يعتقدون أن أعضاءهم تجلب الحظ

أطفال «المهق» في تنزانيا يُقتلون على أيدي السحرة

صورة

توفّر الحكومة التنزانية معسكرات لحماية الأطفال المهق، (من يولدون من دون لون جلد)، من المشعوذين، الذين يختطفونهم ويقتلونهم، ويسحقون أعضاءهم، ويضعون المسحوق في تعاويذ سحرية، معتقدين أن ذلك يجلب الحظ والثروة. ويدفع المشعوذون ما قيمته 75 ألف دولار من أجل الحصول على جميع أعضاء طفل من هذا النوع. بعض المتورطين في الاختطاف والقتل هم أفراد من أسر الأطفال أنفسهم. وحذرت الأمم المتحدة قبل فترة قصيرة من تزايد الهجمات على هؤلاء الأطفال، الذين يصبحون في خطر كبير عند حلول الانتخابات الوطنية والمحلية في أكتوبر المقبل. ويتجذر الخوف من أن بعض السياسيين عديمي الضمير، قد يلجؤون إلى المشعوذين المعروفين باسم «مغانغا»، من أجل تحقيق طموحاتهم السياسية، مستخدمين أعضاء هؤلاء الأطفال. وتعرض 75 طفلاً وبالغاً من المهق للقتل في تنزانيا منذ عام 2000، ونجا 62 منهم بجروح بليغة، إثر هجمات عليهم من المشعوذين.

وتمكنت الحكومة من اعتقال 200 من المشعوذين، وخلال هذا الشهر تحدث وزير الداخلية إلى أعضاء البرلمان محذراً اياهم من أن قتل الأطفال المهق لن يجعلهم يفوزون بالمقاعد في البرلمان. وصدرت الأوامر الحكومية بحماية هؤلاء الأطفال في مجتمعاتهم، ونظرا للموارد الشحيحة، اضطرت الحكومة إلى حشدهم داخل معسكرات لا تتوافر فيها أسباب جيدة للحياة.

قبل شهر تعرضت امرأة مهقاء، تبلغ من العمر 30 عاماً، لقطع ذراعها من تحت الكوع من قبل اثنين من الرجال، عندما كانت نائمة مع أطفالها الأربعة. وفي مارس تعرضت امرأة لجروح بليغة من قبل خمسة رجال، عندما كانت تحاول حماية طفلها الوحيد الأمهق، البالغ من العمر ثلاثة أعوام، وتم العثور في ما بعد على جسم الصبي مقطع الأوصال في الغابة القريبة، واعتقلت السلطات والده.

أحد المرشحين لمنصب رئيس البلاد، وهو جانيواري ماكامبا، يعتقد أن أفضل الحلول، هو أن يتم توفير الحماية لهؤلاء الأطفال. ويمضي قائلاً «هذه الممارسات تسبب لنا الإحراج كأمة، ومن العار ان نبقي هؤلاء الأطفال في معسكرات». ويقرّ بأن أعلى طبقات المجتمع هي التي تلجأ لشراء أجزاء من جسم هؤلاء الأطفال، وهذه معتقدات راسخة في المجتمع، علينا ان نحاربها.

في معسكر بوهانغيجا بمدينة شينيانغا الشمالية، ارتفع عدد الأطفال المهق من 170 العام الماضي، إلى 295 طفلاً في الوقت الراهن. وهذا المعسكر هو في الأصل مدرسة ابتدائية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن المتوقع أن يصل المزيد منهم خلال الأشهر المقبلة. وكانت هذه المدرسة قد تم بناؤها بطاقة استيعابية تصل إلى 40 طفلاً، واضطر مديرها إلى تحويل المكتبة والمنازل الخاصة بالمدرسة، والفصول قيد الإنشاء إلى غرف نوم للأطفال، حيث ينام كل أربعة اطفال في لحاف واحد. وتراوح اعمار المهق في هذه المدرسة من عامين إلى 25 عاماً، ويقضون يومهم يلعبون في باحة المدرسة.

ويقول مدير المدرسة، بيتر اجالي «يعيش هؤلاء الأطفال مثل اللاجئين، وهذا أمر مخزي، وأحاول ان امثل معهم دور الأبوين، وأحبهم وأحميهم، ولكن ليس من الإنسانية ان يعيشوا بهذا الوضع»، ويضيف «الكثير من الأسر تعتبر الأطفال المهق لعنة عليهم».

وتنجم حالة المهق، عن عدم وجود صبغة للبشرة والشعر والعيون، ويصيب نحو واحد من كل 20 ألف شخص في العالم، ولأسباب غير معروفة، فإن هذه الحالة شائعة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتنزانيا بشكل خاص، حيث يوجد واحد منهم في كل 1400 شخص.

تويتر