تربية «النحل القاتل» تجارة مربحة في ليبيريا

قلة من المزارعين كانوا يحترفون تربية النحل قبل 10 سنوات. أرشيفية

يتعايش مربي النحل، سيسيل ويلسون، مع نوع نادر وخطير من النحل. ويرتاد المزارع حقله الصغير كل يوم، ليجتمع حوله المئات من النحل القاتل، الذي يعتبر الأكثر عدوانية في إفريقيا. ومع ذلك، فإن عسله فريد من نوعه. ولايزال المزارعون، وغيرهم في ليبيريا، يكافحون من أجل كسب لقمة العيش، في بلد يعاني اقتصاداً منهاراً، منذ انتهاء الحرب الأهلية، ويعمد البعض إلى الخوض في مجالات صعبة تشتد الحاجة إليها. وتجذب مهنة تربية النحل العديد من الشباب، الذين يريدون زيادة الدخل، وتنويع مصادر الرزق.

يوجد، اليوم، أكثر من 1350 مربي نحل مدرباً في هذا البلد الفقير. وقبل 10 سنوات، لم يكن هناك إلا القليل من العسل المستورد في رفوف المتاجر. ويزداد حالياً الطلب على المنتج المحلي. لقد بدأ هذا التوجه الاقتصادي في 2007، عندما ذهب الزوجان الكنديان كينت بابز ولانديس وايت، إلى ليبيريا لتعزيز التعليم من خلال بناء مدارس. وفي ذلك تقول وايت: «لقد كانت هناك حاجة ماسة إلى العمل».

لم يكن لدى بابز أي خبرة في تربية النحل، لكنه حصل على كتب حول هذا الموضوع في كندا، وبدأ هو وزوجته التواصل مع النحالين في جميع أنحاء العالم، من أجل فكرة إنشاء برنامج، من شأنه أن يصاحب الطلاب منذ اليوم الأول للدراسة، إلى أن يجدوا طريقاً إلى السوق.

ويتم تشغيل البرنامج من قبل «يونيفرسل أوتريتش»، وهي منظمة غير حكومية مقرها فانكوفر، أنشأها والد بابز. ويتكون من دورة مكثفة مدتها ثمانية أيام، تليها ما يصل إلى عامين من التدريب في جميع أنحاء البلاد. وعلى مدى السنوات الست الماضية، عرض النحالون من كندا ونيجيريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة خبراتهم، ونشأ فريق من «كبار النحالين» في ليبيريا. وفي الوقت الذي تتعرض فيه مجتمعات النحل للتهديد، وفيما انخفض إنتاج العسل في الغرب، توفر ليبيريا الظروف المناسبة لتعلم الحرفة. وعملية تربية النحل يجب أن تكون طبيعية كما هو المقصود، يوضح بابز «الأمر يتعلق بإعطاء فرصة أكبر للبقاء، وترك مجموعات النحل تتفاعل في ما بينها». لكن المبادرة ستكون عديمة الفائدة دون سوق. وبعد أن تدرب سيسيل ويلسون ليكون مربي نحل محترفاً من قبل «يونفرسل أوتريتش»، يشارك الآن في ملكية وإدارة شركة «ليبيريا للعسل الخالص»، وهي مؤسسة محلية تضمن عملية الشراء بأسعار عادلة، وتتكلف بتغليف المنتجات، ونقلها إلى رفوف المتاجر.

 

تويتر