إدمان الكوكاكولا بين سكان المكسيك الأصليين يشكل خطراً على حياتهم

ينتشر السكّري بين السكان بسبب تناول الكوكاكولا. أرشيفية

أصبحت حياة الفلاحين في المكسيك تواجه الخطر، بسبب إدمانهم شرب الكوكاكولا في بلد يعاني أعلى معدل للوفيات في أميركا اللاتينية، بسبب مرض السكري. ويقول الفلاح غوادالوبي سانشيز: «اعتدت على شرب ثلاث زجاجات من الكوكاكولا سعة لتر واحد يومياً، بمجرد استيقاظي من النوم في الصباح، أتناول الزجاجة الأولى مع إفطاري، واستمر في الشرب طوال فترة ما بعد الظهر والمساء».

ويقول إنه كان يشعر بالوهن بعد تناوله هذه الكمية الضخمة من المشروب، وفي بعض الاحيان لا يستطيع ان يذهب للعمل، وعندما يكون الجو حاراً في الحقول يشرب المزيد، ويسترسل قائلاً: «بدأت أشعر بفقدان بصري تدريجياً، وبدأ لساني يتصلب شيئاً فشيئاً».

ويتحدث عن نجاحه في التخلص من هذا الادمان قائلاً: «كان الامر في البدء صعباً جداً، لأن جميع السكان يقدمون لك الكوكاكولا عندما تزورهم في منازلهم، ومن سوء الأدب ان ترفض ما يقدمونه لك، لكنني بدأت اتناول أعشاباً تساعد الشخص على التخلص من الإدمان».

وتوجد زجاجة تتوسط مائدة العشاء في كل منزل من منازل مجموعة مازاهوا العرقية، التي تتكون من السكان الأصليين بمدينة سان خوسيه ديل رينكون.

عندما بلغ سانشيز 47 عاماً وصل مستوى السكر في دمه إلى 200 ملغ /‏‏‏ ديسيلتر، وهذا يعني انه تجاوز تعدّي خط الخطر بمرتين. ويعاني العديد من السكان الوضع نفسه. زارت القرية مجموعة من طلاب التغذية بجامعة مونتيري، التي تعتبر واحداً من أرقى مراكز التعليم العالي في المكسيك، حيث أخذوا عينات دم من السكان المحليين ليكتشفوا أن الصبي خوسيه بولو، البالغ من العمر 18 عاماً، يعاني ارتفاع مستوى الجلوكوز إلى 150 ملغ /‏‏‏ ديسيلتر.

ويقول أستاذ التغذية الذي نظم هذه الزيارة، ياريمي غوتيريز: «إننا نجد مستوى قوي من ارتفاع السكر في الدم، والذي يعتبر انعكاساً صادقاً لاستهلاك كميات كبيرة من المشروبات السكرية والمواد الغذائية المصنعة».

ويعاني السمنة سبعة من بين كل 10 أشخاص في المكسيك، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن المكسيكيين هم الأكثر استهلاكاً للمشروبات الغازية في العالم، حيث يستهلك الشخص 163 لتراً سنوياً من هذه المشروبات.

 

تويتر