المرصد

الإضراب عن الطعام خيار أخير أمام الصحافيين

الإضراب عن الطعام سلاح يلجأ إليه العديد من الصحافيين كوسيلة أخيرة بعد استنفاد جميع الوسائل، للفت الانتباه لعدالة مطلبهم، والضغط على الجهات المتنفذة، واستقطاب التضامن المحلي والدولي إلى جانبهم.

وأثبت الإضراب نجاعته في معظم الأحوال كوسيلة مطلبية، ولعل أحدث إضراب للصحافيين عن الطعام هو تضامنهم مع «معركة الأمعاء الخاوية»، التي نظمها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على أوضاعهم المأساوية هناك.

وأضرب عدد من الصحافيين اليمنيين أيضاً العام الماضي احتجاجاً على سياسة التنكيل، واستنكاراً للانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح، داخل زنازين خاصة بالميليشيات في اليمن. العام الماضي أيضاً نظم صحافيو صحيفة التيار السودانية إضراباً عن الطعام احتجاجاً على قمع حرية الصحافة، وتعليق صدور الصحيفة بقرار من جهاز الأمن منذ 15 ديسمبر 2015.

وتضامن معهم عدد من الرموز الصحافية وشخصيات مدنية وسياسية.

وقبل يومين طالعتنا وسائل الإعلام العالمية والإقليمية باعتزام الصحافية الجزائرية حدة حزام، الدخول في إضراب عن الطعام هذا الأسبوع احتجاجاً على منع السلطات منذ ثلاثة أشهر صحيفتها اليومية «الفجر» من إصدار أي إعلان. وعلى الرغم من أن السيدة حزام لم تكن معتقلة فإنها التجأت إلى هذه الوسيلة لجلب الأنظار إلى عدالة قضيتها، وصرحت في بيان نشرته اخيراً، بأن الإضراب عن الطعام هو آخر خيار متاح أمامها للتعبير عن تعرضها «للظلم من جهات نافذة»، وذكرت أن معاملة صحيفتها على هذا النحو من قبل السلطات المختصة أدى إلى «تجفيف تام لمنابع التمويل، وأدخل مؤسستها في وضع مالي متأزم، أفقدها القدرة على ضمان سداد الرواتب، وتأمين نفقات الطبع والتوزيع، وغير ذلك من الأعباء، وهو الوضع الذي أحال موظفي وصحافيي الصحيفة على البطالة».

واتهمت الإعلامية جهات نافذة في أعلى هرم السلطة بالانتقام منها وحرمانها من موارد مالية أساسية لسير صحيفتها.

ونددت بسياسة الإقصاء المنتهجة ضد يوميتها، ما أدى بطاقمها الصحافي الى الدخول في أزمة مالية حادة، سببت لها تراكماً في الديون، ما أجبرها على طبع 16 صفحة بدلاً من 24 صفحة منذ أسابيع طويلة.

تعدّ حدة حزام إحدى أبرز الكاتبات الجزائريات، وتتجاوز خبرتها في الصحافة 28 عاماً، وللكاتبة بحوث في العلاقات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وكذلك حول شؤون الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي.

ويبدو أن ما تعانيه صاحبة صحيفة «الفجر» من ظلم ناتج من مواقفها المناهضة لرموز السلطة، واستمرار نبرتها المعارضة في عمودها اليومي «أساطير»، وخطابها الناري في الفضائيات والإذاعات الأجنبية، وخوضها معارك حامية الوطيس مع إعلاميين موالين لمحيط الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

وأشارت حزام إلى أن القرار القاضي بمنع الإعلانات الحكومية عن صحيفتها صدر مباشرة بعد مشاركتها في برنامج حواري في قناة أجنبية حول موضوع الأزمة بين رئيس الوزراء السابق عبدالمجيد تبون ورجال الأعمال المحسوبين على الرئاسة يتقدمهم علي حداد.

واستقبل زملاء المهنة قرار حدة حزام بالدخول في إضراب عن الطعام بأسف شديد، وعبر الكثير منهم عن تضامنهم معها.

تويتر