يبحثون عن التجارب الروحانية

اليابانيون من أقلّ الشعوب تديناً في العالم

عدد من اليابانيين يزورون أحد الأضرحة في طوكيو. أرشيفية

ربما يقوم الياباني ياسونوري ويدي بزيارة ضريح «إي سي غراند» كل صيف، طلباً للصحة والأمان له ولعائلته، لكن ذلك لا يعني أنه متدين، فهو يقول: «زيارة الضريح من أجل الصلاة، تختلف عن كون المرء متديناً». وهو يواصل المشي على طول الطريق المفروش بالحصى، والذي يؤدي إلى الضريح، الذي يعتبر أكثر البقاع قدسية بالنسبة للديانة الأصلية في اليابان، المعروفة باسم «شينتو». ويضيف: «هذه الزيارة ليست لها علاقة بالدين، إذ إن معظم اليابانيين، بما فيهم أنا، لا يخطر على بالهم ما إذا كانوا متدينين ام لا».

إحصائية

في إحصائية نشرتها هذا العام مؤسسة غالوب الدولية، وشركة «أبحاث السوق المستقلة عبر العالم» على شبكة الإنترنت، كشفت أن اليابان من أقل الدول تديناً في العالم. وقال 66%، من الذين شملتهم الإحصائية، إنهم يعرفون أنفسهم بأنهم إما غير دينيين أو أنهم ملحدون، الأمر الذي وضع اليابان خلف الصين وهونغ كونغ من جهة قلة التدين في آسيا.

وهذا الحديث يمثل اللازمة المتكررة، عند زيارة نحو 80 ألف ضريح ومعبد، توجد في اليابان، ومع ذلك فإن الروحانية الغريزية التي تتحلى بها الحياة اليومية، يمكن مشاهدتها عبر أنحاء الدولة، بدءاً من الأضرحة الصغيرة، الواقعة خلف الشوارع اليابانية المزدحمة، وصولاً إلى الأراضي المقدسة التي تنتشر في الشوارع الريفية الجانبية.

وفي إحصائية نشرتها هذا العام مؤسسة غالوب الدولية، وشركة «أبحاث السوق المستقلة عبر العالم» على شبكة الإنترنت، كشفت أن اليابان من أقل الدول تديناً في العالم، فقال 66% من الذين شملهم الاستطلاع، إنهم يعرفون أنفسهم بأنهم إما غير دينيين، أو أنهم ملحدون، الأمر الذي وضع اليابان خلف الصين وهونغ كونغ، من جهة قلة التدين في آسيا.

ومع ذلك، فإن المعتقدات الدينية والطقوس، لطالما كانت جزءاً من الحياة اليومية، إذ إن المقدس لا ينفصل أبداً عن العلماني. ومع ذلك فإن اليابانيين، وبصورة نمطية، لا يدعون أنفسهم بأنهم متدينون، حسب ما يقول الخبير في علم اجتماع التدين في جامعة هوكايدو، ريسوكي أوكاماتو، الذي يضيف أنه على الرغم من أن دور الدين في الحياة اليومية ينحدر باستمرار، إلا أن اليابانيين يصبون بصورة متزايدة إلى أي نوع من التجارب الروحية، عن طريق زيارة المواقع المقدسة، سواء البوذيين أو شينتو.

وتشير الألواح المكتوبة بخط اليد المعلقة خارج ضريح ميجي، وهو ضريح مخصص لديانة الشينتو في طوكيو، ومكرس للإمبراطور ميجي، عن سبب الاهتمام بالروحانيات. وفي الصباح المبكر من أحد أيام أغسطس، يخلطون الصلوات من أجل الشفاء السريع من المرض، والبحث عن العمل، والحصول على تذاكر لحضور حفلات موسيقية لفرقة أراشي، وهي لصبي مشهور في اليابان.

وكانت الأمنية الاولى لليابانية إيكو كوماتا، في ذلك الصباح، هي أن تلد ابنتها الحامل. وتقول كوماتا وزوجها توميو الذي يقف إلى جانبها «إنها ستلد في ديسمبر المقبل، وأن تقوم بخير من هذه الولادة، هي أولويتنا الأهم»، وانتقلت كوماتا إلى طوكيو عام 2011، بعد الزلزال الذي وقع في فوكوشيما، ونجمت عنه كارثة نووية، أجبرت الكثيرين على مغادرة منازلهم. ومنذ ذلك الحين فإنهم يزورون ميجي كل شهر تقريبا.

وكان اهتمام اليابانيين أمثال كوماتا، بالعودة إلى التقاليد الدينية، جلياً تماماً في اليابان خلال شهر أغسطس. وكان يدفع سكان المدن إلى العودة إلى قراهم الريفية للاحتفال بمهرجان بوذا، عندما يجتمع أفراد الأسرة حول قبور القرية التي تضم أحباءهم، كما أنه دفع أرامل الحرب إلى زيارة ضريح ياسوكوني، وهو ضريح لضحايا الحرب الذين قتلوا في وسط طوكيو في 15 أغسطس، خلال الذكرى المئوية السبعين للحرب العالمية الثانية.

ويتسابق طلاب المدارس، بينما السنة الدراسية في بدايتها، على زيارة ضريح ميجي في وسط طوكيو، من أجل الحظ الطيب وتحقيق إنجازات جيدة في المدرسة. ويزور ضريح ميجي ومعبد «سينس جي» في طوكيو، نحو ثلاثة ملايين شخص في أول ثلاثة أيام من العام الجديد، وهي أكثر العطل أهمية في اليابان. وأشارت إحصائية أجريت عام 2012، إلى أن كلا الموقعين يستقبل نحو 30 مليون زائر سنوياً، وهذا الرقم أكبر مما يتلقاه أي مكان مقدس في العالم .

تويتر