إنترفيو

وزير فرنسي سابق: انسحاب أميركا من حلف الأطلسي سيسبب هلعاً في أوروبا

لاتزال ردود الأفعال تتوالى بعد فوز الملياردير الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويرى وزير الخارجية الفرنسي السابق هيبرت فيدرين، أن أموراً عدة ستتغير، وحان الوقت كي يأخذ الأوروبيون زمام المبادرة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوفيغارو»:

•مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض يتعين على الاتحاد الأوروبي تحديد موقف موحد تجاه الالتزامات الأميركية التي قد يتخلى عنها الرئيس الجديد، أتحدث هنا عن الاتفاق حول التغير المناخي والاتفاق النووي مع إيران، أعتقد أنه يتعين علينا تنفيذهما حتى من دون وجود الأميركيين.

هل هناك خوف في أوروبا من الرئيس الأميركي المنتخب؟

- - أوروبا بالنسبة لدونالد ترامب أو باراك أوباما لا تعد محل الانشغال الأول، لدى الولايات المتحدة العديد من المشكلات حول العالم، ومقارنة بالتهديد الذي تمثله الصين فأوروبا لا تعني شيئاً.

- هل حان الوقت لتعزيز الدفاعات الأوروبية؟

- - هذا هدف بعيد المنال، لا يمكن للأوروبيين الدفاع عن أنفسهم بشكل كامل، وإذا نفذ ترامب ما وعد به - وأنا لا أصدق ذلك - بالانسحاب من الحلف الأطلسي الذي تموله أميركا بنسبة 70%، فسوف تكون أوروبا في حالة هلع.

- ما هو الواجب فعله الآن؟

- - لا يجب على الأوروبيين الانتظار بسلبية، فمع وصول ترامب إلى البيت الأبيض يتعين على الاتحاد الأوروبي وضع تصور واضح وتحديد موقف موحد تجاه الالتزامات الأميركية التي قد يتخلى عنها الرئيس الجديد، أتحدث هنا عن الاتفاق حول التغير المناخي والاتفاق النووي مع إيران، أعتقد أنه يتعين علينا تنفيذهما حتى من دون وجود الأميركيين، حينها ستكون ساعة الحقيقة.

- هل سيتصرف بوتين بحرية في سورية من الآن فصاعداً؟

- - هذه هي الحال بالفعل، لأن فشل الغرب في سورية كان واضحاً، قد يعقد ترامب صفقة مع روسيا في ما يخص سورية، أما في أوكرانيا فالوضع مختلف، وأتساءل عما إن كان «ترامب» سيتخلى عن العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.

- هل يتعين على أوروبا أن تستفيد من انتخاب ترامب للانطلاق مجدداً؟

- - قبل هذه الانتخابات بفترة طويلة بدأت شعوب أوروبية تفقد حماسها للمشروع الأوروبي، نحن بحاجة اليوم إلى نظام أمني ناجح واتفاقية حدود مفتوحة (شنغن) فعالة، كان من الضروري إعادة الشرعية للاتحاد الأوروبي قبل انتخاب ترامب، فقد تعرضت لاستفزاز من بوتين ولنزوح هائل من قبل المهاجرين.

- هل هناك تهديدات «شعبوية» في أوروبا؟

- - قد تبدو ظاهرة «الشعبوية» تافهة، إلا أنها ليست كذلك، فهي رد فعل الشعوب ضد التهميش والازدراء، يجب معرفة أسباب هذه الظاهرة ومحاولة نزع الفتيل، يتعين توفير أجوبة واضحة للمشكلات التي يعانيها الناس وإلا فلننتظر التصرفات المتطرفة.

- كيف يتعين مخاطبة الشعوب إذاً؟

- - بالنسبة لأوروبا، فإن مخاطر الانقسام تعود إلى زمن بعيد، كان هناك اعتقاد بأن العديد من الأوروبيين يخشون ضياع هويتهم مع البدء في إنشاء الاتحاد الأوروبي، لقد كتبت في هذا السياق مقالاً مطولاً بعنوان «أنقذوا أوروبا»، وطالبت بضرورة التصالح بين الشعوب وأوروبا.

- ما دور القادة؟

-- يتعين على زعماء الدول القيام بمبادرة واضحة وإثبات أنهم يصغون لشعوبهم، لا يتعين أن يكون الاتحاد آلة بيروقراطية بل يجب أن يضمن بقاء النموذج الأوروبي قدر الإمكان.

تويتر