المرصد

رجل الدين اليهودي و«فوكس نيوز»

كان رجل الدين اليهودي مايكل ليرنر متعاطفاً تماماً مع المسلمين، ويرفض الطريقة التي يتم معاملتهم وفقها في أميركا، وفي شتى أنحاء العالم، وذلك خلال حديثه في مراسم دفن أسطورة الملاكمة الراحل محمد علي، قبل أيام، حيث حضر هذه المراسم عدد من الشخصيات السياسية والمشاهير من محبي هذا الرجل الذي تميز عن بقية الرياضيين.

ولكن بينما كان ليرنر، وهو رئيس تحرير مجلة تيكون التقدمية، يتحدث ويطلب من العالم أن يكون أكثر عقلانية وانصافاً في تعامله مع المسلمين، كانت هناك محطة تلفزيونية شهيرة لم تعجبها أقوال الرجل، فعمدت إلى بث إعلانات تجارية خلال حديث ليرنر عن التسامح مع المسلمين.

ومن المفروض أن تقوم وسائل الإعلام بنقل الحقائق كما هي على الواقع، وهي الخدمة الحضارية التي تقدمها للمجتمع، ولكن «فوكس نيوز» تفضل نقل ما يتناسب مع مبادئها وسياستها، التي على ما يبدو انها ضد كل قضايا العرب والمسلمين. ورجل الدين اليهودي التقدمي كان منطقياً في مطلبه من العالم، حيث إنه لم يكن يطالب بإعادة فلسطين إلى أصحابها، بل أقل من ذلك بكثير، فقط التعامل مع المسلمين بصورة جيدة، وعدم اعتبارهم جميعاً إرهابيين ومتطرفين وقتلة.

ولكن حتى ذلك لم يعجب «فوكس نيوز» التي يصل بها الحد أحياناً إلى قلب الحقائق من أجل إطلاق شائعات ضد العرب والمسلمين.

ويبدو أن الأمر الذي زاد في حنق «فوكس نيوز» ومالكها اليهودي روبرت مردوخ، أن ليرنر قال خلال تأبين محمد علي إنه جاء إلى هذا المكان كممثل لليهود الأميركيين، وأن اليهود لعبوا دوراً مهماً في التضامن مع كفاح الاميركيين من أصول إفريقية للحصول على حقوقهم المدنية، وأن اليهود الآن يقفون إلى جانب الجاليات الإسلامية في شتى أنحاء العالم. وأكد ليرنر خلال الكلمة التي ألقاها أنه لن يتسامح مع السياسيين، أو أي شخص آخر يتحامل على المسلمين ويلقي عليهم اللوم بسبب حفنة من المتطرفين والقتلة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها «فوكس نيوز» بمثل هذه المواقف الفجة في تهجّمها العنصري ضد المسلمين، فهناك الكثير من مثل هذه المواقف، منها عندما دعا المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية دونالد ترامب إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، حيث ظهرت إحدى مذيعات «فوكس نيوز» على الهواء تؤيد ما طرحه ترامب، بل إنها وجهت نقداً لاذعاً للرئيس الاميركي باراك أوباما، لأنه يتسامح مع المسلمين.

 

تويتر