طالبة ألمانية تلجأ إلى العيش في القطار بعد زيادة إيجار شقتها

تعتقد الطالبة الألمانية نفسها أنها بدوية عصرية تتنقل على القطار. أرشيفية

تخلت الطالبة الجامعية، ليوني مولر، عن شقتها، بعد جدال قصير مع المالك حول مبلغ الإيجار، لكنها بدلاً من البحث عن شقة أخرى، ذهبت إلى مصلحة القطارات، لتشترك في نظام يسمح لها باستقلال القطارات مجاناً. وصارت مولر تتنقل داخل القطارات، تنام، وتتناول فيها طعامها، وتغسل شعرها، وتنجز فروضها الجامعية على حاسوبها المحمول، في الوقت الذي يمضي فيه القطار بسرعة 190 كلم في الساعة.

وتقول إنها أصبحت تشعر بحرية منذ أن تخلت عن شقتها «أشعر كأنني في منزلي، وأستطيع أن أزور المزيد من الأصدقاء والمدن، ويبدو الأمر لي وكأنني في إجازة».

ويبدو أن سكنها في القطار له هدف أكاديمي، يتمثل في أنها تريد أن توثق تجربتها غير العادية هذه، في مدونة، ويرتكز بحثها الجامعي على هذه التجربة، بوصفها «بدوية عصرية تتنقل على القطار»، كما كان يفعل البدو. مشكلتها الوحيدة هي استخدامها سماعات أذن تحيّد معظم الضجة من حولها.

واستقطبت هذه الطالبة (23 عاماً)، اهتمام وسائل الإعلام في ألمانيا، وظهرت على وسائل الأخبار المحلية، مثل ديرشبيغل، وتمضي قائلة «أقرأ وأكتب وأنظر من خلال النافذة، والتقي بأناس ظرفاء». ومنذ أن بدأت هذه الخطوة تلخصت حياتها الخاصة في حقيبة صغيرة، تحمل فيها ملابسها وحاسوبها المحمول وأوراقها الجامعية، وحقيبة صحية. وتناقض تجربتها هذه دراسة منشورة حديثاً، تزعم أن «الرحلات الطويلة تقلق حياة الإنسان».

ومن الناحية المالية استفادت مولر من عيشها في القطار، حيث تكلفها التذكرة 380 دولاراً في السنة، بينما يكلفها إيجار شقتها 380 دولاراً في الشهر، لكن يبدو أن العيش بتكلفة أقل ليست الهدف الوحيد الذي دفعها لاتخاذ هذه الخطوة.

تقول «أريد أن أشجع الناس على مراجعة عادات سكنهم، وأن يعيدوا التفكير في الأشياء التي يعتبرونها عادية، فهناك العديد من الفرص أكثر مما يعتقد الناس، وأن الفرصة التالية هي قريبة منك جداً فاغتنمها». وتعتقد أن العيش في القطار ساعدها على رؤية صديقها كل الوقت، بدلاً من بعض الوقت، وأن معظم أصدقائها يحبون فكرتها هذه، على الرغم من أن بعضهم يعتبرها مغامرة، والبعض الآخر يشعر حيالها بكثير من السلبية، ويعتبرونها شيئاً مثل الإهانة.

تويتر