المرصد

مواقع التواصل الاجتماعي بحاجة إلى تنظيف محتوياتها

تعرضت مواقع التواصل الاجتماعي، وأهمها «فيس بوك»، لانتقادات لاذعة، بعد قيام والد بقتل ابنته، البالغ عمرها 11 شهراً، وصور ذلك بالفيديو، ونُشر على موقع رويترز. ولم تتوقف لجنة الشؤون الداخلية البريطانية عن نقدها لمواقع التواصل الاجتماعي. وأكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم هي «تويتر»، و«فيس بوك»، و«يوتيوب»، التي يقول عنها أعضاء البرلمان البريطاني إنها لا تفعل ما يكفي لمحاربة المحتويات غير الشرعية، والمسيئة، لهذه المواقع. ووصفت رئيسة اللجنة، يفيت كوبر، الوضع بأنه «مخز».

وليس من الغريب أن توجه اللجنة البرلمانية سهام انتقادها، وعدم رضاها عن مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما ظهر المديرون التنفيذيون من «غوغل» و«فيس بوك» و«تويتر» أمام اللجنة في مارس الماضي، قيل لهم إن الأجوبة التي قدموها للجنة «لم تكن مقنعة»، ومن الواضح أن أعضاء البرلمان يشعرون بالانزعاج على نحو متزايد من المواد غير الشرعية والمسيئة على الشبكة الدولية. وهذا الأمر يعكس القلق بين وكالات الأمن في ما يتعلق باحتمال قيام الإنترنت بتشجيع الأفعال العملية للإرهاب والجرائم الخطرة. وإثر مقتل عضو البرلمان البريطاني، جو كوكس، الصيف الماضي، اتضح أن أعضاء البرلمان أنفسهم ضحايا للإرهاب على النت، وهذا ما دفع كوبر ولجنتها إلى المطالبة بتحركات عملية من أجل كبح جماح الإرهاب، الذي تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً فيه.

وفي واقع الأمر، يوافق موقع «فيس بوك» على أن ثمة حاجة إلى القيام بتحركات عملية، لكن من غير الواضح ما هي طبيعة التحركات التي يريدها السياسيون من شركات التواصل الاجتماعي، للتوصل إلى صيغة سحرية يمكنها التعرف إلى المضمون السيئ لهذه المواقع وإلغاؤها.

لكن إذا وضعنا في الأذهان أن موقع «يوتيوب» لوحده يستخدمه مليارات عدة من الأشخاص، وأنه يتم تحميله 400 ساعة من تسجيلات الفيديو كل دقيقة، فإننا نرى أن الحديث عن إيجاد آليات لمنع المضامين المسيئة على مواقع التواصل، أسهل بكثير من القيام بإجراءات عملية ضده.

ومن المضامين السيئة التي يمكن وجودها على هذه المواقع، و«يوتيوب» بصورة خاصة، الألعاب المرعبة التي بات معظم أطفالنا يدمنون عليها، ولا يمكنهم ترك الأجهزة الإلكترونية، سواء كان ذلك هاتفاً نقالاً أو كمبيوتر. وتتألف هذه الألعاب من أشكال عدة من أنواع القتل والضرب وسفك الدماء، بصورة تجعل البالغ يشعر بالهلع لمجرد مشاهدتها، إذ إن الصغار يعتبرونها مجرد لعبة غير مؤذية، في حين أنها في واقع الأمر تجعلهم ميالين إلى العنف والقتال لأتفه الأسباب، بل إنها تشجعهم على ذلك.

وأحدث التحديات الخطرة التي تحملها مواقع التواصل الاجتماعي، هي تحدي «الحوت الأزرق»، الذي أثار قلق أولياء الأمور على أبنائهم، إذ تعمل اللعبة على إغواء اللاعبين للاستمرار في اللعب لمدة 50 يوماً عبر مراحل عدة، تنتهي بانتحار اللاعب.

تويتر