Emarat Alyoum

وزير خارجية بولندا: يجب على الاتحاد الأوربي أخذ مخاوفنا على محمل الجدّ

التاريخ:: 05 أبريل 2017
المصدر: ترجمة: حسن عبده حسن عن «دير شبيغل»
وزير خارجية بولندا: يجب على الاتحاد الأوربي أخذ مخاوفنا على محمل الجدّ

اشتكى وزير الخارجية البولندي، فيتولد فاتشكوفيسكي (59 عاماً)، أن بلاده تلقت معاملة سيئة من الاتحاد الأوروبي، وتحدث الوزير في مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية عن مطالب بلاده، وكذلك عن علاقة بلاده السيئة مع ألمانيا. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

«شبيغل»: ما الذي كنت تقصده عندما قلت، أخيراً، إن بولندا يجب أن تخفض بصورة جذرية ثقتها بالاتحاد الأوروبي، وأن تبدأ سياسة سلبية نحو الاتحاد؟

فيتولد: لسنوات عدة مضت، حاول كثيرون إقناعنا بأن الاتحاد الأوروبي عبارة عن نادٍ لأناس يحبون الإيثار، وأن مصالح الدول المتنافسة أصبحت شيئاً من الماضي. وأوضحت القمة الأوروبية التي تمت قبل نحو أسبوعين أن الوضع ليس كذلك، وأدركنا أنه يتعين علينا الدفاع عن مصالحنا السياسية، ونحن نعرف أننا نملك من القوة والاقتصاد أقل من ألمانيا، لكننا نريد أن تؤخذ مخاوفنا على محمل الجد.

«شبيغل»: أين تم انتهاك مصالح دولتك؟

لسنوات عدة مضت، حاول كثيرون إقناعنا بأن الاتحاد الأوروبي عبارة عن نادٍ لأناس يحبون الإيثار، وأن مصالح الدولة المتنافسة أصبحت شيئاً من الماضي.

فيتولد: في كل مكان، إذا أخذنا سياسة الطاقة والبناء لمشروع أنبوب «نورد ستريم 2» بين ألمانيا وروسيا على سبيل المثال، أو السياسة المناخية، والقيود الصارمة المتعلقة بانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، فإنها تسبب أضراراً للاقتصاد البولندي، لأن إنتاج الطاقة لدينا يعتمد على الفحم. نحن لا نستطيع تحمل أن نصبح دولة متخلفة، لكن بهواء عذب ونظيف. ونحن نحتاج كلا الأمرين: أي فرصة النمو الاقتصادي، وكذلك البيئة النظيفة. ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يفرض شروطاً أقل قساوة، في ما يتعلق بروح التضامن الأوروبي.

«شبيغل»: تبدو محبطاً، وهو الأمر المثير للاستغراب، إذ إن بولندا تحقق إنجازات جيدة، كما أن النمو الاقتصادي يتم بصورة جيدة، وبحلول عام 2020 ستتلقى دولتكم نحو 80 مليار يورو من الصناديق الهيكلية الأوروبية، وبولندا هي المستفيد الأكبر في الاتحاد الأوروبي.

فيتولد: الاتحاد الأوروبي هو المستفيد الأكبر من عضوية بولندا، إذ إننا سوق مكونة من 40 مليون شخص، وقد كسبتم مبالغ كبيرة جداً منا، إذ إن الألمان وحدهم باعوا بضائع داخل بولندا بمبلغ 55 مليار يورو، ونحن نرى هذه الأموال من الصناديق الهيكلية بمثابة تعويض عن فتحنا لأسواقنا.

«شبيغل»: ومع ذلك فإن بولندا تستفيد أيضاً من هذه التعاملات التجارية، إذ إنه تم شق طرق جديدة وتشكلت فرص عمل، وتم تقديم الدعم للقطاع الزراعي.

فيتولد: بالطبع فإن المال يفيدنا أيضاً، لكن من الذي ينشئ هذه الطرق؟ الشركات الغربية بالطبع، و80% من كل يورو يأتي من الاتحاد الأوروبي ترجع إلى الغرب.

«شبيغل»: تطالب حكومة بلادك بإصلاح الاتحاد الأوروبي، أي نوع من الإصلاح تريدون؟

فيتولد: نحن نتخيل وجود قدر كبير من التعاون، عندما يتعلق الأمر بحماية الحدود والدفاع، لكننا نعتقد أنه يجب التفكير بصورة أكبر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وعلى سبيل المثال إن المجلس الأوروبي يتألف من ممثلي الحكومات المنتخبة، وبناء عليه يجب أن يتقلد السلطة الأكبر، وبالمقارنة فإن المفوضية الأوروبية، عليها تنفيذ التوجيهات التي تأتيها من المجلس، و ألا تكون لها طموحات سياسية خاصة بها.

«شبيغل»: أنتم تطالبون أوروبا بأن يكون للدول الوطنية نفوذ أكبر، هل يرجع ذلك إلى علاقتكم الشائكة جداً مع الشريك الأهم لبولندا وهي ألمانيا؟

فيتولد: قبل ساعات من عقد القمة الأوروبية الأخيرة، قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في البرلمان الأوروبي إنها سعيدة لأن البولوني دونالد تاسك تم انتخابه رئيساً للمجلس الأوروبي.

«شبيغل»: وما المشكلة في ذلك؟

فيتولد: أعتقد أن تعليق ميركل كان توجيهاً سياسياً للدول الأعضاء الأخرى، مفاده: أريد أن يفوز تاسك برئاسة المجلس الأوروبي، وهو تعبير عن الهيمنة.