الجريمة في ضاحية ويلاوبروك انخفضت بعد أن بلغت مستويات قياسية

الشرطة في شيكاغو تتواصل مع السكان لحل المشكلات الأمــــنية

شرطة شيكاغو تسعى لتحسين الثقة بجهات إنفاذ القانون. أرشيفية

يبدأ قرع الأجراس في التاسعة صباحاً من كل يوم، بانتقال ضباط الشرطة في ضاحية ويلاوبروك بمدينة شيكاغو، إلى حي كورنر يوكيت سيئ السمعة. وقد يضطر أحد عناصر الدورية للصراخ بأعلى صوته، حتى يُسمع من بداخل المنزل، والهدف هو حماية السكان، وتعزيز الإجراءات الأمنية؛ في هذه الأثناء، يتساءل أحدهم إن كان قد حدث شيء في الجوار، أو إن كانت الشرطة تبحث عن شخص ما، فيجيب الضابط، وهو يحمل استمارات وأقلاماً: «نحن نريد فقط رأيك».

تعايش

تعايشت شيكاغو مع العنف منذ عقود طويلة، إلا أن السلطات في المدينة تريد تغيير هذا الوضع، وبات الأهالي ينشدون الأمن. وتطوع العديد من الأشخاص في محاولة لإنجاح الاستراتيجية التي تبنتها الشرطة. ويقوم بعض المتطوعين بدور الوسيط بين الشرطة والسكان الذين لايزالون يترددون في التعاون مع الأجهزة الأمنية. فأنشئت نوادٍ في العديد من الشوارع، ويتم تشجيع السكان على الانضمام إلى هذه النوادي المجتمعية، وتعزيز دورها في حل مشكلات السكان.

وفي محاولة لجمع المعلومات حول الجرائم، وتحسين الثقة بجهات إنفاذ القانون، أرسلت دائرة شرطة لوس أنجلوس أكثر من 100 ضابط ومتطوع إلى ويلاوبروك، الأسبوع الماضي، لاستطلاع آراء السكان حول الأمن وعمل الشرطة هناك. وعلى فريق المهمة أن يتواصل مع 1200 عائلة، وأن يملأ 600 استمارة على الأقل.

ويقول صاموئيل ويليامز (78 عاماً)، بعد أن ملأ الاستمارة «أعتقد أنه شيء رائع»، موضحاً «يجب أن تتغير نظرة الشباب تجاه الشرطة، وأن يعرفوا أنهم (أي عناصر الشرطة) ليسوا أعداءنا». وطرح الضباط والمتطوعون سبعة أسئلة، أهمها ما إن كانوا يشعرون بالأمان عندما يمشون في الشارع ليلاً، إضافة إلى المسألة الأمنية المُلحة التي تواجههم في الجوار. وبإمكان السكان كتابة اسم أي منطقة توجد بها جريمة، ليتم التحقيق فيها من قبل الشرطة.

ويقول النقيب جيفري بيري، الذي أشرف على الاستطلاع، إن عمليات مسح مشابهة أجريت في مقاطعات أخرى، وأظهرت معلومات مهمة عن تهريب المخدرات وجرائم أخرى. ويقول بيري إن معظم الناس في الضواحي لا يتصلون برقم الطوارئ، لأنهم يعتقدون أن الشرطة لن تفعل شيئاً «لكن عندما تدق على أبوابهم، فإن ذلك يعني أن الشرطة تريد أن تعرف ماذا يجري».

أما إليزابيث لوبيز، التي عاشت في حي كورنر يوكيت منذ 29 عاماً، فتقول إنها تراقب الشارع من نافذة في الطابق العلوي، في كثير من الأحيان، ولا تتردد في الاتصال بالشرطة إذا لاحظت نشاطاً مشبوهاً «ومع ذلك يخشى كثير من الناس الاتصال بالشرطة». ويؤكد موظف متقاعد، لم يكشف عن اسمه، أن الوضع تغير كثيراً في الضاحية، إلا أن «العنف لايزال حاضراً».

الجريمة في ويلاوبروك انخفضت، بعد أن بلغت مستويات قياسية، لكن الضاحية لاتزال مكاناً خطراً. ويحيط بمعظم المنازل سياج حديدي عال، وكلاب الحراسة هي القاعدة في هذه الضاحية، وقد حدثت جريمتا قتل الشهر الماضي، ويقول السكان الذين شملهم الاستطلاع إنهم كثيراً ما يسمعون طلقات نارية في الليل. ويقول النقيب كيري كارتر، الذي يقوم بدوريات منتظمة مع زملائه في ويلاوبروك، معلقاً «لا يوجد شك في أن المنطقة أكثر أمناً من السابق»، لكنه لايزال غير مرتاح للمشي ليلاً بمفرده، بسبب عنف العصابات، ويستطرد «هذه منطقة صعبة».

لم تتركز شكاوى السكان على الجرائم بشكل كبير، لكن حول المضايقات العامة، مثل السيارات المسرعة بالقرب من المدرسة الابتدائية، ومشكلة لوس أنجلوس الدائمة المتمثلة في الباعة الجائلين. وأثناء إجراء الاستطلاع، صادف ضباط الشرطة رجلاً يبيع البوظة، وامرأة تقدم الطعام المكسيكي من عربة صغيرة.

ويعلق كارتر على ظاهرة البيع العشوائي بأن الأمر يتعلق بـ«العرض والطلب»، وأشار إلى أنه في الوقت الذي يشتكي فيه البعض من هذا السلوك، يقدم الكثير من الناس على الشراء من الباعة المتجولين. أما ربة المنزل، ماريانا أمار، فتقول إنها متحمسة لملء الاستمارة «أنا مسرورة جداً برؤية عناصر الشرطة في الحي».

تويتر