لاجئات يهربن من قسوة الحياة في بلادهن ليجدن ما هو أنكى في أوروبا

صورة

ثمة طرق عدة للموت لآلاف اللاجئين الذين يحاولون الهرب من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ويسعون للوصول إلى أوروبا، لكن النساء يواجهن ظروفاً أكثر صعوبة من الرجال عند السعي للهجرة، فهن يواجهن تهديدات بدنية، وأيضاً مخاطر شخصية أشد قسوة، غالباً ما يكون سببها أن من المتعذر عند وصولهن إلى مراكز اللجوء تجنب العوامل التي دفعتهن للهرب من أوطانهن، مثل التمييز ضدهن، والإساءة، وسوء المعاملة.

وتقول نيفين، وهي معلمة للغة الإنجليزية بمدرسة ثانوية تبلغ من العمر 34 عاماً، هربت من مدينة مزار الشريف بأفغانستان «لقد اجتزت تجربة الهروب على أية حال، وأريد أن أوجه النصح لأي امرأة من أية دولة أن تفكر جيداً قبل أن تبدأ الخروج من بيتها في رحلة الهجرة، حيث ستعرض نفسها للمصاعب والمخاطر».

وتضيف نيفين، في بوجوفادا، وهي قرية تقع في وسط صربيا، حيث تقيم في نزل للاجئين، إن «الطريق محفوف بالمصاعب والمخاطر الشديدة، وليس هناك أي شخص يمكنه التأكد من أنه سيبقى على قيد الحياة عند اجتيازه الحدود، وبالتالي يجب على أية امرأة ألا تسير على

هذا الطريق، وإلا ستكون معرضة لخطر الموت أو الاغتصاب أو التعذيب».

وكانت نيفين تخشى أن تقتلها حركة «طالبان»، بسبب تعليمها وأسلوبها المتحرر في الحياة، كما كان زوجها الذي يرافقها في رحلة الهرب مستهدفاً، لأنه كان يعمل لدى شركة غربية.

وتقول مارينا سيفيتش من منظمة «أتينا»، ومقرها بلغراد «إننا نرى كل الأمور مثل الصفع، ومراهقات صغيرات حوامل مع أزواج في عمر أجدادهن، والاغتصاب والابتزاز والنبذ والتهديدات، ويمكننا فقط تخمين ما لا نراه من وقائع». ومن المعتاد أن تبقى الشرطة في دول العبور (الترانزيت) خارج مراكز المهاجرين، وبالتالي تقع عمليات العنف من دون عوائق».

لكن ليس بالضرورة أن يؤدي ترك البيت وقطع آلاف الكيلومترات هرباً من مرتكبي العنف إلى تحقيق التحرر، إذ هربت امرأة شابة من أفغانستان سبق تزويجها لرجل أكبر منها سناً

بكثير، اعتاد الإساءة إليها منذ أن كانت في بداية سنوات المراهقة، ووصلت إلى صربيا، لتجد هناك أن أسرتها زوجت أختها الصغرى للرجل نفسه، بهدف تعويضه عن فرارها.

كما أن سيدة إيرانية هربت بمفردها لم تستطع أن تجري عملية إجهاض في بلغراد، على الرغم من أنها أصرت على أنها حملت نتيجة تعرضها للاغتصاب داخل مخيم في اليونان. ووضع مستشفى شروطاً مستحيلة للتدخل في حالتها، مثل طلب وثائق غير متاحة،

وفي النهاية دفعت إحدى منظمات الإغاثة تكاليف إجهاضها في مستشفى خاص.

ولا تلقى طلبات تحسين الأوضاع سوى ردود فعل تتسم بعدم الاكتراث، وحتى المقترحات الملموسة، مثل التماس تحسين التسهيلات، كفصل دورات المياه بين الرجال والنساء، لا تجد أية استجابة.

تويتر