الأزمة الاقتصادية سبب رئيس في تراجع الإنجاب

الوفيات يتجاوزون المواليد للمرة الأولى في إسبانيا

صورة

لاحظت الجهات المسؤولة عن الإحصاء السكاني، في إسبانيا، أن معدل الوفيات يتجاوز معدل المواليد للمرة الأولى منذ 75 عاماً، وأن هذا الاتجاه في تصاعد مستمر. ويعكس هذا الاتجاه المتاعب التي تواجهها الحكومة الإسبانية، بشأن انكماش القوى العاملة، وازدياد الإنفاق على نظام التأمين الاجتماعي. وتشير الإحصاءات أيضاً إلى أن معدل المواليد انخفض مرة أخرى عام 2015، بينما تجاوز عدد الوفيات عدد المواليد في العام نفسه، بما وصل إلى 2753 حالة، وفقاً لمركز الدراسات الديموغرافية.

ويتوقع أن يحتل سكان البلاد، البالغ تعدادهم في الوقت الراهن 46 مليون نسمة، المرتبة الرابعة في قائمة الشعوب الأكثر شيخوخة في العالم بحلول عام 2030، بمعدل 50.1 عاماً للفرد، وفقاً للأمم المتحدة.

وتشير دراسة، نشرها المعهد الوطني للإحصاء، إلى أن عدد النساء في سن الإنجاب قد انخفض أيضاً. وتراجع معدل الولادات بنسبة 19.4٪ منذ عام 2008، عندما شهدت البلاد أكبر انخفاض في المواليد منذ ثلاثة عقود. كما أن الرقم الحالي للمواليد البالغ قدره 419 ألفاً و109 طفلاً، هو الأدنى منذ عام 2002، ويقل بنسبة 2٪ عن العام السابق.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت الوفيات العام الماضي لتصل إلى 422 ألفاً و276 حالة، بزيادة 6.7٪ عما كانت عليه الحال في عام 2014، ما يجعلها المرة الأولى منذ عام 1941، التي تتجاوز فيها الوفيات معدل المواليد.

ويشير الباحث بجامعة برشلونة، باو ميرت، إلى أن معدل الوفيات سيتصاعد أكثر في السنوات القليلة المقبلة مع زيادة عدد السكان المسنين، وسيصل إلى ذروته عندما يصل جيل طفرة المواليد إلى سن الوفاة. وللتعويض عن عدد الوفيات يجب أن تكون هناك زيادة في المواليد، على الرغم من أن ميرت يقول إنه من المستحيل العودة إلى معدل بداية القرن العشرين، عندما كانت المرأة الواحدة تنجب ما بين ثلاثة إلى خمسة أطفال، بسبب اتساع الجزء العلوي من قمة الهرم السكاني.

وارتفع متوسط العمر لإنجاب الأطفال من 28.2 في 1981 إلى 31.9 في عام 2015. ومن بين إجمالي عدد المواليد العام الماضي، فإن 74 ألفاً و849 طفلاً، أو 17.8٪، ولدوا من أمهات أجنبيات، وهذه المجموعة لديها في المتوسط 1.65 طفل، مقارنة بالأمهات الإسبانيات اللاتي لدى كل واحدة منهن 1.28 طفل. ومن الملاحظ أن عدد السكان ارتفع في سبع مناطق في إسبانيا، لكنه انخفض بالمقابل في 10 أخرى من البلاد. دون الأخذ بعين الاعتبار اتجاهات الهجرة، إذ شهدت منطقة مدريد زيادة وصلت إلى (17912)، والاندلس (8546)، وكاتالونيا (5092)، ومورسيا (4817)، وجزر البليار (2174)، وجزر الكناري (1067)، ومليلية (995)، وسبتة (597) (المغربيتان)، ونافارا (338). وفي الوقت نفسه شهدت مناطق أخرى أكبر انكماش في عدد السكان، هي غاليسيا (-12269)، وقشتالة وليون (-11883)، وأستورياس (-7089). وانخفض عدد المواليد في جميع أنحاء إسبانيا، حيث تركزت أكبر نسبة لهذه الانخفاضات في سبتة (-9.1٪)، ومليلية (-6.6٪)، وكانتابريا (-4.3٪) ولاريوخا (-3.5٪). وزادت نسبة الوفيات أيضاً في جميع أنحاء البلاد باستثناء سبتة، حيث انخفض العدد فيها بنسبة 2.6٪. وحدثت أكبر نسبة من الوفيات في مدريد (8.6٪)، والاندلس (8.5٪) وقشتالة - لامانشا (8.2٪).

وتشير تحليلات المعهد الوطني للإحصاء في عام 2015 أيضاً، إلى أن الرجال الذين بلغوا سن الـ65 في عام 2015، من المتوقع أن يعيشوا 18.8 سنة أكثر، في حين من المتوقع أن تعيش النساء اللاتي بلغن السن نفسها في العام نفسه 22.7 عاماً أكثر. ومع ذلك فقد انخفض العمر المتوقع بنسبة 2/‏‏10 عن العام السابق، ووصل الآن لمعدل 82.7 عاماً، حيث من المتوقع أن يعمر الرجال 79.9 عاماً، والنساء 85.4 عاماً.

وتعيش إسبانيا أزمة مالية خانقة، الأمر الذي دفع الأعداد الكبيرة من العاطلين إلى السفر للخارج، للحصول على فرص وظيفية أفضل، وشجع العائلات على تخفيض عدد مواليدها، ولكل ذلك تأتي إسبانيا في المرتبة العاشرة، بين الدول التي بها أكبر معدل سكان تبلغ أعمارهم 43 عاماً.

تويتر