عمدة باليرمو: نحن مسؤولون عن الموت الجماعي الذي يحدث في المتوسط

لم تهدأ وتيرة الهجرة غير الشرعية منذ سنوات وارتفع عدد الضحايا الذين يموتون غرقاً في البحر المتوسط، ويعتقد عمدة باليرمو (في جزيرة صقيلية الإيطالية) ليولوكا أورلاندو، أن الأوروبيين لم يقوموا بواجبهم تجاه المهاجرين والبلدان المصدرة لهم. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوموند»:

- كيف تنظرون إلى قضية إدماج المهاجرين في مجتمع مدينة باليرمو؟- - لا يوجد فرق بين المواطنين الذين يعيشون في المدينة سواء كانوا أصليين أم جاؤوا من أماكن أخرى، يجب علينا أن نلغي تصريح الإقامة لأنه يساعد على استغلال القادمين الجدد، لقد أنشأنا «مجلس الثقافة» في باليرمو وهو الأول من نوعه الذي يمثل المهاجرين سياسياً، وأعضاء هذا المجلس يتم انتخابهم بحرية من قبل المهاجرين أنفسهم.

- هل تعتقدون أن أوروبا تفعل ما يجب فعله حيال المهاجرين؟

- - لا، ليس لدينا بديل آخر لاستقبال اللاجئين، يصفني الناس بالجنون لكني أقول لهم «إني أفكر في المستقبل».

- ما الذي ينقص إيطاليا وأوروبا كي تكون عملية استقبال المهاجرين فعالة؟

- - تنقصنا الحركة الطبيعة للهجرة، باليرمو مدينة مهاجرين، يمكن رؤية معالم عربية وفرنسية وإسبانية وغيرها، اليوم أنا أشعر بالعار لأني أوروبي، عندما أرى المصير الذي يواجهه المهاجرون، نحن الأوروبيين مسؤولون عن الموت الجماعي الذي يحدث في البحر الأبيض المتوسط، أحفادنا سيقولون إننا قتلنا آلاف البشر، ولا يمكننا حينها أن ننكر ذلك.

- كيف تنظرون لعملية استقبال اللاجئين في فرنسا؟

- - اليوم، لا يعتقد المهاجرون الجدد أنهم وجدوا مقراً جديداً لهم، وهذا يعني أن هناك مشكلة حقيقية، أعتقد أن الوضع في فرنسا محتقن إلى حد كبير، عندما يتحدث البعض عن باليرمو بسوء وعن عصابات المافيا، أطلب منهم الحديث بالطريقة نفسها عن فرنسا، أوروبا القانون لن تقوم من دون فرنسا، ويتعين على الأخيرة تغيير موقفها تجاه المهاجرين.

- هناك مطالب بالتعاون والتنسيق بين البلدان الأوروبية المضيفة والدول الإفريقية التي يأتي منها المهاجرون، ما رأيك؟

- - بصفتي عمدة لمدينة باليرمو فإن لدي علاقات جيدة مع مسؤولين في بلدان إفريقية، أعتقد أنه يتعين علينا كأوروبيين مساعدة هؤلاء المسؤولين وبلدانهم لإتاحة الفرصة للتنمية والتطوير دون الحاجة للمجيء إلى أوروبا، مشكلة الهجرة لا تقتصر على جزيرة صقيلية، ولكنها تمتد إلى القارة الأوروبية، إنها مشكلة عالمية.