المرصد

الشعب الأميركي وأزمة الإعلام المضلِّل

يبدو أن وسائل الإعلام، وعلى الأخص الصحافة، خذلت الأميركيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولأول مرة في التاريخ يجد الأميركيون أنفسهم أمام أزمة إعلامية حقيقية، وأصيب أكثرهم بالدهشة والحيرة في آن معاً، عندما أعلنت وسائل الاعلام فوز المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، على الرغم من أن معظمهم يعتقد أن المرشحة الرئاسية هيلاري كلنتون، هي الأوفر حظاً بالفوز. ويبدو أن الشعب الأميركي تعرض لعملية تضليل من بعض وسائل الإعلام، الذي عكس نتائج استفتاء لم تكن أمينة وصادقة، حيث كانت جميع الأرقام تشير إلى صعود شعبية كلينتون مقابل ترامب.

وربما هذا ما دعا الكثير من الأميركيين الى إطلاق عبارة «الفقاعات الإخبارية» على هذه الظاهرة من التعمية الإعلامية. ويطالب الشعب الاميركي في الوقت الراهن بطيف واسع من الأخبار الامينة، للحصول على فهم دقيق وصحيح لما يجري في البلاد. ويقول أحدهم «لقد اهتزت ثقتي بمصادر الأخبار»، إذ يؤكد أنه كان يعتمد على صحيفة «نيويورك تايمز» للحصول على الاخبار في الماضي، وهي المصدر الذي يعكس وجهة نظر يسار الوسط، ويضيف «كنت أتفاعل بكل ثقة مع مصادر أخباري التي تؤكد فوز هيلاري كلينتون، وكان كل الحديث والجدال يؤكد موت الحزب الجمهوري، وكانت وسائل الاعلام تركز على بيانات ترامب النارية، وفشله الشخصي في كثير من الأمور».

وفي حقيقة الأمر أصيب عدد من الأميركيين، لاسيما الذين ينتمون الى اليسار، بالحيرة، وتساءلوا عن مدى صدقية وسائل إعلام التيار الرئيس الذي ظل يؤكد بكل ثقة أن كلينتون ستصبح الرئيس الخامس والأربعين للبلاد. وفي الوقت ذاته فإن نشر الاخبار الكاذبة والمضللة قد وصل إلى مرحلة وصفها البعض بما يشبه «الأزمة»، فمنذ أغسطس حتى بدء الانتخابات ظلت الأخبار الملفقة والعناوين المضللة تطفو الى السطح، مثل «الأب فرانسيس يهز العالم ويؤيد دونالد ترامب، ويصدر بياناً عن ذلك»، أو «العثور على أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي المتهم بتسريب محتويات بريد هيلاري إلكتروني ميتاً، فيما يبدو أنه انتحار أو اغتيال». واستقطبت مثل هذه الأخبار أكثر من 8.7 ملايين اهتمام أو مشاركة أو تعليق على «فيس بوك»، وفقاً لبعض التحليلات الموثوق بها.

ويمدح أو يمجد 17 موضوعاً من بين الموضوعات الإخبارية العشرين الأكثر تلفيقاً ترامب، أو يحط من قدر كلينتون. وفي الوقت ذاته استقطبت القصص الاخبارية التي تنشرها صحف مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«إن بي سي نيوز» عن الانتخابات، نحو 7.3 ملايين اهتمام وتفاعل.

وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع، أظهر البحث في «غوغل» عن عبارة «العد النهائي لانتخابات 2016»، رابطاً يشتمل على تقرير مزور يقول، إن ترامب حاز على موافقة المجمع الانتخابي وفاز في الانتخابات، في الوقت الذي يتخلف في الحقيقة بأكثر من مليون صوت عن هيلاري في عدد الأصوات.

تويتر