إنترفيو

ديفيد مارش: أخطار بريكست على بريطانيا أقل من بقية دول أوروبا

تحدّث الخبير المالي البريطاني ديفيد مارش عن تداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال في مقابلة مع مجلة «ديرشبيغل» الألمانية إنه يعتقد أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون ضرره على بريطانيا أقل من بقية الدول الأوروبية. وفي ما يلي المقابلة:

■ بعد مرور خمسة أسابيع على استفتاء انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، توقع العديد من المراقبين حدوث انهيار اقتصادي في بريطانيا، ولكن حتى الآن لم يحدث شيء، هل كانت تلك المخاوف مبالغاً فيها؟

■■ مارش: أعتقد ذلك، ولدينا الآن مرحلة من انعدام اليقين، كما أن الشركات قللت من استثماراتها، ولكن بعد 20 عاماً على وجود بريطانيا في الاتحاد من غير المرجح القول إن هذا الاستفتاء أدى إلى نتيجة كارثية، بل ربما يقدم العديد من الفرص.

■ديرشبيغل: ماذا تقصد بذلك؟

• نريد التوصل إلى حل وسط بين توقعاتنا وما يريده الاتحاد الأوروبي؛ إذ إننا سنبقى ندفع في ميزانية الاتحاد الأوروبي ولكن أقل بكثير من السابق.

■■ مارش: لقد انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني، الأمر الذي يساعد الصادرات، إذ إن المنتجات البريطانية ستكون أقل ثمناً في الخارج، وهذا الأمر يجذب المستثمرين الأجانب.

■ شبيغل: ولكن هذا الانقلاب هو آخر ما كان يتمناه المنادون بخروج بريطانيا من أوروبا، أي أن يصبح الأغراب من يتحكمون في اقتصاد بريطانيا.

■■ مارش: كتب الكاتب البريطاني أوسكار وايلد ذات مرة أن الناس يعرفون سعر كل شيء، ولا يعرفون قيمة أي شيء، إذ انه ليس هناك شيء خاص بالنسبة للبريطانيين إذا كان كل شيء معروضاً للبيع، وليس لدينا الحساسية الكبيرة إزاء هذا الموضوع، كما هي الحال لدى الألمان.

شبيغل: ولكن المصارف يمكن أن تخسر جواز السفر الضروري لتوزيع منتجاتها في أوروبا.

مارش: المصارف الكبيرة لها قواعدها الآن في فرانكفورت ودبلن وباريس، ويمكن استخدام هذه المراكز التي لا تتطلب كثيراً من الجهود.

■ شبيغل: من الممكن أن تعمل السلطات المالية في أوروبا على سحب أعمالها من لندن.

■■ مارش: سيكون ذلك نكسة لمدينة لندن، ولكننا نتوقع أن يكون هناك نحو عامين ونصف العام قبل مغادرة بريطانيا لأوروبا، وخلال ذلك ربما يحدث الكثير.

■ شبيغل: المملكة المتحدة تبحث عن نموذج لنفسها ما بعد الانسحاب من أوروبا، فكيف سيبدو هذا النموذج؟

■■ مارش: بالتاكيد إنه ليس كالنموذج السويسري او الألباني أو الغريناندي، اذ إنه يجب أن يكون نموذجاً بريطانياً، وثمة نزعة في ألمانيا إلى التفكير في أن البريطانيين يريدون دوماً معاملة خاصة، وهذا صحيح، نريد معاملة خاصة.

■ شبيغل: وما هذه المعاملة الخاصة؟

■■ مارش: نريد التوصل إلى حل وسط بين توقعاتنا وما يريده الاتحاد الأوروبي، اذ إننا سنبقى ندفع في ميزانية الاتحاد الاوروبي، ولكن أقل بكثير من السابق، وسنسيطر على الهجرة بصورة أكبر، وعلينا الحفاظ على مدخل إلى السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.

■ شبيغل: هل تعتقد أن أوروبا ستسمح لكم بذلك؟ وإذا سمحت فإن نقاد الاتحاد الاوروبي في هولندا والنمسا سيحاولون تقليد النموذج البريطاني، ومن ثم يغادرون الاتحاد الأوروبي.

■■ مارش: هذا صحيح، اذ إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يكون سخياً جداً إزاء بريطانيا، ومن الناحية الأخرى فإن الوقت إلى جانبنا، بريطانيا لن تجري انتخابات عامة قبل عام 2020، في حين أن الألمان والهولنديين والفرنسيين سيقومون بذلك في العام المقبل، ورئيسة الحكومة تيريزا ماي لديها الوقت لتطوير الموقف البريطاني في أوروبا.

■ شبيغل: ثمة تشابه بين رئيسة الوزراء البريطانية ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكان ذلك جلياً خلال زيارة ماي لميركل في 20 يوليو الماضي في برلين، إنهما في العمر ذاته تقريباً، والأصل ذاته أيضاً، كما أنهما متشابهتان في انتهاج أسلوب الواقعية، هل من الممكن أن يساعد ذلك على المفاوضات البريطانية؟

■■ مارش: ثمة كيمياء جيدة بين الزعيمتين، بيد أن المستشارة تواجه المهمة الأصعب، إذ إنه ليس لديها متسع كبير للمناورة في مواجهتها للأزمات الاقتصادية الأوروبية، مثل قضايا الديون في اليونان، والأزمة المصرفية في إيطاليا، والسياسة النقدية في مصرف أوروبا المركزي.

تويتر