أزمة جديدة في السجون البريطانية إثر وصول حالات الانتحار مستويات قياسية

وزيرة العدل البريطانية ليز تروس تعتبر إصلاح السجون أهم أولوياتها. رويترز

وصلت معدلات الانتحار في السجون البريطانية إلى حالة يمكن وصفها بـ«الوبائية»، بعد أن بلغت مستويات غير مسبوقة. ويقول الخبراء إن الوضع في سجون النساء أسوأ مما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمن. وخلال 12 شهراً سبقت 16 سبتمبر الماضي، بلغ عدد حالات الانتحار في سجون إنجلترا وويلز 107 حالات، أي ضعف ما كانت عليه الحال عام 2012، عندما كان عدد حالات الانتحار 57 فقط، وسبعة أضعاف تقريباً عما كانت عليه الحال عام 1978، عندما كان 16 حالة، حيث بدأ نظام إحصاء هذه الحالات.

واستخدم المدير التنفيذي لجمعية إصلاح السجون في لندن الخيرية، فرانسيز كروك، مدونته لتسليط الضوء على أن 26 سجيناً انتحروا، منذ أن تقلدت ليز تروس منصب وزارة العدل في يوليو الماضي، أي ما يعادل حالة انتحار كل ثلاثة أيام. وقال كروك، الذي وصف معدلات الانتحار بأنها وصلت إلى حالة «وبائية»، إن الوضع هو الأكثر سوءاً منذ 30 عاماً، حسب معلوماته. وقال كروك «لم أرَ شيئاً كهذا من قبل، لقد كان هناك ما يكفي من الموظفين الخبراء، الذين يدركون متى هي اللحظة التي يصبح شخص ما في حالة سيئة من الاكتئاب، لكنهم لا يملكون الوقت للتحدث مع أي شخص آخر، لكن ذلك تغير الآن». وخلال يوم الأحد الماضي، أصبحت سيلستي كريغ (26 عاماً)، السجينة رقم 19، التي تنتحر هذا العام. وبالنظر إلى أن هذا العام سينتهي بعد شهرين، فإن هذا الرقم يفوق كثيراً ما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمن. وتواجه بقية نظام السجون مشكلات عميقة، حيث تظهر الإحصاءات التي نشرتها وزارة العدل بأن معدل الوفيات في سجون إنجلترا وويلز، والتي تتضمن الانتحارات والأسباب الطبيعية للموت إضافة إلى القتل، قد وصلت إلى حالة وفاة يومياً.

وخلال الأشهر الـ12 التي سبقت يونيو 2016، ارتفع معدل الاعتداءات في سجون الرجال إلى مستوى قياسي بلغ 22 ألفاً و915 حالة، أي بزيادة قدرها 69% خلال ثلاث سنوات فقط. وخلال الفترة ذاتها كان هناك 36 ألفاً و440 حالة «ضرر ذاتي»، أي ما يعادل 100 حالة يومياً. وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي تستعد فيها وزيرة العدل تروس لإلقاء خطابها الأول هذا الأسبوع كوزيرة للعدل، وقد تحدثت الوزيرة مع صحيفة الأبزيرفر عن أن إصلاح السجون يعتبر من أهم أولوياتها، وأنها ملتزمة بجعل السجون أماكن أكثر أمناً.

تويتر