منظمات أميركية غير ربحية تقدم فرصة التدريب

فتيات يتعلمن الترميز في ملجأ للمشردين

صورة

في 17 نوفمبر من عام 2016 قامت مديرة الشباب في منظمة «بروكفيو» الخيرية في ضاحية ميومي بروكز بمدينة بوسطن الأميركية، بجمع 10 فتيات لإدخالهن إلى فصل تعليمي في وقت متأخر من المساء. وكانت الفتيات في طريقهن الى فصل يغطي جدرانه الكثير من الملصقات، التي تبعث على الإلهام، وخلال بضع دقائق وصل معلمهن ستيوارت غيرتن، ليأخذن أول درس رسمي لهن في علم الترميز، لكن هذا الدرس لم يكن في جامعة أو مدرسة ثانوية، وإنما كان في ملجأ للمشردين.

50 دولاراً لتحفيز الانضمام

تقدم منظمة «الفتيات اللواتي يعملن في الترميز» 50 دولاراً شهرياً للفتيات، لتشجيعهن على الانضمام الى برنامج يمتد تسعة أشهر، والذي تقول عنه مديرة برامج الشباب في بروكفيو ميومي بروكز، إنها ترى في ذلك مقارنة بالحصول على أجر مقابل العمل في العالم الواقعي. وعلى الرغم من أن المال الذي تدفعه المنظمة يجذب العديد من الطالبات إلى البرنامج في البداية، فإن ذلك يمكن أن يتغير عندما يدخلن إلى الفصل. وقالت الطفلة باتريشا كورديرو، (15 عاماً): «في الواقع بدأت الذهاب إلى الفصل التعليمي في منظمة فتيات يعملن في الترميز لأن أمي قالت لي إذا لم تحصلي على 50 دولاراً فإني سأقطع خط هاتفك النقال، لذلك وافقت على ذلك، لكني بدأت أعتقد أنه أمر جيد ومفيد.

والعديد من الفتيات في منظمة بروكفيو من المشردات حالياً، وأخريات انتقلن إلى شقق سكنية، في حين تعيش مجموعة في مقر المنظمة الخيرية ذاتها، داخل شقق مخصصة على سطح المبنى. وسواء كان إلهام الفتيات يتمحور حول تعلم علوم الكمبيوتر أو الهندسة، يأمل غيرتن أن تقدم لهن الفصول التعليمية مدخلاً إلى مستقبل أفضل.

ويرى غيرتن أن ثمة توازياً بين الفتيات في الفصل وتجاربه كمعلم ويقول: «ذلك يذكرني عندما بدأت تعلم كيفية الترميز والتشفير، اذ انفتح عالم كبير أمامي، وأنا حقاً أشعر بالفخر كوني أستطيع أن أفتح لهن هذا الباب». وأضاف غيرتن، وهو متطوع يعمل في تسويق البرمجيات: «هؤلاء الفتيات يستطعن تطوير حياتهن، بحيث يصبحن أمثلة يحتذى بها بالنسبة لصديقاتهن اللاتي لم يلتحقن بالبرنامج، وأتمنى أن يكنّ أكثر ذكاء وقدرة على حل المشكلات في مجتمعهن». ويعتقد غيرتن أن «البرمجة هي طريقة لحل المشكلات». ويعد برنامج «الفتيات اللواتي يعملن في الترميز» من المنظمات الوطنية غير الربحية، التي تهدف إلى دفع الفتيات نحو الاطلاع على التقنيات الحديثة وتعليمهن عملية الترميز، أي وضع الشريط المرمز على السلع، وهي تقدم الموارد للمدارس والمكتبات والمراكز المجتمعية في أنحاء الولايات المتحدة كافة، بهدف إيجاد برامج ما بعد الدراسة لتعليم الفتيات كيفية الترميز. وبدأ برنامج تعليم الترميز بـ20 فتاة في نيويورك عام 2012، وسيخدم نحو 40 ألف فتاة في الولايات الخمسين التي تشكل الولايات المتحدة، مع نهاية العام الأكاديمي الحالي.

وينظر إلى برامج مثل «الفتيات اللواتي يتعلمن الترميز» كطريقة مهمة لتعريف الفتيات، خصوصاً ذوات الدخل المحدود والمشردات، بالعلوم والتقنيات الحديثة والهندسة والرياضيات. وتقول الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع في جامعة كارولينا الشمالية مارثا سيسيلاي بوتيا: «الفتيات مهتمات كثيراً بالعلوم، إذا أدركن أنهن قادرات على فهمها».

و22% من الطلبة الذين يدرسون علوم الكمبيوتر هم من البيض، في حين أن نسبة 13% كانت من الملونين، وحتى عام 2013 كان هناك ولايات بأكملها لا تدرس فيها الملونات علوم الكمبيوتر.

وتقول الدكتورة بوتيا إن اهتمام الفتيات ينخفض بالمواد التقنية عندما يكبرن في السن، ويقل تشجيعهن من أقرانهن في المدارس أيضاً. وتتزايد الحواجز في المناطق الفقيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالبرامج المتطورة التي تقدمها المدارس.

وقالت الدكتورة بوتيا: «مدارس المناطق الفقيرة لا تمتلك الفرص لتعليم مثل هذه البرامج المتطورة».

ومن بين المشروعات التي كانت تعمل فيها الفتيات، إنشاء مواقع على شبكة الانترنت مع إنشاء قوائم عمل للفتيات المحبطات من التعليم بسبب السن، ومواقع إعلامية عن موقع بركفيو، يمكن الوصول إليها عن طريق قراءة شريط مرمز مطبوع على قميص، والذي يعلم الفتيات المبتدئات آلية القيام بالترميز، إذ يبدأن التدرب على تغيير شعر الشخص أو عينيه أو ملابسه، قبل الانتقال الى تعلم آلية كتابة المعلومات عن طريق الترميز.

تويتر