صحافة

مشردو الجزائر يرفضون مراكز الإيواء في عزّ الشتاء

رغم درجات البرد القياسية التي تضرب الجزائر هذه الأيام، إلا أن عدداً معتبراً من المشردين الذين يفترشون الأرصفة، يرفضون الالتحاق بمراكز الإيواء التي تفتح أبوابها لهم، وتكثّف حملاتها قصد تجنيبهم قساوة الطقس.

وتواجه فرق الاستعجالات الاجتماعية المتنقلة رفضاً يومياً من قبل هؤلاء، رغم المحاولات المتكررة لإقناعهم، ويختص بالرفض المدمنون والمتسولون، لما يجدونه من حرية في ممارسة طقوسهم خارج أسوار مراكز الإيواء النظامية.

وكشف مدير الاستعجالات الاجتماعية بوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مادال محمد، عن رفض غالبية المشردين والأشخاص من دون مأوى، الالتحاق بمراكز الإيواء التي تفتح أبوابها لهم، سواء في فصل الشتاء أو في فصل الصيف.

وعلّل الموقف بأن هؤلاء في أغلبهم من المدمنين والمتسولين الذين يفضّلون الربح السهل، ويرفضون الخضوع للنظام المفروض من قبل مؤسسات الوزارة، رغم أن الإيواء ظرفي، وبإمكانهم المغادرة متى شاؤوا. ولا تستطيع فرق الوزارة، بحسب مادال، إجبار هؤلاء على الأمر، لذا فهم يتركونهم لقرارهم في أغلب الحالات، ويكتفون بتوزيع وجبات ساخنة وأغطية لهم، بالإضافة إلى بعض الإسعافات الأوّلية لمن يحتاجها.

وتكفلت وزارة التضامن بمئات الحالات على مدار الأسبوع الماضي، غير أنها لم تحرر بعد حصيلتها النهائية؛ ومن بين المتكفل بهم، حسب الأرقام المقدمة من قبل محمد، نحو 108 أشخاص بولاية بجاية، و125 بسطيف، و108 ببرج بوعريريج، و54 حالة بالجزائر، و33 بقسطنطينة، بالإضافة إلى 4 حالات بتلمسان، وحالة واحدة بغليزان.

وقد تم التكفل خلال السنة الماضية بـ4324 شخصاً دون مأوى، أغلبهم في فصل الشتاء، من بينهم 2069 رجلاً، و1919 امرأة، وكذا 336 طفلاً، ومن بينهم أيضاً 394 مختلاً عقلياً.

وحسب ممثل وزارة التضامن الوطني والأسرة، فإنّه وفي إطار حماية الأشخاص في وضعية اجتماعية صعبة، وضعت الوزارة برنامجاً وطنياً للتكفل بهؤلاء، لاسيما الأشخاص دون مأوى ثابت.

ولهذا الغرض تقوم مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية بدورات ليلية ونهارية، لتوجيه المعنيين ونقلهم إلى مراكز الإيواء، شريطة قبولهم الأمر. وتضم الفرق متعددة الاختصاصات مربين ومساعدين اجتماعيين وأطباء.

تويتر