استخدمه أيزنهاور في الحرب العالمية الثانية

نفق جبل طارق تستغله الآن الشركات العالمية لتخزين بياناتها

أنفاق جبل طارق تعمل كمنطقة تجارية مزدهرة لخدمة أوروبا. أرشيفية

يوجد نفق ضخم يمتد نحو نصف كيلومتر داخل جبل طارق، استخدمه الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في التخطيط للإنزال في شمال إفريقيا. تحول هذا النفق الآن إلى مركز للبيانات الرقمية، حيث يتم فيه تخزين المعلومات بشأن المقامرين والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، لحمايتها من الهجمات الإلكترونية من خلال إجراءات وتدابير أمنية مذهلة.

في هذا المكان تقبع بيانات العملاء في أجهزة سيرفر عملاقة، بعيداً عن أعين المتطفلين. وظل نظام النفق من ممتلكات وزارة الدفاع البريطانية حتى عام 2008، إلى أن تم تسليمه بعدها لحكومة جبل طارق، التي أجّرته بدورها لشركة خاصة متخصصة في مجال إدارة البيانات. ويمثل هذا الموقع جزءاً من شبكة تضم أكثر من 50 كلم من الأنفاق، التي تتقاطع داخل صخور الجبل.

خدمات مالية

شركات الخدمات المالية العالمية والتجارة الإلكترونية تخزن بياناتها في جبل طارق، حيث يتم فرض تدابير أمنية مشددة، وتغطي كاميرات الدوائر المغلقة كل شبر من المكان، ولا يستطيع أحد أن يدخل دون أن تكون لديه شفرة خاصة بالمرور.


حماية

توفر شركة «كونتينت إيت»، التي تستأجر جزءاً من هذا المكان، حماية متطورة لبعض الجهات من هجمات القرصنة، التي يمكن أن تتعرض لها لأغراض سياسية وجنائية واقتصادية، وتمنع الجهات المنافسة لها، عديمة الضمير، من الحصول على بيانات عملائها.

وتستغله حكومة جبل طارق مالياً، مستفيدة من صناعة المقامرة المزدهرة، التي تتخذ من جبل طارق مقراً لها، كما أن شركات الخدمات المالية العالمية والتجارة الإلكترونية تخزن بياناتها فيه، حيث يتم فرض تدابير أمنية مشددة، وتغطي كاميرات الدوائر المغلقة كل شبر من المكان، ولا يستطيع أحد أن يدخل دون أن يكون لديه شفرة خاصة بالمرور.

هذا هو المعبر الوحيد بين الشرق والغرب، الذي أصبح الآن كنزاً تاريخياً، إنه المكان الذي خطط فيه الجنرال دوايت ايزنهاور للهجوم على شمال إفريقيا في أواخر 1942، ولاتزال خرائط تلك الخطط معلقة على جدار النفق في بعض غرف التحكم.

شركة «كونتينت إيت» التي تستأجر جزءاً من هذا المكان، توفر حماية متطورة لبعض الجهات من هجمات القرصنة، التي يمكن أن تتعرض لها لأغراض سياسية وجنائية واقتصادية، وتمنع الجهات المنافسة لها، عديمة الضمير، من الحصول على بيانات عملائها. ويقول متحدث باسم الشركة، في تصريح له من جزر مان إن «هذه الأنواع من الهجمات شائعة جداً»، مشيراً إلى ان احدى المنشآت تعرضت لنحو 35 ألف هجمة سيبرانية في الربع الأول من عام 2015 وحده. ويقول مفوض جبل طارق، فيل براير «نحن نحتفظ بكل شيء هنا: المعاملات، والبرمجيات، وجميع اجتماعات هيئة تشريعات الاتحاد الأوروبي»، ويضيف «إذا كانت هناك دعوى قضائية، ويطلب منا توفير المعلومات، فنحن على استعداد لتوفيرها لهم من هنا».

ويضيف أن الكثير من الشركات تعمل من مناطق ما وراء البحار البريطانية «لأسباب ضريبية»، ويقول إن لعب القمار على الإنترنت يسهم بنسبة 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة جبل طارق، والذي تسهم فيه ما يصل الى 30 شركة أخرى. ويوظف قطاع القمار نحو 3500 شخص في جبل طارق من جميع أنحاء أوروبا، معظمهم متعدد اللغات.

وتوظف إحدى الشركات 60 شخصاً، تتمثل وظيفتهم في الرد على استفسارات المقامرين. ويعيش معظم موظفيها متعددي الجنسيات في إسبانيا، ويعبرون المسافة كل يوم إلى جبل طارق. ويفد عملاء الشركة من جميع أنحاء أوروبا، ولكل جنسية خصوصياتها، فمثلاً الاسبان يفضلون لعبة البوكر، والايطاليون الرهان على كرة القدم، والبريطانيون يحبون بنغو، في حين يفضل الأوروبيون الشرقيون الروليت.

ما لا يعرفه المقامرون هو أنهم عندما يكتبون رقم بطاقة الائتمان الخاصة بهم على أجهزة الكمبيوتر، يتم تخزين بياناتهم في مركز عمليات الحرب العالمية الثانية السابق.

تويتر