هيلاري كلينتون في لندن:

شهدت المناقشات الرئاسية طوال حياتي.. ولا تضيف شيئاً

أجرت أستاذة الكلاسيكيات بجامعة كامبريدج، ماري بيرد، مقابلة مثيرة للاهتمام مع المرشحة الرئاسية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، حيث وصلت هذه الأخيرة إلى العاصمة البريطانية، للحديث عن كتابها «ماذا حدث». وكان الجميع يعتقد أنها تأثرت كثيراً بخسارتها الانتخابات الرئاسية، وفي ما يلي مقتطفات من هذه المقابلة:

- بعد اطلاعي على المعاناة التي قاسيتها في سبيل حقوق المرأة، ظل ذلك مصدر تنوير بالنسبة لي، أذكر أننا كنا نتحدث عن هذا الموضوع عندما التقينا في المرة الأولى، وكان هناك الكثير من يقول خلال الحملة الانتخابية: «انتظري، أنت لست على حق»، أو «أرجوك أن تحذفي هذه التغريدة».

بعد اطلاعي على المعاناة، التي قاسيتها في سبيل حقوق المرأة، ظل ذلك مصدر تنوير بالنسبة لي.

-- حسناً، لقد استمرت الحال على ما هي عليه، وفي بعض الأحيان للأسوأ، حيث إن العديد من الاشخاص في الحياة العامة، أو في وسائل الإعلام الاجتماعية، والذين يكذبون بشأنك ويرمونك بالفظائع، من المستحيل مساءلتهم، وقد غير ذلك بالفعل التوازن في خطابنا العام، بطريقة أعتقد أنها تعرض الديمقراطية للخطر.

- بالنسبة لي، ما يثير الاهتمام حقاً هو أنهم يعنون ما يقولون، وأنهم يريدوننا أن نصمت ولا نقول أي شيء، فالمسألة لا تعني على سبيل المثال الجدال حول الهجرة، وإنما يريدون منك أن تغلقي فمك فقط ولا تتحدثي.

-- هو كذلك بالفعل، أعلم ذلك جيداً، وربما يكون «جلدنا أثخن من أخريات» – بمعنى لا نكترث، لكن لايزال الأمر مفجعاً للغاية، سواء كانت هذه المضايقة سراً أو علناً «اذهبي بعيداً، ليس لديك ما تقولينه». ومن المثير للاهتمام أن تذكري ذلك، لأنني حاولت في كتابي أن أتحدث عن المشكلة التي تواجهها المرأة، بين «أن تكون هادئة ولا تفعل شيئاً، وبين أن تستمر في نشاطها».

- أنت محقة في ذلك، وماذا بَعْدُ؟

-- نعم، لقد كان لديَّ الكثير من الممارسة في هذا الشأن، وكما تعلمين، عندما كان (الرئيس الأميركي، دونالد) ترامب يعاكسني في المناقشات الرئاسية التي جرت عام 2016، ويحاول أن يسيطر عليَّ في هذه المرحلة الحرجة، كانت تراودني أفكار مثل: حسناً، سوف أمارس الهدوء والتعقل، لأن ذلك ما يجب أن يكون عليه الرئيس. وكان يراودني أيضاً إحساس بالاستدارة، ومخاطبته بأن هذا «عيب ينبغي ألا تفعل ذلك». لكنني لم أفعل، لأن البعض حينئذ سيقول «انظروا، إنها لا يمكنها أن تتحمل ذلك الرجل، فإذا كان الأمر كذلك فكيف تستطيع التعامل مع (الرئيس الروسي، فلاديمير) بوتين؟» إنها حجة سخيفة. وحتى أصدقاؤك سيقولون مثل: «أوه، لا تبتلعي الطعم».

- لقد فهمت من كتابك أن ترامب كان مروعاً، كنت أعرف أنني سأصوت لصالح هيلاري إذا كان لي أن أصوت، لكن أريد أن أقول إننا لا نتعلم كثيرا من النقاش السياسي، ولا يمكننا إلغاء ذلك لأنه مخالف للديمقراطية، لكن على الديمقراطية أن تفكر أكثر في نشر المعرفة بالمرشحين وقدراتهم.

-- تعرفين أن ذلك مثير للاهتمام؟ لقد شهدت المناقشات الرئاسية طوال حياتي، وأعتقد أنها لا تضيف أكثر من ذلك، ولا يمكننا أن نتعلم الكثير منها، وعرفت ذلك من خلال إعدادي لها.

- أنا متأكدة من أننا بدأنا نقارن الديمقراطية مع بعض ما يرمز إليها، والتي لا تصلح أبداً في هذه الممارسة، سواء كان ذلك في الاقتراع البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، أو أي اقتراع آخر، وقد أدرك قدماء اليونانيين ذلك، وأدركوا أن الديمقراطية تحتاج إلى معلومات، ويعلم أفلاطون أن صناعة القرار تحتاج إلى معرفة.

-- هذا صحيح بالتأكيد، فإذا كنت تفكرين بضرورة المعلومات - ليس فقط أي معلومات، ولكن المعلومات التي لها علاقة على الأقل بالحقائق والشواهد - ولاحظت ذلك جيداً من خلال الحملات، فهناك هجوم متعمد على الحقائق منظم تنظيماً جيداً، ويزدهر هذا في بلدنا من قبل الجيل الجديد من المليارديرات والأصوليين الدينيين، ولا يهم ما يقولونه، إذا كانوا يقولون إن هذه المعلومات مقنعة، ووضعوا خلفها ما يكفي من المال، فإن ذلك سيقنع عدداً كبيراً من الناس.

تويتر