المرصد

قطع الطريق أحدث التعديات على حرية الصحافة

يتعرض الصحافيون، في جميع أنحاء العالم لانتهاكات عدة، من بينها الفصل من العمل والاعتقال والترهيب وحتى القتل، وتعتبر المكسيك من أخطر مناطق العالم التي يتعرض فيها الصحافيون لهذه الأنواع من الممارسات. وطالعتنا الصحف، الأحد الماضي، عن نوع جديد من الممارسات ضد الصحافيين، لم يعهدوه من قبل، فقد هاجم نحو 100 من أفراد أحد كارتيلات المخدرات في المكسيك سبعة صحافيين، كانوا في طريقهم لتغطية مؤتمر صحافي متعلق بجرائم عن المخدرات. وأخذ أفراد هذا الكارتيل، الذي يطلق عليه «لافاميليا ميتشواكانا»، هؤلاء الصحافيين رهائن وصادروا الكمبيوترات والكاميرات وهواتفهم النقالة، فضلاً عن وثائقهم الشخصية قبل أن يفرج عنهم، ويسمح لهم بمواصلة الطريق. وأخبر أحد الصحافيين الشرطة بأن الخاطفين هددوا بحرق الصحافيين أحياء في سياراتهم.

ووفقاً لتقرير عن حرية الصحافة، صادر عن منظمة «فريدوم هاوس»، فإن المكسيك لا تتمتع بحرية حقيقية للصحافة، وليس أدل على ذلك من «قانون الاتصالات» المثير للجدل، الذي وقعه الرئيس، إنريكي بينيا نييتو، عام 2014، إذ يمنح هذا القانون الحكومة قدراً كبيراً من السيطرة على الوسائل التي تعمل من خلالها وسائل الإعلام، من بينها قوانين صارمة لمنع الاحتكارات في قطاع الاتصالات، وفرض حظر على بيع الإعلانات من قبل محطات الإذاعة المحلية، ما يلزمها بالحصول على التمويل من خلال الحكومة.

كما يتعرض الصحافيون للخطر، خلال حياتهم المهنية، عندما يكشفون عن حالات فساد حكومية، ويتجلى ذلك في التقرير الصحافي، الذي يتحدث عما يسمى «البيت الأبيض» السيئ السمعة في المكسيك. فقد قام فريق صحافي بالتحقيق في خلفية هذا المنزل، الذي تقدر قيمته بنحو سبعة ملايين دولار أميركي، ليكتشفوا أنه يخص أحد المقاولين الرئيسين لدى الحكومة، وبعد نشر الموضوع تم فصل جميع الصحافيين المشاركين في ذلك التقرير الصحافي.

وخلال عام 2016، تعرض صحافي واحد كل شهر للقتل في المكسيك. وفي الفترة من يوليو إلى سبتمبر، كان هناك نحو 29.3 اعتداء شهرياً على الصحافيين، أي اعتداء واحد على الأقل كل يوم تقريباً، ويعتبر عام 2016 العام الأكثر عنفاً للصحافيين خلال رئاسة بينيا نييتو. وفي عام 2015 قتل سبعة صحافيين، وقتل أربعة عام 2014، وأربعة آخرون عام 2013، وفي عام 2001، خلال رئاسة فيليبي كالديرون، وصل عدد الصحافيين الذين قتلوا إلى 11.

وهذا العام لقي حتى الآن أربعة صحافيين مصرعهم، ما قد يجعل القتلى من الصحافيين في عام 2017 يتجاوز العدد الإجمالي للصحافيين الذين قتلوا العام الماضي، والبالغ قدره 11 صحافياً. ولقي ما مجموعه 104 صحافين حتفهم في هذه البلاد منذ عام 2000. وسجل مكتب النائب العام ما يقرب من 800 شكوى من الهجمات ضد الصحافيين، بين يوليو 2010 وديسمبر 2016، بما في ذلك 47 قتيلاً، في حين بلغت نسبة الإفلات من العقاب على الهجمات خلال تلك الفترة 99.7٪، ما قد يؤدى إلى تأجيج الأزمة. وذكر تقرير صادر عن لجنة حماية الصحافيين أن «الصحافة المكسيكية تتعرض لدورة عنف قاتلة، وإفلات المجرمين من العقاب».

تويتر