إنجاب الأطفال في السابق تعارض مع حياتهن كمقاتلات

نساء «فارك» يتفرغن للحياة الأسرية بعد السلام في كولومبيا

صورة

للمرة الأولى، بعد عملية السلام التي وقعتها القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) مع الحكومة الكولومبية، في ديسمبر الماضي، استطاعت النساء في هذه المعارضة المسلحة السابقة أن ينجبن ويربين أبناءهن بأنفسهن، بعد أن كان من الصعب عليهن في السابق، بل ومحرم عليهن إنجاب الأطفال في الأدغال، لأن إنجاب وتربية الأطفال يتعارضان مع حياتهن كمقاتلات، في أطول معارضة مسلحة شهدتها أميركا اللاتينية. إحدى المقاتلات السابقات، واسمها مارغو، اضطرت لإنزال حملها في المرة الأولى، التي وجدت فيها نفسها حاملاً. وتقول: «كيف أستطيع أن أقاتل العدو وأهرب من الغارات الجوية، عندما أكون في شهري السادس من الحمل؟».

خلال الحرب، التي استمرت 52 عاماً، شكلت النساء ثلث المقاتلين في جيش الثوار، وكن يضطررن لاستخدام وسائل منع الحمل، واللاتي يحملن بالفعل، إما يضطررن للإجهاض حتى لو بلغ الحمل ثمانية أشهر، أو ترك أطفالهن بعد ولادتهن مع أقاربهن.

في عام 2015، تعرضت ممرضة تنتمي إلى «فارك» للاعتقال في إسبانيا، ومن المتوقع تسليمها للحكومة الكولومبية لمواجهتها بتهم القتل والشروع في القتل، والإجهاض دون الحصول على إذن من الجهات الرسمية، بزعم أنها أجرت 150 عملية إجهاض غير قانونية للنساء المقاتلات، بين عامي 1998 و2000. ويعتبر الإجهاض في كولومبيا غير قانوني إلا في حالات الاغتصاب، أو عندما تكون حياة الأم في خطر، أو إذا ثبت من خلال الكشف الطبي تشوّه الجنين.

ونفت «فارك» أنها تجبر النساء والفتيات على الإجهاض، وتقول: جميع النساء اللاتي تم استجوابهن في ما بعد، أنهين حملهن بمحض إرادتهن، رغم اعترافهن بأن الثوار ينظرون بشيء من الكره للحامل.

قبل ثلاث سنوات، قرر قادة الثوار تخفيف القيود على الحمل. ومع رفع الحظر عن الحمل، أقبلت النساء وشركاؤهن على تكوين عائلات، وخرج إلى الحياة جراء ذلك نحو 60 طفلاً خلال عملية السلام، بينما لاتزال نحو 80 امرأة من أعضاء «فارك» حوامل.

انتهت الحرب، أخيراً، وأصبح لدى مارغو طفلة عمرها ثلاثة أسابيع، اسمها أشلي، وتقول مارغو: «الآن لن تكون هناك مشكلة لنربيها بأنفسنا». وتقيم مارغو في مخيم بالغابة بمحافظة غوافياري جنوب شرق البلاد، وبعد أيام ستنتقل مع شريكها ديرو وطفلتهما إلى منطقة التسريح. وأصبحت أشلي جزءاً من محاسن السلام غير المتوقع لـ«فارك»، فبعد انتهاء القتال تفرغ جيش المتمردين للحياة الأسرية.

كاترينا (31 عاماً)، واحدة من عدد قليل من المقاتلات، اللاتي أنجبن أطفالاً في زمن الحرب، حيث أنجبت ابنها برايان عام 2003، خلال هجوم شرس ضد المقاتلين من قبل حكومة الرئيس السابق، ألفارو أوريبي. وتقول سمح لي زعماء المقاتلين الاحتفاظ به، لأنه لم يكن هناك أحد يجري عملية الإجهاض حيث كنا نقيم. وعندما بلغ خمسة أشهر، سلمته إلى أمها لتربيه، وخلال السنوات التي تلت ذلك، لم تره سوى ثلاث مرات فقط.

وليس جميع نساء «فارك» على استعداد للأمومة، حيث تعبر فرانسلي (32 عاماً)، والتي انضمت للثوار عندما كان عمرها 14 عاماً، عن رغبتها في إنجاب أطفال، لكنها ليست مستعدة لذلك في الوقت الراهن. وتقول «قررنا أنا وشريكي الانتظار وسنرى كيف تسير الأمور، خلال هذه المرحلة الانتقالية للسلام». وتمضي قائلة «لا أريد أن أحمل عبء الأطفال، ونحن نبدأ حياة جديدة، لكن بمجرد أن نعرف كيف تمضي الحياة سنرحب بذلك العبء».

ترجمة: عوض خيري

عن «غارديان»

بعد رفع الحظر عن الحمل، أقبلت النساء وشركاؤهن على تكوين عائلات، وخرج إلى الحياة جراء ذلك نحو 60 طفلاً خلال عملية السلام، بينما لايزال نحو 80 امرأة من أعضاء (فارك) حوامل.

تويتر