا التي يريدون دعمها. وذلك بإضافة زر جديد إلى نافذة الموقع باسم «تبرع»، الذي يتيح طريقة سريعة وغير معقدة لجمع التبرعات ودون رسوم.

وعلى الرغم من أن آلية عمل هذه الخاصية الجديدة لم تتضح بعد، إلا أن تحول موقع رائد مثل «فيس بوك»، إلى تشجيع العمل الخيري يعتبر أمراً لافتاً. وسيتيح الموقع هذه الخدمة مجاناً، وسيتم تحويل حصيلة التبرعات إلى الجهات التي تم التبرع لها مباشرة.

وقد أضافت الشركة زراً جديداً إلى نافذة الموقع باسم «دونيت» أو«تبرع»، ليتيح طريقة سريعة وغير معقدة لجمع التبرعات. وأوضحت الشركة العملاقة أنها وفرت أداتها الجديدة للمنظمات الخيرية، من أجل جمع التبرعات بسهولة وبشكل فوري عبر الموقع. كما وفر «فيس بوك» قاعدة بيانات للمؤسسات الحكومية وغيرها، حتى يسهل الوصول إليها خلال مواجهة الكوارث.

ارتبط «فيس بوك» دائماً بالصداقات، لكنه الآن يسعى إلى هدف أوسع. إنه يمد يد العون لملايين الناس حول العالم، في مبادرة غير مسبوقة، كما وصفها مراقبون، من خلال عدد كبير من الميزات والمبادرات الخيرية الجديدة. ويحاول الموقع الشهير، من خلال هذه الخطوة الجديدة «جمع المجتمعات، وبناء أرضية مشتركة».

ومهما تكن الدوافع والنيات وراء هذه المبادرة، إلا أن «فيس بوك» يحاول تدارك الأخطاء ودفع الشبهات التي تحوم حوله. وخلال هذا العام، عاش «فيس بوك» أوقاتاً عصيبة، بسبب فضائح حول أخبار وهمية، وتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية والأوروبية والعنف على «فيس بوك لايف».

وعلى نحو متزايد، يعود الموقع الاجتماعي مستخدميه على الاستخدام دون جدوى، ومن ثم الإدمان. لكن من الواضح أن إدارة الشركة تريد أن يكون إرث «فيس بوك» أكثر إيجابية، وهي على استعداد لوضع منتجاتها وبراعة مهندسها والأرباح المذهلة، كل ذلك من أجل العمل على خدمة رسالتها «الإيجابية».

ومن غير المعروف ما إن كان الموقع الشهير سيتمكن من التحكم في التبرعات لتصل إلى الجهات المعنية، ومنع وصولها إلى جهات مشبوهة. إنه التحدي الأكبر الذي واجه الموقع، الذي يرتاده أكثر من ملياري مستخدم حول العالم.

تويتر