Emarat Alyoum

بيطريون يحذّرون من استيلاد جيل مشوَّه من الأحصنة

التاريخ:: 19 أكتوبر 2017
المصدر: ترجمة: عوض خيري عن «ديلي تلغراف»
بيطريون يحذّرون من استيلاد جيل مشوَّه من الأحصنة

درج بعض مربي الخيول على استيلاد سلالات من هذه الحيوانات، لكي تصبح أكثر جاذبية، على الرغم من أن ذلك قد يكون على حساب صحتها وأدائها، ويحذر أطباء بيطريون من مثل هذه الخطوة، بعد أن نشر أحد الإسطبلات صوراً لمهر يشبه شكله الصور الكرتونية.

على الرغم من أن الخيول العربية تتميز بالملامح المقعرة، فإن هذا المهر الجديد تخطى هذه الملامح إلى مستوى جديد مثير للسخرية.

وجعلت ممارسات التكاثر المتطرفة بالفعل بعض الحيوانات تشبه كلاب «بولدوغ» الفرنسية، وكلاب «بقز»، حيث تعاني هذه الحيوانات صعوبة في التنفس، لأن وجوهها أصبحت مقعرة مع مرور الوقت، كل ذلك لكي تلبي مطالب الإنسان.

ويعتقد بيطريون أن هذه الممارسات المقلقة، يتم تطبيقها بالفعل على الحصان، بعد أن عرضت مزرعة أميركية لاستيلاد الخيول مهراً عربياً للبيع «مقعر» الوجه. ووصفت المزرعة هذا المهر بأنه خطوة للأمام نحو «الدقة» في تقاسيم الجياد. بيد أن خبراء المهور يحذرون من أن مثل هذا الحيوان يجد صعوبة في التنفس، وممارسة التمارين مثل نظيره ذي الأنف المسطح.

يقول خبير الخيول بمؤسسة روزديلز للبيطرة بالمملكة المتحدة، تيم غريت، إنه على الرغم من أن الخيول العربية تتميز بالملامح المقعرة، فإن هذا المهر الجديد «تخطى هذه الملامح إلى مستوى جديد مثير للسخرية»، ويعتقد أن هذا التشوه قد يكون مناسباً لكلب وليس لحصان. ويمضي قائلاً: «الكلاب مثل الإنسان يمكنها أن تتنفس من الفم، ولكن الخيول تستطيع أن تتنفس فقط من خلال أنوفها».، ويسترسل «أعتقد أن التمارين الرياضية ستكون محدودة بالتأكيد لهذا الحصان».

وقد ولد هذا الحصان، الذي يبلغ من العمر تسعة أشهر، والذي يطلق عليه اسم «الري ماغنم» في مزرعة «أوريون فارمز»، وهي مزرعة متخصصة في استيلاد الخيول العربية في منطقة إلينسبورغ بواشنطن، في الولايات المتحدة.

ومنذ إطلاقها فيديو ترويجياً، في وقت سابق من هذا الشهر، تحت عنوان «لن تصدق عينيك»، استقطبت المزرعة اهتماماً كبيراً من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة.

ويقول مدير المزرعة ومستشار الاستيلاد في أوريون فارمز، دوغ ليدلي، إن «هذا الحصان هو نقطة انطلاق للاقتراب من الدقة»، ويؤكد الأطباء البيطريون الأميركيون، الذين تفحصوا المهر، أنه لا يعاني أي مشكلات طبية أو تنفسية.

وقد استقطب هذا الفيديو رد فعل الجمهور، حيث علق بعضهم على أن المهر يبدو جميلاً، في حين عبر آخرون عن رعبهم من الفكرة. وتعليقاً على الصورة، كتبت محررة صحيفة فيترناري ريكورد، إديلي ووترز: «أول فكرة خطرت لي عندما رأيت الصورة، هي أنها مأخوذة من صورة مركبة بواسطة الكمبيوتر؟». وتمضي قائلة «العديد من الأطباء البيطريين المتخصصين في مجال الخيول كان لهم رد فعل مماثل، ولكن الحقيقة هي أن هذا حصان حقيقي، تم توليده لتلبية مطالب سوق معينة تفضل مظهراً معيناً». وتتساءل «إلى أين سيفضي بنا هذا؟ هل من السيئ ألا يبدو الحصان وكأنه حصان بالفعل، وإنما يشبه رسماً كرتونياً؟».

ويقول خبير استيلاد الخيول ورئيس الجمعية البيطرية البريطانية للخيول، جوناثان بيكوك، إن «الحصان يمثل تبايناً جذرياً عن ما هو طبيعي»، محذراً من أن شكل الرأس مع الأنف الأفطس «لا يخدم أي غرض وظيفي، ويمكن أن يشكل خطراً على الحصان، في ما يتعلق بمشكلات التنفس».

وتضيف اختصاصية استيلاد الخيول، والخبيرة في مجال الرفق بالحيوان، الدكتورة مادلين كامبل، «في حين أنه من المستحيل التعليق على حيوان فردي من خلال صورة فوتوغرافية فقط، فإنه من حيث المبدأ العام تنبغي إدانة أي اتجاه لاستيلاد أشكال متطرفة، والتي قد تؤثر سلباً في الوظيفة الطبيعية، وذلك في ما يتعلق بالأسس الأخلاقية».

وهذا ينطبق على شكل الرأس، الذي قد يؤثر سلباً في القدرة على التنفس أو تناول الطعام، وبالقدر نفسه على الحجم الذي قد يؤثر سلباً في القدرة على الولادة الطبيعية.