مهاجرون استغلّوا مصطلح «لم شمل الأسرة» في مخالفة قوانين الهجرة

ترحيل الأمهات من الولايات المتحدة يتسبّب في مأساة إنسانية

شانسيز تزوجت من بولسن بعد شهر من لقائهما. أرشيفية

تُقابل إيما شانسيز زوجها على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل منتظم، لكن وضعهما ليس عادياً، فالحاجز الحدودي يفصل بينهما. لا يمكن للزوجة أن تعيش مع زوجها، مايكل بولسن، وأبنائها الثلاثة في أميركا بسبب ترحيلها إلى المكسيك منذ سنوات. وقد اتبع الزوجان الروتين نفسه لمدة 10 سنوات. وبينما يعيش بولسن وأبناؤه الثلاثة في «فيستا» بولاية كاليفورنيا، تسكن شانسيز في «تيخوانا» على الجانب الآخر من الحدود، منذ 2006، وذلك على الرغم من أن زوجها وأطفالها الثلاثة يحملون الجنسية الأميركية.

ارتفاع عدد المحاكمات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/530673.jpg

ارتفع عدد المحاكمات المتعلقة بدخول البلاد بطريقة غير شرعية بنسبة كبيرة، خلال السنوات العشر الماضية. ويتجاوز عدد هذه المحاكمات جميع الجرائم الأخرى. وينتهي الأمر بعدد كبير من الأشخاص الذين يتعرضون إلى المحاكمة إلى الاحتجاز في سجون مكتظة، لمدة أشهر، قبل أن يرحّلوا. ويواجه المهاجرون الذين يعاودون دخول أميركا بعد أن تعرضوا إلى الترحيل في السابق، بما في ذلك آباء وأمهات الأطفال الأميركيين، إمكانية إعادة إصدار قرار الطرد السابق، وهو إجراء مستعجل قد يتسبب في ترحيلهم على الفور دون المثول أمام قاضي الهجرة في جلسة جديدة، ما لم يثبتوا وجود مخاوف ذات صدقية من العودة إلى بلدانهم الأصلية.

تشكل الحياة «عبر الحدود» جزءاً من النقاش الوطني حول سياسة الهجرة في الولايات المتحدة. ويشير نشطاء الى الكلفة الباهظة لتفكيك العائلات، في حين يقول آخرون إن على الأسر أن تعيش معاً في المكان الذي يكون الآباء فيه في وضع قانوني. في النصف الأول من عام 2014، تم ترحيل 22088 مهاجراً يقيمون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، لدى كل مهاجر من هؤلاء طفل واحد على الأقل من مواليد أميركا، وفقاً لبيانات وكالة الهجرة والجمارك. ويعيش المئات من هؤلاء الآباء والأمهات في تيخوانا، التي لا تبعد كثيراً عن الحدود.

يقول مدير «معهد عبر الحدود» في جامعة سان دييغو، إيف ميد: «وضع العائلات والأطفال والنساء وصل إلى نقطة غير مسبوقة»، موضحاً «تاريخياً، لم تسجل حالات فصل بهذا الشكل». وتشير البيانات إلى وجود نحو خمسة ملايين طفل دون سن الـ18، يعيشون مع أحد الوالدين من المهاجرين يقيم على نحو غير شرعي، في الفترة بين عامي 2009 و2013، وأغلب هؤلاء الأطفال من المواطنين الأميركيين.

ويقول رئيس اتحاد إصلاح قوانين الهجرة الأميركية، دان شتاين، إن مصطلح «لم شمل الأسرة» استغل من قبل «الأشخاص الذين يقررون طواعية مخالفة قوانين الهجرة، وبعدها يقولون إن لديهم الحق في المساعدة والتهرب من عواقب سلوكهم الخاطئ»، مضيفاً «الأمر يتعلق بالناس الذين يريدون حياة أفضل لأبنائهم، وهم على استعداد لمخالفة القوانين للحصول على ما يريدون، وهذا أمر غير مقبول في جميع الأحوال».

وتقر السيدة سانشيز بأنها هاجرت بطريقة غير شرعية إلى الولايات المتحدة، لكنها تقول إن العقوبة التي تلقتها قاسية جداً، واصفة حرمانها من أبنائها وزوجها لمدة 10 سنوات بالسلوك غير الإنساني، «أنا أفهم أني مهاجرة غير قانونية وأنا أعلم أيضاً أني ارتكبت خطأ بمخالفة القانون الأميركي، ولكن أنا لست مجرمة».وكانت الأم المكسيكية قد دخلت الأراضي الأميركية بصورة غير شرعية عام 2000، بعد محاولات متكررة. والتقت بولسن، الذي كان يعمل ميكانيكياً، في مدينة «فيستا» بعد وقت قصير من وصولها. ولم يكن بولسن يعرف الإسبانية، ما دفعه للاستعانة بمترجم للتواصل مع سانشيز، وتزوج الاثنان بعد شهر واحد فقط من لقائهما.

وعندما تقدمت بطلب تعديل وضعها لدى القنصلية الأميركية في «سيداد خواريز»، قيل لها إنها ممنوعة من دخول الولايات المتحدة لمدة 10 سنوات، على الرغم من أن زوجها أميركي وجندي سابق في قوات البحرية.

وبموجب قانون الهجرة، يتعين على مقدم طلب تعديل الوضع، العودة إلى بلده الأصلي. ولكن القانون نفسه يعاقب من يعيش في الولايات المتحدة دون الحصول على إذن، بالمنع التلقائي من الدخول لثلاث سنوات على الأقل، وأحياناً تصل المدة إلى 10 سنوات.

تويتر