كوشنير: فرنسا لا تستقبل ما يكفي من اللاجئين

يقترح وزير الخارجية الفرنسية السابق برنار كوشنير إنشاء مراكز استقبال تحت إشراف الاتحاد الأوروبي، لاستقبال اللاجئين إلى فرنسا والبلدان الأوروبية بطريقة تحفظ لهم كرامتهم. ودعا المسؤول الفرنسي السابق إلى مشاركة عادلة من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي لتحمل عبء اللاجئين، وفي ما يلي مقتطفات من الحوار:

■ كيف كان رد فعلكم عندما رأيتم صورة الطفل الغريق إيلان؟

■■ أن يتفاعل الناس مع هذه الصورة فهذا أمر جيد، إنها بمثابة الصعقة الكهربائية بالنسبة للرأي العام، لأن الأمر يتعلق بطفل في الثالثة من العمر. ولكن اللاجئين يتعرضون للغرق منذ ثلاث سنوات.. هذا ليس اكتشافاً!

■ اقترح الرئيس فرانسوا هولاند، أخيراً، على الاتحاد الأوروبي آلية ملزمة ودائمة لاستقبال اللاجئين. هذا شيء جيد أليس كذلك؟

■■ نعم، لكن ذلك تطلب ثلاث سنوات، لتتم مطالبة القادة الأوروبيين باحترام الحصص المحددة من المهاجرين. نحن نخسر الوقت في كل مرة، يجب التذكير أيضاً بأن المبادرة الفرنسية الألمانية جاءت بعد جهود بذلها جيراننا الأوروبيون.

■ هل فعلت فرنسا ما تستطيع حتى الآن؟

■■ لا، على الإطلاق، نحن لا نرحب بما يكفي من المهاجرين، وفرنسا لا تحترم تقاليد الضيافة الخاصة بها، لكننا نفهم أن هذه مشكلة عالمية، مع وجود تعارض بين العالم الفقير والغني، وهذه المرة توجد أوروبا في الخط الأول. وعلاوة على ذلك يجب ألا ننسى أن عدد اللاجئين السياسيين، في الوقت الراهن، كبير. وهؤلاء لهم الحق في أن نستقبلهم لأنهم لا يستطيعون العودة إلى ديارهم، لاسيما إلى سورية. وقعنا على اتفاقية جنيف، وعلينا واجب حمايتهم، أما المهاجرون لأسباب اقتصادية فهذا شيء آخر، نحن لا نقول إننا سوف نرحب بهم جميعاً.

■ حسناً.. لكن كيف يتم فرزهم؟

■■ يجب علينا إنشاء مراكز استقبال بإشراف الاتحاد الأوروبي، وليس معسكرات اعتقال، إذا كان ذلك ممكناً في جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية فهو أفضل، وإلا ففي أي مكان آخر من أوروبا. بعد ذلك وبالتنسيق مع قوارب الإنقاذ، والتي آمل أن تكون أكثر عدداً، سوف نتمكن من نقل هؤلاء اللاجئين إلى هذه المراكز حيث ستتم معاملتهم بإنسانية. هذا هو المكان الذي سوف يتم فيه الفرز، لكن يجب ألا يتحمل الإيطاليون واليونانيون وحدهم هذا العبء، يجب أن تكون هناك عملية استقبال أوروبية.

■ ماذا سنفعل بهؤلاء القادمين الجدد لاحقاً؟

■■ سنرى.. لكن لن نتركهم يموتون في البحر، يجب تحديد حصة كل بلد أوروبي، وفقاً لعدد سكانه ووضعه الاقتصادي.