بريزنسكي: نحن في حرب باردة مع روسيا

قال المستشار السابق للأمن القومي الأميركي زبيغنيو بريزنسكي، إن العالم الغربي يجب أن يقف بحزم في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف بريزنسكي الذي عمل في زمن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ما بين 1977ـ1981، في مقابلة مع «ديرشبيغل أونلاين»، إن روسيا تريد ان تطور ترساناتها العسكرية الدولية، والولايات المتحدة تريد نشر أسلحة ثقيلة في الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوروبا الشرقية، مؤكداً أنه «يجب أن نجعل استخدام روسيا للقوة ينطوي على تكاليف باهظة. وفيما يلي نص المقابلة:

■ شبيغل: هل نتوقع بداية حرب باردة جديدة بين روسيا والولايات المتحدة؟

■■ بريزنسكي: نعيش الآن حرباً باردة، لكن من غير المرجح أن تصبح أكثر احتداماً.

■شبيغل: الحرب الباردة السابقة امتدت 40 عاماً، فهل يمكن أن تستمر هذه الحرب الحالية مثل هذه الفترة؟

■■ بريزنسكي: لا أعتقد ذلك، إذ إن الأمور تسير بسرعة كبيرة، والضغوط الخارجية يمكن الشعور بها داخلياً بصورة متسارعة. وإذا استمر هذا الحال ولم تنهر أوكرانيا، فإن الضغوط الداخلية يمكن أن تجبر الحكومة على استكشاف بدائل بأسرع وقت ممكن.

■شبيغل: هل تعتقد أنه من الصواب أن تنشر الولايات المتحدة أسلحة ثقيلة في أوروبا الشرقية ودول البلطيق؟

■■ بريزنسكي: عليك أن ترى الطرفين، اذ إن الأمر يتعلق بفعل وردة فعل. أنا لا أريد الحرب، لكني لا أريد أن يتم تهديدي بخطاب مفاده أنه إذا تحركنا استجابة لأفعال الطرف الآخر فإننا سنكون الطرف المحرض، الذي يفتعل الحرب. بل على العكس فإن عدم إرسال الأسلحة هو السبب الذي سيؤدي إلى الحرب.

■شبيغل: لكن أليس حلف «ناتو» يسهم في الحملة الإعلامية التي يقيمها بوتين ضد الغرب؟

■■ بريزنسكي: تقصد أن حلف «ناتو» ليس من المسموح له بإرسال قوات ومعدات عسكرية إلى أراضي أي دولة عضو فيه عندما تواجه هذه الدولة مخاطر محتملة؟

■شبيغل: القضية هي ما إذا كان من الحكمة السياسية فعل ذلك، لأن بوتين سيحظى بالدعم الداخلي عند ذلك.

■■ بريزنسكي: هذا هو الحديث الذي ظهر حول ضبط النفس عندما غزا هتلر دولة تشيكوسلوفاكيا في الحرب العالمية الثانية.

■شبيغل: هل تقارن بين بوتين وهتلر؟

■■ بريزنسكي: أعتقد أن ثمة تشابهاً، لكن يوجد خلافات أيضاً، فلم يكن هتلر مهتماً بجمع المال بصورة شخصية، لكن بوتين يهتم به كثيراً، الأمر الذي يقدم جانباً مختلفاً في الحياة، والذي من شأنه ربما أن يعمل على موازنة وتهدئة العواطف، ولكن الأمر الخطير بصورة خاصة في بوتين أنه يحب المغامرة غير المضمونة العواقب.