Emarat Alyoum

اغتيال الأسير المحرّر فقهاء يوحّد الشارع الفلسطيني

التاريخ:: 27 مارس 2017
المصدر: زهير دوله ـــ غزة
اغتيال الأسير المحرّر فقهاء   يوحّد الشارع الفلسطيني

في صورة جسّدت الوحدة الوطنية التي تغيب كثيراً عن الشارع الغزي، بفعل حالة الانقسام الداخلي، توحدت كل الفصائل الفلسطينية على موقف واحد عقب اغتيال الأسير المحرر والمبعد إلى غزة، مازن فقهاء.

وأكدت الفصائل مجتمعةً ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، والرد السريع على عملية الاغتيال بما يتناسب مع حجمها.

وتوحدت رايات الفصائل إلى جانب العلم الفلسطيني في مراسم تشييع الشهيد مازن فقهاء، التي انطلقت ظهر السبت الماضي من المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، بمشاركة قيادة حركة «حماس»، وقادة فصائل وقوى المقاومة والشخصيات الاعتبارية والوطنية.

فيما حمل مقاومو القسام إلى جانب مسلحين من «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح المسلح لحركة فتح، وعسكريون من الجهاد الإسلامي والجبهتين الديمقراطية والشعبية، جثمان الشهيد فقهاء خلال تشييعه.

وكان الأسير المحرر مازن فقهاء، المبعد من مدينة طوباس بالضفة الغربية إلى قطاع غزة، عقب عملية الإفراج عنه ضمن صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011، قد تعرض لعملية اغتيال شبيهة بما تعرض لها الطيار التونسي محمد الزواري، التي نفذها مجهولون بأسلحة مزودة بكاتم الصوت، لحظة تواجده أمام منزله في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مساء الجمعة الماضي.

وعلى الفور فتحت وزارة الداخلية تحقيقاً في الحادثة، واتهمت «حماس» الاحتلال بعملية اغتيال فقهاء، أحد أبرز قادة جناحها العسكري (كتائب القسام)، وكانت إسرائيل نشرت، أخيراً، قائمة بأبرز المطلوبين لها، ومن بينهم مازن فقهاء، حيث تتهمه بإدارة العمل العسكري في غزة.

جريمة حرب

مطالبة كل الأطراف التي رعت صفقة «وفاء الأحرار»، خصوصاً جمهورية مصر العربية، بالضغط على الاحتلال للالتزام بشروط الصفقة التي تم بموجبها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ومن ضمنهم الشهيد فقهاء.

حركة فتح دانت عملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء في قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة الكشف عن ملابسات عملية الاغتيال التي وصفتها بالدنيئة، مقدمة العزاء الحار باسم حركة فتح لعائلته ولحركة «حماس» والشعب الفلسطيني.

ويؤكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبوعيطة، أن الرد على عملية الاغتيال يكون من خلال الوحدة الوطنية بين كل الفصائل، وتوحيد الصف الفلسطيني الداخلي لمواجهة الاحتلال.

ويصف أبوعيطة عملية الاغتيال التي تعرض لها فقهاء بأنها جريمة حرب، وضربة قاسية بحق الشعب الفلسطيني والمقاومة والأسرى المحررين.

وقال أبوعيطة لـ«الإمارات اليوم»، خلال مشاركته في موكب تشييع فقهاء: «إن إسرائيل تحاول العبث بالساحة الداخلية من خلال هذه العمليات التي لم تعلن عنها، فعملية الاغتيال بالطريقة التي تمت من خلال استخدام أسلحة كاتمة للصوت، تشكل سابقة بالنسبة لنا في التعامل مع الاحتلال».

ويضيف «لكننا نتفهم أساليب الاحتلال، ويجب على كل الفصائل أن تعي جيداً طبيعة المرحلة المقبلة، وهذا لا يتم إلا من خلال الوحدة، حتى نتمكن من مواجهة كل التحديات التي تريد أن تعصف بالقضية الفلسطينية، وتستهدف شعبنا ومقاومته».

سرعة الرد

من جهته، يصف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، عملية اغتيال فقهاء بالجريمة الجبانة، مطالباً فصائل المقاومة بسرعة الرد الرادع، وملاحقة منفّذي هذه الجريمة.

ويقول مزهر: «إن عملية الاغتيال بهذه الطريقة الجبانة لأسير محرر في صفقة شاليط تشكل تصعيداً خطيراً، يجب أن تنتبه فصائل المقاومة لمدلولاته وتوقيته، وأن تستخلص العبر منه حتى تستطيع الرد بحجم هذه الجريمة».

ويشدد على ضرورة تعزيز فصائل المقاومة من إجراءاتها في حماية الجبهة الداخلية، وتكثيف جهودها للوصول إلى العملاء الذين نفذوا عملية اغتيال فقهاء.

ويدعو مزهر كل الفصائل الفلسطينية للتوحد حول خيار المقاومة والاستشهاد في مواجهة الاحتلال واعتداءاته، مضيفاً «يجب أن نرسل رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن الاغتيالات ضد المقاومة وقادتها سترتد براكين في وجهه، ولن تزيد شعبنا وفصائله إلا إصراراً على استمرار المقاومة والانتفاضة».

ويوافقه الرأي القيادي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، الذي أكد أن عمليات اغتيال قادة المقاومة ونشطائها يزيد الفلسطينيين قوة وإصراراً على المضي في المقاومة.

ويضيف أن «الشعب الفلسطيني قادر على الانتقام لدماء شهدائه، وأن المقاومة لا ترهبها كل ممارسات الاحتلال».

وحمّل الهندي الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اغتيال المحرر الفقهاء، مطالباً الفصائل الفلسطينية بالرد السريع على عملية الاغتيال بما يتناسب مع حجمها.

خرق إسرائيلي

في سياق متصل، يوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، لـ«الإمارات اليوم»، أن «عملية اغتيال فقهاء تأتي في إطار استمرار خرق الاحتلال لبنود صفقة (وفاء الأحرار) مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، إذ نفذ عمليات اعتقال واسعة تعرّض لها العشرات من محرري الصفقة، وهذه المرة واصل نقضه من خلال عملية اغتيال للأسير المحرر مازن فقهاء». وأشار إلى أن عملية الاغتيال تمهد الطريق لشن حرب أخرى ضد القطاع، وتؤكد نية الاحتلال للتصعيد.

ودعا العوض الأسرى المحررين لتوخّي الحذر من غدر الاحتلال، مطالباً كل الأطراف التي رعت صفقة «وفاء الأحرار»، خصوصاً مصر، بالضغط على الاحتلال للالتزام بشروط الصفقة التي تم بموجبها الإفراج عن الأسرى.