• المرصد

وسائل الإعلام الاجتماعية تفضح إسرائيل وقادتها

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً متعدد الأوجه لدى القادة الإسرائيليين والسلطات الإسرائيلية على السواء، فمن ناحية تستخدمه الشرطة لتتصيد به الناشطين الفلسطينيين، إذ تتبع الشرطة حسابات المستخدمين الفلسطينيين على «فيس بوك»، وتستخدم أسماء وهمية لتعقد معهم صداقات في هذا الفضاء الافتراضي، وترصد ما يكتبونه، لتتخذ منه دليلاً أمام المحاكم لإدانتهم.

ومن ناحية، تتصفح الشرطة حسابات بعض المواطنين الفلسطينيين العاديين لتلقي القبض عليهم بمجرد الاشتباه في ما يكتبونه. العام الماضي دهمت الشرطة منزل الفتاة الفلسطينية تمارا أبولبن، البالغة من العمر 15 عاماً، واعتقلتها ليس لسبب إلا أنها حدّثت وضعها في «فيس بوك» بعبارة «سامحوني». وفي جميع أنحاء العالم فإن مثل هذه العبارة التي تسعى فتاة في هذا العمر من خلالها للحصول على مزيد من «الإعجاب» من المستخدمين، لا ترقى لتصبح إدانة صريحة، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن القانون نفسه لا يحاسب الأشخاص على نواياهم، ولكن إن كنت فلسطينياً نشأت وترعرعت في الأراضي المحتلة، فإن أي عبارة تكتبها على «فيس بوك»، وإن كانت تحمل معاناة شخصية، تصبح قرينة لاعتقال كاتبها، وفسرت السلطات الإسرائيلية العبارة بأنها تعبير عن نية كاتبها لتنفيذ أعمال عنف. وتعد قصة الفتاة تمارا واحدة من بين الكثير من القصص المماثلة التي يتعرض كاتبوها بشكل متزايد للمضايقات والاعتقال.

ومن ناحية أخرى، درج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استخدام أفلام الفيديو ليبثها في الشبكات الاجتماعية، ليس لغرض سوى الدعاية لنفسه، وليظهر بأنه زعيم يسعى للتصالح مع الفلسطينيين، ويعتذر لهم عن أخطاء الماضي، ويدعوهم «للمشاركة في بناء إسرائيل»، فإذا كانت السلطات الاسرائيلية تستخدم الإعلام الاجتماعي لتتبع الناشطين، ويستخدم زعماؤها الإعلام نفسه للترويج والدعاية لأنفسهم ولأحزابهم، فإن الاعلام الاجتماعي نفسه يفضح ممارسات هؤلاء القادة وهذه السلطات. الأسبوع الماضي رصد فيلم فيديو بثته إحدى مجموعات السلام، أحد الجنود الاسرائيليين في الخليل وهو ينهر طفلة فلسطينية تبلغ من العمر ثمانية أعوام، تقلها دراجة، وظل يطاردها الى أن تركت دراجتها وهربت بجلدها من الجندي المدجج بالسلاح، فاقترب الجندي من الدراجة ليحطمها برجليه ويقذفها في الدغل، وسجل تلك الواقعة مجموعة حقوق الإنسان الإسرائيلية «بيتسليم»؛ حيث رصدت الكاميرا الجندي وهو يطارد الطفلة أثناء لعبها في الطريق مع أشقائها، وبدت مرعوبة وهي تصرخ أثناء هروبها من الجندي الذي كان ممسكاً بسلاحه. وصرحت والدة الفتاة بأن ابنتها منذ تلك الحادثة تشعر بالخوف ولا تريد أن تغادر المنزل.

إعداد: عوض خيري

تويتر