إنترفيو

خبير فرنسي: تونس تعيش عزلة في غياب أفق سياسي واقتصادي

صورة

تواجه تونس موجة عنف جديدة، هذه الأيام، ويبدو أن آمال التغيير الكبيرة قد اصطدمت بعراقيل سياسية واقتصادية عدة. ويرى الخبير والباحث في معهد «بلاد المغرب الحديث» بجامعة «باريس دوفين»، جيروم أورتو، أنه لا يمكن لتونس أن تستعيد عافيتها إلا بتوفر مشروع سياسي واضح. ويعتقد أن ما يحدث في تونس سبق أن عاشته بلدان في شرق أوروبا. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي جرته معه مجلة «جون أفريك» الأسبوعية:

■تمكنت دول مثل بولونيا وهنغاريا والتشيك من الانتقال الديمقراطي، عقب سقوط جدار برلين، واندمجت في الاتحاد الأوروبي في ما بعد، هل يمكن مقارنة بولونيا بتونس؟

■■المقارنة قد لا تكون في محلها، في تونس تم إسقاط النظام بطريقة عنيفة، مثل رومانيا، بينما حصل الانتقال السياسي في بلدان شرق أوربا الأخرى بهدوء وسلاسة. في 1989، وجد الجنرال ياروزلسكي نفسه مضطراً إلى إجراء انتخابات حرة نسبياً، وتقاسم السلطة مع نقابة العمال، وهي القوة السياسية الفاعلة في بولونيا آنذاك. أما بالنسبة لتونس، فهي لم تشهد سوى تحول سياسي، لكن في ظروف محلية وإقليمية مختلفة تماماً، ووضع غير مستقر.

■هل عاشت بلدان شرق أوروبا التجربة نفسها التي تخوضها تونس منذ خمس سنوات؟

■■الوضع في تونس يشبه تماماً ما حدث في أوروبا الشرقية، في بولونيا نسبة الانتخابات التي أجريت في 1989 وصلت إلى 62%، لكنها انخفضت بشكل كبير في الانتخابات التالية، والأمر ينطبق على البلدان الشرقية الأخرى. وهكذا هو حال تونس، تراجع إقبال الشباب على صناديق الانتخاب إلى النصف تقريباً.

■يبدو أن عجلة التغيير في تونس تعود إلى نقطة البداية في كل مرة..

■■لقد نجحت بلدان أوروبا الشرقية، في ما يبدو، لأنها اعتمدت على النمو الاقتصادي. فالسياسة كانت بمثابة المقطورة التي سحبت الاقتصاد؛ الأمر الذي لا نجده في تونس حتى الآن. لقد انشغل السياسيون بأمور أخرى، ولم يحاولوا تغيير الواقع الاقتصادي الصعب لملايين الناس.

■باختصار، لا توجد هناك آفاق في تونس؟

■■نعم، لا يوجد هدف واضح لدى النخبة ولا مشروع، كما نلاحظ غياب أفق سياسي واجتماعي واقتصادي متكامل. هذا الخلل هو سبب السخط الذي نراه في تونس. يعتقد كثير من التونسيين أنهم يتحركون من دون بوصلة. المعادلة السياسية والاجتماعية معقدة للغاية. تونس الديمقراطية معزولة بشكل رهيب. لا يوجد شيء تتمسك به، فالاتحاد الأوروبي ليس لديه النية في التوسع جنوباً. في بلاد المغرب تعاني الحكومات من انسداد سياسي، وفي المشرق تعم الفوضى العديد من البلدان. وتونس تعاني الأمرّين. كيف يمكن لبلد صغير مثل تونس أن يتغلب على المصاعب الاقتصادية إذا تركناه بمفرده.

تويتر