بسبب اكتظاظ هذا الجزء بالسكان

أناند: معركة غرب الموصل.. بطيئة وتقتل كثيراً من المدنيين

الصحافي المعروف أناند غوبال، الذي عاش في الشرق الأوسط لسنوات، زميل معهد الأمة، مؤلف كتاب «لا يوجد أناس طيبون بين الأحياء.. أميركا وطالبان والحرب من خلال عيون أفغانية»، تحدث عن المعارك الدائرة في الموصل لموقع «ديمغراسي ناو»، وأشار الى صعوبة حسمها، ومدى تأثير الضربات الجوية الأميركية على المدنيين، وهذه مقتطفات من اللقاء المطول:

ليس أمراً سيئاً أن تستغرق العمليات وقتاً طويلاً، لأنه كلما كانت القوات حذرة في تقدمها قلت الخسائر البشرية بين المدنيين.

- لنتحدث عن الموصل والعراق، لقد عدت أخيراً من العراق، فما الذي يقوله الناس في الموصل، وماذا يحدث هناك؟

- حسناً، يجد الناس في الموصل أنفسهم محصورين بين الضربات الجوية والإرهاب من تنظيم «داعش»، لقد كنت على اتصال دائم بعائلات وصفوا لي مشاهد لا تصدق من المذابح. إحدى العوائل التي تحدثت إليها كانوا يرقدون في قبوهم، أسرة بأكملها من ستة أشخاص، لساعات، وكان القتال قريباً منهم، وصعد قناص من «داعش» على السطح، وأخذ يطلق النار على القوات العراقية، واستدعت القوات العراقية غارة جوية أميركية، دكت المنزل بأكمله، ما أدى إلى مقتل جميع أفراد الأسرة. كنت أيضاً على اتصال بعائلة أخرى، وكانت هناك ثلاثة منازل منفصلة انضم أفرادها معاً، وكان هناك قتال في الحي الآخر، وتم استدعاء غارة جوية، دمرت المنازل الثلاثة جميعها، وقتلت 17 فرداً من أسرة ممتدة.

- ما مدى مشاركة القوات الجوية الأميركية في معركة الموصل؟

- معظم الضربات الجوية تتولاها القوات الجوية الأميركية أو قوات التحالف على الرغم من أن هناك أيضاً ضربات جوية عراقية.

- ولكن يعتقد البعض أنه بفضل هذه الضربات الجوية تم استعادة معظم الموصل من «داعش».

- نعم هذا صحيح، ولولا هذه الضربات لظلت المدينة بأكملها تحت سيطرة «داعش»، ولكن هناك تساؤل حول تنفيذ هذه الضربات، وما نراه أمامنا الآن ربما يكون أكبر كارثة إنسانية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ولا تنتج هذه الكارثة فقط جراء الضربات الجوية، وإنما أيضاً لأن «داعش» يحتفظ بالكثير من السكان رهائن أو دروعاً بشرية، حيث يوجد الآن 400 ألف من السكان في الموصل الغربية، الذين لا يسمح لهم «داعش» بمغادرة المكان.

- هل هناك أي تغيير على الأرض منذ مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة؟

- لا يوجد تغيير كبير، فما يفعله ترامب في العراق هو امتداد لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما، ويبدو كأن هناك تصعيداً لكنه ليس كذلك، وما يحدث هو تغير في مسار المعركة، إذ إن المنازل في شرق الموصل متباعدة، وكبيرة نسبياً ولا توجد خسائر بشرية تذكر، أما في غرب الموصل فالأحياء السكنية متقاربة ومكتظة بالسكان، فإذا أصابت الضربات الجوية أحد المنازل فإنها ستصيب بالطبع ثلاثة أو أربعة منازل أخرى.

- اعترفت أميركا بنفسها بصعوبة استعادة الموصل، وهذا ما حدث ويحدث الآن على الأرض، فعلى الرغم من مضي ستة أشهر من بدء العمليات، استطاعت القوات العراقية الآن الدخول الى المدينة وبدء القتال، فهل لديك أي فكرة عن ذلك عندما كنت هناك؟

- نتحدث الآن في الموصل عن شوارع ضيقة جداً، أزقة، أسواق مظللة، وأن على القوات أن تسير ببطء من حي لآخر، وليس أمراً سيئاً أن تستغرق العمليات وقتاً طويلاً، لأنه كلما كانت القوات حذرة في تقدمها قلت الخسائر البشرية بين المدنيين.

تويتر