العنف المسلط عليه في تزايد

هيبة المربّي في المدارس تنهار

أثارت حادثة الاعتداء على مربية من قبل تلميذ بواسطة سكين استنكاراً واسعاً من قبل الجميع، وتساؤلات كثيرة حول إقدام التلاميذ على تعنيف المربين، فما الأسباب الخفية لانتشار هذه الظاهرة الخطيرة؟ صحيفة «الشروق» طرحت هذا السؤال على الباحث في علم الاجتماع، الأستاذ طارق بالحاج محمد، فأجاب:

«في تقديرنا، وحسب من سبقونا بالبحث في مثل هذه الموضوعات، لا تقتصر هذه السلوكيات على فضاء المدرسة فقط ولا تقتصر على الممارسات العنيفة، بل يمكن أن تمتد أيضاً إلى فضاءات اجتماعية أخرى وتتخذ أشكالاً وصوراً متعددة، إذ يمكن ملاحظتها في الملاعب الرياضية والمقاهي ووسائل النقل العمومية، وهي في تقديرنا ليست مسألة سلوكية فقط بل هي ظاهرة شديدة الصلة بتغير بعض القيم التربوية والاجتماعية والثقافية لدى الشباب، وتالياً تنعكس على علاقة التلميذ بالمربي».

وأضاف الأستاذ طارق: «يظهر ذلك من خلال عزوف الشباب عن الدراسة وقلة انضباطهم للتشريعات وتقاليد المؤسسات التربوية، وربما يعود ذلك إلى أن الدراسة لديهم لم تعد مسألة مغرية لأنها لا تستجيب لطموحاتهم وتطلعاتهم ذات السقف المرتفع، وفي أحسن الحالات أصبحت علاقتهم بالمعرفة وبالمواد الدراسية علاقة منفعية تقتصر على اعتماد المعلومات المقدمة للنجاح في الامتحان فقط دون استغلالها في الجانب التثقيفي، وتكوين الشخصية». وما نراه من ممارسات عند نهاية الامتحانات في كل ثلاثية، خصوصاً في نهاية السنة الدراسية، يمثل خير دليل على ذلك، فبمجرد الانتهاء من الامتحان في مادة معينة يقع إتلاف كل ما يتعلق بها من كراسات وكتب، كأن الشاب يريد أن يتخلص من «كابوس» يؤرقه، وكأنه أيضاً يقر بانتهاء صلاحية هذه الدروس بمجرد اجتياز الامتحان.

 

تويتر