المرصد

سياسيون غربيون يتعرّضون للإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

لأن الإنترنت فضاء واسع يمكن التحرك فيه بحرية، يجد البعض فيها وسيلة للسخرية من الآخرين والإساءة إليهم.

ومثلها مثل الأشخاص العاديين، لم تسلم الشخصيات العامة والسياسيون، في البلدان الغربية، من الإساءات، لتتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة للشتم والقذف والتحرش أحياناً، ففي أميركا، تعرض المرشحون للرئاسة، للإساءة بكل أشكالها، من مستخدمي «تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما من الوسائل. واللافت للانتباه، تلقي المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون وابلاً من الكلمات النابية والتعابير غير اللائقة، أكثر بكثير مما تلقاه منافسها في نفس الحزب بيرني ساندرز.

وبعد أن أصبحت الإساءة تطال سياسيين، طالب مسؤولون وإعلاميون بضرورة «تنظيف» الشبكة العنكبوتية من هذه الشوائب. وأشارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة ماكس كيلسن الأسترالية، إلى التمييز بين الجنسين، في هذا الإطار، وتعرض النساء لحملات تشويه وإساءة أكثر من الرجال، ففي أستراليا، تعرضت رئيسة الوزراء السابقة، جوليا جيرالد لإساءة أكثر مرتين مقارنة برئيس الوزراء كيفن رود.

وخلال الأشهر الستة الماضية، رصدت مواقع متخصصة تزايد «عدم التسامح» إزاء الشخصيات العامة، بما في ذلك مسؤولون على قمة السلطة. ومع أن هذه الظاهرة ليست موجهة للنساء، إلا أن الدراسة أظهرت أن السياسيات هن الأكثر استهدافاً من قبل أشخاص يستخدمون أحياناً أسماء مستعارة من أجل السبّ والقذف والتحرش.

وتلقت كلينتون نحو 90 ألف إساءة عبر «تويتر»، خلال الأسابيع الماضية، وزادت الإساءات في الآونة الأخيرة، بعد أن بات ترشيحها أمراً مؤكداً. وعلى الرغم من وسائل تصفية التغريدات غير اللائقة استقبل حساب كلينتون كماً هائلاً من الإساءات. في حين كانت الجمهورية كارلي فيورينا، الأسوأ حظاً، في الحملة الانتخابية الأميركية، إذ تعرضت إلى حملة غير مسبوقة من قبل منتقديها على «تويتر» و«فيس بوك» وطغى التمييز على هذه الحملة.

في المقابل، تبدو الدعوة إلى تنظيف الشبكة العنكبوتية، غير واقعية وتتعارض مع مبادئ حرية التعبير في الغرب. والسياسي في الولايات المتحدة أو أوروبا، يتوقع دائماً ردود فعل غاضبة أو خارجة على المألوف. ويشبه البعض استخدام الإنترنت بركوب البحر بقارب صغير، فالأخير مملوء بالمفاجآت، ولا يخلو من مخاطر.

تويتر