يمثل وجهة نظر تعارض أولئك الذين يريدون للبلاد عزل نفسها

إيمانويل ماكرون: الفرنسيون بحاجة إلى تجديد

صورة

تحدث المرشح الفرنسي لانتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون (39 عاماً) عن حملته الانتخابية للوصول إلى سدة الرئاسة. وقال لصحيفة «درشبيغل» في مقابلة أجرتها معه وهو يركب القطار في الدرجة الثانية، إنه مصمم على خوض غمار الانتخابات حتى النهاية. وفي ما يلي المقابلة:

شبيغل: سيد ماكرون، كنت مجهولاً في هذه الحملة الانتخابية المثيرة، ولكنك أصبحت المفضل فيها حالياً كمرشح مستقل لا يحظى بدعم أي حزب، هل يفاجئك ذلك؟ هل يسبب لك ضغطاً كبيراً؟

ماكرون: إذا لم أتحمل هذه الضغوط في هذا الحملة الانتخابية لما رشحت نفسي من الأساس، أما بالنسبة لحقيقة أني فوجئت فذلك غير صحيح، اذ إني درست كل شيء، ولو أني غير مؤمن بأني سأفوز لما كلفت نفسي عناء الترشح.

ثمة القليل من التجديد في طبقتنا السياسية، نحن دائماً نرى الوجوه ذاتها، وثمة افتقار للأخلاق، ومثل هذا النظام لا يمكن أن ينجح.

شبيغل: متى أصبح جلياً بالنسبة لك أنك يجب أن ترشح نفسك؟

ماكرون: عرفت ذلك عندما ألقيت خطاباً في باريس، وحقق نجاحاً كبيراً، الأمر الذي دفعني إلى الاستقالة من منصب وزير الاقتصاد، وإعلان ترشحي في نوفمبر الماضي.

شبيغل: لماذا أنت مقتنع بأن بلادك بحاجة إليك أنت تحديداً؟

ماكرون: بالطبع فرنسا ليست بحاجة لأحد، وأنا لا أؤمن بفكرة المخلص، ولكني أعتقد أنه ينبغي تغيير الطريقة التي تحكم بها بلادي بصورة جذرية.

شبيغل: في شتى أنحاء العالم الناخبون يهاجمون المؤسسة السياسية والنخبة، وهذا واضح تماماً في فرنسا، فلماذا في رأيك؟

ماكرون: هناك الكثير الذي يجب انتقاده، وهذا صحيح، ونظامنا السياسي يشجع على ذلك، وثمة قليل من التجديد في طبقتنا السياسية، فنحن دائماً نرى الوجوه ذاتها، وثمة افتقار للأخلاق، ومثل هذا النظام لا يمكن أن ينجح.

شبيغل: لماذا نصدق أنك ستكون مختلفاً عن الآخرين، فأنت وزير سابق في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند، كما أنك درست في مدرسة النخبة؟

ماكرون: ومع ذلك فإني لست سياسياً تقليدياً، وأنا لا أحب الأسلوب العادي للنخبة في التعاطي مع السياسة اليومية، وأفضل اتخاذ أسلوب مختلف تجاه الأشياء، أريد من الناخبين أن يكونوا قادرين على الثقة بالأشخاص الذين سيصوتون لهم مرة ثانية.

شبيغل: ولكن في فرنسا المتشككة تحقق رئيس حزب الجبهة الوطنية اليمينية ماري لوبان نجاحات جيدة، كيف تنوي مواجهة ذلك؟

ماكرون: سأحاول نشر التفاؤل، وسأمثل وجهة نظر تعارض أولئك الذين يريدون منا عزل أنفسنا، وخلال ظهوري في حملتي الانتخابية لا أتحدث دوماً عن الإصلاحات التي تحتاج إليها بلادنا، وكيفية القيام بذلك، وهذا هو الحديث الذي انتشر خلال الأعوام الـ30 الماضية، ولا أعتقد أنها قادرة على الإصلاح، على الأقل ليس في الأوقات الطبيعية، ولحسن الطالع فإننا نمر بظروف استثنائية في الوقت الحاضر، إذ إن كل شيء ممكن في هذا الوقت.

شبيغل: كيف ستقيم الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، الذي يعد الرئيس الأقل شعبية في تاريخ فرنسا الحديث؟

ماكرون: أريد الفوز في الانتخابات كي أساعد البلاد على تحسين مستقبلها، وأنا لست في موقع أستطيع من خلاله تقييم الماضي.

شبيغل: ما الذي يمكن أن يحدث إن خسرت الانتخابات وفازت بها ماري لوبان بدلاً منك؟

ماكرون: ستصبح بلدي فقيرة، وإذا تركت فرنسا الاتحاد الأوروبي فستنخفض قدرتننا على التنافس، وكذلك قوتنا الشرائية ستنخفض، وسيؤدي ذلك إلى انتشار الفوضى في أنحاء الدولة كافة، ولوبان يمكن ان تعمل على تدمير أوروبا ومنطقة اليورو، وأنا آخذ سياستها وما تقوله على محمل الجد، وأكافح ضدها كل يوم، لأني أعتقد أن أفكارها خاطئة بالنسبة لمصلحة دولتنا. إن انتخاب لوبان سيكون له انعكاسات سلبية على فرنسا.

تويتر