Emarat Alyoum

في الفلبين.. القتل لمن ينتقد المسؤولين

التاريخ:: 10 يناير 2017
المصدر: إعداد: عوض خيري

لقي صحافي فلبيني مصرعه، بعد إطلاق النار عليه من شخص مجهول، وتعتقد جهات أن مقتله جاء بعد كتابته مقالاً ينتقد فيه المسؤولين المحليين لتجاهلهم أكثر من مصنع للمخدرات في البلاد. ويعتبر ناشر صحيفة كاتاندونيز نيوز ناو، لاري كيو، أول صحافي يتعرض للقتل منذ أن تولى الرئيس رودريغو دوتيرتي منصبه في يونيو.

والفلبين هي واحدة من دول العالم الأكثر خطورة للعاملين في وسائل الإعلام، حيث لقي ما مجموعه 77 صحافياً مصرعهم فيها منذ عام 1992، وفقاً للجنة حماية الصحافيين، ما يضع البلاد في المركز الرابع في مؤشر الإفلات من العقاب العالمي، الذي يسلط الضوء على البلدان التي يُقتل فيها صحافيون ويهرب القتلة المزعومون بجرمهم من دون عقاب. كما أنها تأتي خلف الصومال والعراق وسورية في هذا الصدد.

ولقي كيو مصرعه بعد أن أطلق عليه شخص مجهول الهوية النار، في جزيرة نائية بوسط كاتاندونيز، الإثنين الماضي، ليصيبه برصاصة في الرأس بينما كان يهم بدخول المبنى الذي يضم مكتب التأمين التابع له، ونشر كيو العمود الذي حوى انتقاده للسلطات في ديسمبر الماضي.

ويجيء مقتله بعد انتقاده اللاذع للمسؤولين المحليين، بسبب غضهم الطرف عن إنشاء أكبر معمل للمخدرات في الجزيرة، وهو المعمل الذي دهمته السلطات أخيراً.

ووفقاً للاتحاد الوطني للصحافيين في الفلبين (نقابة الصحافيين)، فإن صحافياً آخر يدعى جينكي تابور، والذي كان شاهداً على الغارة على المعمل، تلقى تهديدات بالقتل. ودعت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، السلطات في الفلبين إلى التحقق من الدوافع وراء قتل كيو، وتقديم الجناة إلى العدالة.

ولعل أبرز محاولة لاغتيال صحافي حدثت في يوليو من هذا العام، عندما تعرض مذيع فلبيني وابنه لجراح جراء إطلاق النار عليهما خارج منزلهما بمدينة سوريجاو، بجزيرة مينداناو، وأطلق مهاجمان يستقلان دراجة نارية النار على ساتورنينو استانيو، ثلاث مرات في ظهره، كما أصيب ابنه البالغ من العمر 12 عاماً أيضاً بجروح بالغة.

واستانيو هو مقدم برامج إخبارية ليلية تتعلق بالشؤون العامة على شبكة راديو مينداناو، وهي أكبر شبكة إذاعية في البلاد.

وذكرت لجنة حماية الصحافيين في بيان لها أن «الرئيس رودريغو دوتيرتي أطلق قبل فترة رسائل متضاربة بشأن التزام حكومته بحماية الصحافيين ودعم حرية الصحافة، وعليه الآن أن يضع الأمور في نصابها، من خلال حل لغز مقتل كيو بسرعة عبر الوسائل القانونية».

وكان دوتيرتي قد شن حرباً شعواء على جرائم المخدرات، التي خلّفت أكثر من 5900 قتيل منذ يوليو الماضي.

وقبل أدائه يمين القسم، قال دوتيرتي إن الصحافيين الذين قتلوا خلال عملهم في الفلبين كانوا فاسدين في كثير من الأحيان. ويتساءل «فقط لأنك صحافي ستعفى من الاغتيال؟ حرية التعبير لن تساعدك إذا فعلت شيئاً خاطئاً». إلا أنه شكل في أكتوبر قوة عمل لحماية وسائل الإعلام من التهديدات والعنف، والتقصي بشأن الهجمات التي لم يتم التوصل إلى مرتكبيها.